* بغداد - رويترز:
قالت الشرطة العراقية: إن مقاتلين شنوا أمس الخميس هجوما بالمورتر على مركز للشرطة بمدينة الموصل الشمالية وأصيب في الهجوم ثلاثة من بينهم ضابط شرطة.
وقال ضباط في مركز الشرطة الذي تعرض للهجوم بوسط الموصل: إن المهاجمين أطلقوا عددا من القذائف سقطت على المركز وفي الشارع وعلى مسجد مجاور قبل أن يفروا في سيارة.
وذكر شهود أن الشرطة طوقت المنطقة وبدأت تفتش السيارات المارة، وقال ضابط شرطة: إن أحد المصابين حالته خطرة.
وهجوم اليوم هو الأحدث في سلسلة هجمات تستهدف الشرطة العراقية وقوات الأمن التي شكلتها قوات الاحتلال الأمريكي في إطار خطة لتسليم العراقيين مسؤولية الأمن قبل أن تسلمهم واشنطن السيادة يوم 30 يونيو - حزيران.
واغتال مسلحون قائد شرطة كبيرا في الموصل في فبراير- شباط في الوقت الذي وقع فيه هجوم انتحاري على مركز للشرطة في مدينة كركوك الشمالية وهجوم آخر عند مشارف العاصمة بغداد وقتل في الهجومين عشرات.
وعلى ضوء التفجيرات التي وقعت في كربلاء وبغداد صرح خبير أمريكي أن هذه الهجمات تجعل الولايات المتحدة من جديد موضع اتهام لفشلها في ضمان الأمن في العراق وتهدف بشكل واضح إلى تقويض العملية الانتقالية الجارية حاليا في هذا البلد.
ويرى الخبير أن هذه الهجمات التي أسفرت عن سقوط 170 قتيلا وأكثر من 500 جريح تشكل ردا دمويا على الاتفاق الذي تم التوصل إليه الاثنين حول قانون إدارة الدولة ويشكل خطوة مهمة على طريق تطبيع الوضع السياسي في البلاد.
وقال ديفيد فيليب الخبير في شؤون في العراق في معهد العلاقات الخارجية، الهيئة المستقلة في نيويورك: إن (واحدة من سمات الوضع في العراق حاليا أن العنف يتناسب طرديا مع التقدم) الذي يتم تحقيقه.
وأضاف أن قانون إدارة الدولة يشكل أساسا مهما للعراقيين واتفاقا حقيقيا على تقاسم السلطة ووقف الهجمات بعد التوصل إلى اتفاق حوله لا يدعو إلى الاستغراب.
وقد رأت صحف أمريكية أيضا أن هذه الهجمات مرتبطة بسباق حقيقي بين الذين يريدون الإبقاء على الفوضى والجهود التي تبذل لإعادة السيادة إلى العراقيين في الموعد المحدد 30 يونيو ثم إقامة نظام ديموقراطي.
وكتبت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) أن المشاهد المرعبة في كربلاء وبغداد يجب ألا تؤثر على الوثيقة التي تم التوصل إليها قبل يوم واحد: دستور مؤقت للعراقيين يمنحهم حريات أكبر بكثير من تلك التي تتمتع بها الشعوب الأخرى في المنطقة.
وأضافت أن المهمة الصعبة التي تتمثل في اختيار حكومة بعد تسليم السلطة إلى العراقيين وحل مختلف الميليشيات قد تطرح مشكلة خصوصا في جو من العنف المتصاعد.
أما المسؤولون الأمريكيون فقد أكدوا انه من غير الوارد تعديل خططهم للعملية الانتقالية، واتهم المتحدث باسم البيت الأبيض سوكت ماكليلان منفذي الهجمات بأنهم (يريدون الفشل - عملية نقل السلطة - لكن موعد نقل السيادة يبقى على حاله).
وأكدت هذه الهجمات من جديد عجز القوات الأمريكية عن ضمان أمن البلاد بعد عام من سقوط نظام صدام حسين، بينما حمّل الزعماء الروحيون والقادة السياسيون للشيعة الولايات المتحدة مسؤولية هذه الهجمات بسبب غياب الأمن.
وقال ديفيد فيليبس: إن القوات الجديدة للشرطة العراقية التي شكلت بسرعة ليست كبيرة عدديا على ما يبدو والوجود الأمني الدولي لا يتلاءم مع الوضع في مواجهة قوى منظمة وممولة بشكل جيد تحاول ضرب التقدم.
واعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بأن تطبيع الوضع ما زال يحتاج إلى عمل شاق.
|