Friday 5th March,200411481العددالجمعة 14 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المحاسبة في بداية العام المحاسبة في بداية العام
أحمد الخضير ( * )

بعد توديع عام هجري مضت أيامه ولياليه، وطُويت صحائفه بما حَوَت من خير وشر، في مطلع هذا العام الجديد يجب أن نحاسب أنفسنا، ونقارن بعض أفعالنا بأفعال السلف الصالح.
مشكلتنا أننا نأنف من المحاسبة، ونظنها عيباً وقدحاً في الذوات، وهذا من أهم أسباب استمرارنا على الأخطاء التي كانت نتيجتها التخلف لأمتنا التي أصبحت عالة على الغير، بيد أبنائها قبل أعدائها، وقد كانت قبل ذلك في موقع الريادة والصدارة على يد أسلافنا، مع أن ظروفنا أحسن من ظروفهم من حيث الكثرة العددية ومن حيث الموارد أيضاً. لكن النظرة إلى الدنيا بيننا وبين أسلافنا قد اختلفت، فحينما كانت الدنيا وسيلة عندهم أصبحت عند الكثيرين منا غاية، بالأفعال والأحوال.
إنه -وللأسف- يوجد انفصام بين قناعاتنا وبين أفعالنا؛ فقناعتنا هي بالدار الآخرة ووجوب العمل لها، لكن أفعالنا تركز على الأمور الحياتية. وليس عيباً أو حراماً أن يعمل الإنسان للدنيا، بل حثَّنا الدين الإسلامي الحنيف على ذلك {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}، لكن الخلل أن يكون كل العمل لمتاع الحياة الزائف.
لقد فقه سلفنا الصالح أمر الله، وتدبروا في حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخرة فاستوحشوا من فتنتها، وتجافت جنوبهم عن مضاجعها، قال الحسن رحمه الله:(إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة)، وقال وهيب بن الورد: (إن استطعت ألاَّ يسبقك إلى الله أحد فافعل).
لو قارنَّا -أخي الكريم- حالنا بأحوال السلف لرأينا البون الشاسع في تحقيق أمر الله جل وعلا؛ لذلك لا أملك إلاَّ أن أردد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلاَّ فقراً منسياً، أو غنًى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال؛ فشر غائب يُنتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمر).
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد
ذخراً يكون كصالح الأعمال

( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved