يقول الحق سبحانه وتعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حرم...} (36) سورة التوبة.
وإن في كتاب الله آيات لتدعونا للتفكر والتدبر فبينما أقلب آخر ورقة في تقويم أم القرى تفاجأت بنهاية العام؛ فتذكرت أن لكل شيء نهاية وأن نهايتنا إلى الله سبحانه وتعالى، قال أبو البقاء الرندي:
|
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان |
فعجباً لابن آدم كيف لا يتذكر وهو يقص يوماً من عمره ورقة كاملة حينما ينزع ورقة التقويم أو يقلبها حتى يأتي يوم من الأيام فلا يجد شيئاً من عمره.
فاغتنم أيها المسلم فرصة حياتك وما تعاقب الليل والنهار إلا مطايا فمطية الليل تسلمك إلى مطية النهار وهكذا حتى تنتهي إلى جنة أو نار.
|
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
فاغتنم لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني |
ومن فضل الله علينا أن جعل لنا خلال العام الهجري مواسم نقترب فيها بالعمل الصالح إلى الله فمثلاً بداية العام شهر الله المحرم وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة قال عنه صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) ثم يأتي بعد مدة شهر رمضان المبارك وما فيه من خيرات كثيرة ومواسم للعبادة وما ينتهي حتى تأتي أشهر الحج بما فيها أيام العشر الأولى من ذي الحجة وما فيها من فضل كبير من يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك وغيرها كل هذه المواسم فرصة للعمل الصالح خلال العام الهجري كاملاً فيا أخي المسلم لا تدع الفرصة تمر عليك وأنت غافل لاه، وأعلم أنه ما من يوم تطلع فيه الشمس إلى وهو ينادي (يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة).
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المعتبرين لحفظ أوقاتنا وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وأن يحفظ علينا ديننا وعلى الأمة الإسلامية كافة.
مدير عام فرع الرئاسة العامةلهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة نجران المكلف | 
