* فلسطين المحتلة- بلال أبو دقة:
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في عددها الصادر يوم (الاثنين)، تفاصيل خطط الانفصال عن الفلسطينيين من جانب واحد في قطاع غزة والضفة الغربية، التي سيتم تقديمها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، خلال عدة أيام، للبت فيها قبل سفره المرتقب إلى واشنطن.
وحسب الصحيفة: سيقوم رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، اللواء احتياط ( غيورا آيلاند )، بتسليم شارون ملخص البدائل المقترحة لخطط الانفصال عن الفلسطينيين في غزة، إضافة إلى أربعة مخططات أولية تقترح بدائل مختلفة للانفصال عن الفلسطينيين في الضفة الغربية..
وقالت الصحيفة في تقرير لها رصدته الجزيرة: ستضطر الحكومة الإسرائيلية إلى اختيار أحد ثلاثة خيارات تتعلق بالانفصال في قطاع غزة، أولها: الانسحاب الكامل من القطاع، بما في ذلك إخلاء المستوطنات ومعسكرات الجيش..
ويتضمن هذا الخيار بديلاً يشتمل على اقتراح يقضي بالإبقاء على ثلاث مستوطنات قائمة على طول الحدود التي تفصل بين إسرائيل وشمال قطاع غزة، وكذلك مواصلة السيطرة الإسرائيلية على طريق ( فيلادلفيا ) الممتد على طول الحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة، بما في ذلك السيطرة على معبر رفح..
أما الخيار الثاني المقترح للانفصال عن الفلسطينيين في قطاع غزة، فقد قدمه وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، ويدعو إلى إخلاء كافة المدنيين من المستوطنات واستبدال قوات من الجيش بهم..
ويتضمن هذا الخيار أيضاً، بديلاً يقضي بالإبقاء على المستوطنين في مستوطنات شمالي القطاع..
وقد قوبلت هذه الخطة بالذات، بمعارضة داخل الجهاز الأمني، لأنها لا تخفف مستوى الاحتكاك بين الفلسطينيين والجيش، ولا يتم بموجبها تنفيذ فكرة الانفصال..
أما الخيار الثالث فيتضمن اقتراحاً بإخلاء ثلاث مستوطنات فقط، في قطاع غزة، هي:
( موراغ ) في رفح، ( نتساريم ) جنوب مدينة غزة و ( كفار داروم ) وسط قطاع غزة..
وتقول الصحيفة الإسرائيلية: في الضفة الغربية أعد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أربعة اقتراحات حول الانفصال، يأخذ أولها بعين الاعتبار الاكتفاء بالانسحاب من قطاع غزة فقط، دون إجراء أي تغيير في الضفة الغربية..
أما الاقتراح الثاني، فيدعو إلى إخلاء ثلاث أو أربع مستوطنات في شمالي الضفة الغربية، مثل :( شانور، كديم، وغايم )، وحسب إدراك مجلس الأمن القومي، ستمنع هذه الخطة الفلسطينيين من الشعور بأن إسرائيل قامت بإخلاء قطاع غزة ولا تنوي التوصل إلى اتفاق إقليمي في الضفة الغربية..
أما الاقتراح الثالث فيدعو إلى خلق تواصل إقليمي للفلسطينيين عبر إخلاء بعض المستوطنات، ويشمل هذا البديل إخلاء عشرات المستوطنات المعزولة..
ويقترح الخيار الرابع إخلاء غالبية مستوطنات الضفة الغربية وتركيز الاستيطان في ثلاثة تكتلات كبيرة..
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ( أبو علاء ) شدد مؤخرا على أن الجانب الفلسطيني لن يفاوض إسرائيل على المستوطنات، قائلا: المستوطنات عمل احتلالي، وإذا ما انسحبوا من غزة، فأهلا وسهلا بهم، وسنهيئ أنفسنا لكي نستلمها..
وقد أعرب قريع عن أسفه للموقف الأمريكي الذي أكد أن خطة شارون بخصوص الانسحاب من المستوطنات اليهودية في غزة لها نتائج إيجابية، مناشداً الإدارة الأمريكية للامتناع عن دعم الإجراءات الأحادية الجانب من قبل إسرائيل، ومن ضمنها إخلاء 17 مستوطنة في قطاع غزة دون اتفاق مع الجانب الفلسطيني..
مشيرا الى انه سيكون من المؤسف إذا دعمت الإدارة الأمريكية الخطوات الأحادية الجانب، بالتأكيد يقول قريع: سنكون قلقين وخائبي الأمل في حال اتخذت واشنطن مثل هذا الموقف.
وكان مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية قالوا مؤخراً: إن إدارة الرئيس جورج بوش ترى أن خطة رئيس الحكومة، أريئيل شارون، لفك الارتباط من جانب واحد مع الفلسطينيين، تنطوي على إمكانات إيجابية، خاصة وأن تفكيك المستوطنات في قطاع غزة يمكن أن يؤدي إلى خفض المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويحسن حرية الحركة للفلسطينيين، لكن الإدارة الأمريكية تريد أن تدرس خطة شارون عن كثب قبل الإدلاء بأي موقف بشأنها..
وقال وزير الخارجية الأميركي ( كولن باول ) الخميس الماضي أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إن فريقا أميركيا سيتوجه إلى المنطقة في غضون أسبوع تقريبا لبحث مشاريع شارون المتعلقة بإزالة المستوطنات اليهودية من قطاع غزة..
مضيفا: قلنا للإسرائيليين انه أمر مهم، وإننا نريد إقفال ملف المستوطنات، لكننا نريد معرفة كيفية إتمام ذلك بالتحديد وأين سيذهب المستوطنون، وكيف سيؤثر ذلك على أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية..
نريد أن نفهم مجمل المشروع الإسرائيلي.
وحسب ما رشح من معلومات، سيصل الأسبوع المقبل إلى إسرائيل مندوبون أمريكيون عن مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأمريكية، لإجراء لقاء مع شارون بهدف الاستماع إلى إيضاحات حول خطته السياسية، وللتأكد من أن إسرائيل ما زالت ملتزمة بتنفيذ استحقاقاتها في خطة خارطة الطريق، وأنها تعتزم تغيير مسار الجدار الفاصل ليقترب من الخط الأخضر.. وحسب المصادر في إسرائيل: من المقرر أن يتم، في أعقاب اللقاءات مع المندوبين الأمريكيين، تحديد موعد زيارة شارون إلى الولايات المتحدة، والتي سيلتقي خلالها الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أملاً منه في الحصول على تأييده لخطة الانسحاب الأحادي الجانب من مستوطنات قطاع غزة، في المقابل سيطرح شارون على بوش قضية دعم واشنطن لضم مستوطنات يهودية في الضفة الغربية إلى إسرائيل..
|