* رفح - القدس المحتلة - القاهرة - بلال أبو دقة - الوكالات:
أجبرت المقاومة العنيفة القوات الاسرائيلية على الانسحاب صباح امس الخميس من مخيم جنين ومن مدينة رفح بعد توغل لتلك القوات في الموقعين، في وقت اتسعت فيه حركة العصيان وسط العسكريين الاسرائيليين من التوغلات والاقتحامات اليومية للمدن والبلدات الفلسطينية, وضمت تظاهرة اسرائيلية في باريس ضد الاحتلال عسكريين اسرائيليين..فقد اضطرت القوات الاسرائيلية من الانسحاب من مخيم جنين إثر اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين وبعد أن واجهت (مقاومة عنيفة مما اضطرها للانسحاب).
وكانت 15 آلية عسكرية إسرائيلية قد (تسللت) من الأطراف الجنوبية والغربية للمخيم في ساعة مبكرة من الصباح بحثاً عمن تسميهم إسرائيل (مطلوبين).
وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي توغل صباح أمس أيضا داخل مدينة رفح في قطاع غزة قرب الحدود مع مصر.
وقالت المصادر ان حوالي 15 آلية عسكرية اسرائيلية ترافقها جرافات توغلت في المدينة حيث قامت بهدم منزل من أربع طبقات في القطاع الغربي من رفح.
وقد واجهت القوات الاسرائيلية مقاومة عنيفة خلال توغلها الذي جرى خلاله تبادل لاطلاق النار.
الى ذلك أفادت مصادر طبية وشهود عيان ان شابا فلسطينيا استشهد فجر أمس الخميس وأصيب سبعة آخرون في انفجار غامض وقع في منزله بمخيم رفح جنوب قطاع غزة.
وقال الطبيب علي موسى، مدير مستشفى رفح الحكومي، لوكالة فرانس برس (وصلت الى المستشفى جثة الشهيد عوني كلاب (25 عاما) مصاب في أنحاء الجسم وقد تحول جزء من جسده الى اشلاء بفعل انفجار قوي).
واشار موسى الى ان (سبعة مواطنين آخرين أصيبوا بينهم طفل في الثانية من عمره هو ابن الشهيد كلاب بالاضافة الى زوجته) موضحا ان (حالة اثنين من المصابين خطرة وقد نقلوا جميعهم الى المستشفى للعلاج).
وأكد شهود عيان ان الانفجار الذي وقع بعد الثانية من فجر امس الخميس بالتوقيت المحلي (كان هائلا واسفر عن دمار كبير في المنزل نفسه اضافة الى اضرار في سبعة منازل أخرى مجاورة).
وقال شاهد من سكان المخيم ان (الانفجار لا يزال غامضا) موضحا ان أفرادا من الشرطة والأمن الفلسطيني (وصلوا الى المكان لمعرفة ملابسات الانفجار وأسبابه ولفحص امكانية ان كان هناك أي علاقة للجيش الاسرائيلي بالانفجار أم لا).
من ناحية أخرى قالت مصادر أمنية إسرائيلية صباح أمس إن مستوطنًا أصيب بجراح عندما سقط صاروخ طراز القسام على مستوطنة يهودية شمالي قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن قوات الجيش ألقت القبض على 14 فلسطينيًا الليلة قبل الماضية في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية للاشتباه بتورطهم في (عمليات معادية) لاسرائيل وفي جانب آخر أمرت الحكومة الاسرائيلية المستوطنين في ستة مواقع في الضفة الغربية بالرحيل وإلا سيتم طردهم فيما اعتبرته مصادر سياسية لفتة مقصودة من جانب آرييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل زيارته للولايات المتحدة.
ومن المقرر ان يصل مبعوثان امريكيان الى اسرائيل الأسبوع القادم لمناقشة خطة شارون لفض الاشتباك مع الفلسطينيين التي عرضت مبدئيا إزالة تقريبا كل المستوطنات اليهودية الاحدى والعشرين من قطاع غزة اذا فشلت خطة (خارطة الطريق) للسلام التي تساندها الولايات المتحدة.
ويخشى الفلسطينيون ان تفرض اسرائيل عندئذ سيطرة دائمة على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وهو تحرك من جانب واحد قد يسلب الفلسطينيين أراضي يريدون اقامة دولتهم عليها.
وتقضي خارطة الطريق التي تتضمن سلسلة من الخطوات المتبادلة يراد منها ان تؤدي الى السلام واقامة دولة فلسطينية بأن يكبح الفلسطينيون جماح النشطاء المسؤولين عن الهجمات على اسرائيل وان توقف اسرائيل أنشطة البناء في الأراضي المحتلة وتقوم بتفكيك اكثر من 100 من المواقع الاستيطانية التي اقيمت منذ مارس آذار عام 2001، على الرغم من ان كل المستوطنات تعتبر غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي..
الى ذلك نددت مجموعة من الاسرائيليين بينهم اثنان من العسكريين السابقين، الاربعاء في باريس بالاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وذلك خلال اجتماع عقد في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية.
وقال الجندي السابق آريك ديامان (30 عاما) ان (عدد الاسرائيليين الذين يرفضون الاحتلال يزداد أكثر وأكثر).
واضاف (في البدء، كان الامر قاس بان نتهم بالخيانة ولكن اليوم أصبح أكثر وأكثر سهلا) مشيرا الى ان الاسرائيليين (ضاقوا ذرعا) باحتلال الأراضي الفلسطينية المستمر منذ العام 1967.
ومن ناحيته، قال الملاح السابق جوناثان شابيرا (32 عاما) (قبل بضعة أشهر، تعلمت ان أقول لا).
وكان هذا الملاح قد طرد من الجيش لانه كان احد الموقعين على (رسالة الملاحين) التي أعرب فيها عن نيته عدم (اطاعة الأوامر غير الشرعية وغير الأخلاقية).
أما دانيلا يوال من جميعة النساء الاسرائيليات لمراقبة الحواجز، فقد نددت بهذه الحواجز التي (يمكن الالتفاف عليها ولا تحول دون وقوع عمليات هجومية ولكن تستخدم فقط من أجل الاذلال).
وقال اورين مانديكس من حركة (غوش شالوم) (جبهة السلام) انه (لا يمكن ان يكون فخورا لأنه اسرائيلي) وان له (الحق في ان ينتقد الحكومة الاسرائيلية دون ان يتهم بالعداء للسامية).
|