*أعدها - فهد الضبعان:
مع تباشير الربيع وظهور نبتة (الكمأ) المطلب الأول للمتنزهين خرج الآلاف من أبناء الوطن ومن الأشقاء في دول الخليج إلى أماكن تواجد هذه النبتة الفطرية ومنطقة الحدود الشمالية واحدة من هذه المناطق التي رسمت بها المخيمات وتناثر بها الرجال والنساء والأطفال في جو أسري (غاية في الألفة والمحبة) في مناظر كوميدية بسبب أن الأنظار كلها متجهة نحو الأرض (ومن سبق لبق) وأيهما يحصل على النصيب الأكثر.
خرجت أنا وزميلي تركي الصالح القريشي من حائل باتجاه حدودنا الشمالية بمسافة 800 كم ذهابا وعودة لنرى بأعيننا ولننقل ل(شواطئ ولقرائها) بالقلم هذه المواقف وبالصورة بعض اللقطات للكمأ.
البداية مع الشاعر صالح العبد الله الضبعان الذي وجدناه مع مجموعة من زملائه في مخيمهم المعتاد كل عام شرق محافظة رفحاء يقول الكمأ نبتة غنية عن التعريف منذ العصور القديمة وكانت في سابق عهدنا كثيرة جدا بسبب بركات الله فيها وكنا نأخذ ما يكفينا لسنوات و تقوم النساء بتقطيعه وتنشيفه و تخزينه ويطبخ على مدار أيام العام وهذا يحدث قبل النقلات الأخيرة للتطور ولله الحمد ففي هذه الأوقات يوجد الثلاجات الكبيرة التي يجمد فيه الشيء إلى حين طلبه ويخرج على ما هو عليه وربما لم يتغير طعمه.
ويسترسل أبو زيد بأن للكمأ ذكريات وأصدقاء - رحم الله من توفي منهم وأبقى الحي - وكان وجبة شهية للغاية يغني عن اللحم وعن المقولة المتكررة بين العامة (إذا جاء الفقع احفظ الدواء.. وإذا جاء الجراد اترك الأدوية) قال بأن المقولة الحقيقية للتصحيح فقط (إذا جاء الفقع (صر) الدواء. وإذا جاء الجراد كب الدواء.. والمعنى بأن في الجراد شفاء بإذن الله تعالى لكونه يأكل أنواعاً كثيرة من الأشجار أما في الكمأ فيقال بأنه يعرض صاحبه للمرض لكونه فطر خارج من الأرض والتراب.. وللمعلومة بأنني لم أسمع أو أرى بأن هناك من مرض من الكمأ أو شفي من الجراد لأن الواقي والضار هو الرحمن الرحيم ولكن فقط لإجابة سؤالكم.
أما هذال المحول فيذكر لنا قصة حدثت له ويتذكرها كل موسم بأنه مع حماس الشباب وللفوز بالتحدي الأخوي وكنت أراقب عن بعد منافسي (زيد الصالح) قطعت مسافة ليست بالهينة وبعد أن قربت الشمس على المغيب توجهت للخيمة الخالية استعدادا للصلاة حتى حضور زملائي لبدء العد التنازلي للفوز وكنت مستغرقا في التفكير وفجأة دخل علي أحد المعارف من مخيم آخر وسلم وقال (الله حيه) لماذا لم تخدم نفسك فأجبت (الله يحييك) والله حيه أنت واعذرنا القهوة لم تجهز، فقال: أنت غلطان ولا أنا الغلطان. فركزت على المكان وقلت: لا والله أنا الغلطان والمعذرة وأهديت له ما معي رغم رفضه وعدت بخفي حنين.
أما إبراهيم العبدالله فيذكر أنه تدخل كثيرا في إيصال أطفال تائهين، وكبار أضناهم التعب، ومصابين من الأحجار والأشواك ويضيف بأن الأسعار بالنار وخاصة أيام نهاية الأسبوع أما الأيام الأخرى فالأسعار مناسبة جدا ويضيف كذلك بأن السعادة تكتمل في الليل كرة طائرة.وطبخ ونفخ. وسوالف. وقصيد. وعرضه. ودحيه وأصوات فلذات الأكباد هنا وهناك.
|