* عنيزة - فوزية ناصر النعيم:
في اجازة نهاية كل اسبوع ومع هذه الاجواء الربيعية الجميلة اكتظت الصحراء بالانفاس البشرية وانتصبت الخيام النسائية في عدة بقاع حتى لتكاد البيوت تخلو من أصحابها، والمتأمل في الصحراء يعتقد أننا ما زلنا نعيش البادية، ولم تبدأ هجرة البدو إلى المدينة، حيث تحولت الصحراء إلى مدينة صاخبة حيث لا تخلو من الاصوات والضجيج، وفي كل شبر يقطن مخيم يضم العديد من الأسر..
ترى لماذا تركت المرأة بيتها والرفاهية التي كانت تعيشها واتجهت للصحراء تعاني برداً قارصا في الليل وشمساً محرقة في النهار؟ (الجزيرة) تنقلت بين المخيمات النسائية وتعرفت على بعض الأراء
بداية قالت فاطمة بنت ناصر: إنه نوع من التغيير، حيث قتلنا روتين الحياة، ومللنا حياة الرفاهية على الرغم من توفيرها حتى في المخيمات، فمخيمات هذا الوقت ليس فيها قسوة الزمن الماضي، بل كل شيء متوفر وفي متناول اليد، ولكن على الأقل نستمتع بشيء من الطبيعة.
تذكرنا بالأجداد
وقالت مريم الحسن: إن حياة البادية بما فيها من حنين للماضي وعراقته تذكرنا بحياة الأجداد الذين كانوا يعانون مشقة العيش والكد ورغم ذلك يشعرون بالسعادة والراحة؛ لأن المدينة عالم مملوء بالمشاكل والإرهاق والتعب والصخب، ونحن في كل عام في هذا الوقت بالتحديد نقيم هذا المخيم للأسرة والأقارب ونجتمع فيه ونسعد بكل الأوقات.
جلسة النار
وتقول لولوة بنت عثمان: انني أجد في جلسة المخيم حول النار متعة لا اجدها في المدينة طوال العام؛ لذلك نحن ننتظر هذا الوقت دائما بفارغ الصبر ونترك كل مشاغلنا وارتباطاتنا حتى نقضي هذا الوقت الممتع بعيداً عن صخب المدينة.
إلا في هذا المخيم
وتقول: نورة بنت عبدالله: إن مشاغل الحياة أرغمتنا على عدم القدرة على صلة الرحم وزيارة الأقارب، والحقيقة ان الذي نعجز عنه في المدينة رغم تقارب المساكن نحققه في هذا المخيم، حيث نرى الاقارب والاحبة ونقضي معهم وقتا ممتعاً.
نجد في البرّ حرية كاملة
وتقول أمل العبدالله: انني أحب طلعة البر بالذات لأن ليس فيها قيود بل حرية مطلقة، نستطيع ان نمشي في الفضاء دون مضايقات، ويمكننا أن نقود السيارة والدراجات النارية حول المخيم ونستمتع بالأجواء الجميلة والمناظر الرائعة خاصة بعد نزول الغيث هذا العام الذي عم نفعه الجميع ولله الحمد.
المحلات أفسدت متعة البر
وتقول هدى الحسين: كنا نرغب أن نعيش حياة البدو بما فيها من مشقة وتعب، ولكن مع الأسف الشديد انتشار المحلات التجارية والباعة في كل مكان أفسد علينا هذه المتعة، واصبحنا نشعر اننا نعيش في مسكن آخر في نفس المدينة.. ايضا تأثيث المخيمات بهذه الصورة المبالغ فيها تفسد مشاعرنا تجاه (البر) حيث توفر سخانات الماء، ووجود السراميك في بعض المخيمات، والضجيج الذي تحدثه التلفزيونات والستلايت داخل المخيمات، كل هذه الأمور من الرفاهية التي تحرمنا المتعة.
اقتراح
وقالت سعاد العبد الرحمن: الحياة البادية مذاق جميل ورائع، ولكن للأسف أنا دائماً اضطر للعودة في المساء إلى المنزل لانني أخاف البر في الليل، وأيضا نسمع عن تسكع الشباب بين المخيمات ليلاً، الأمر الذي يجعلني حذرة جداً وأخاف على ابنائي .. لذلك نتمنى أن يكون هناك دوريات أو مركز شرطة مؤقت حول الأماكن التي تكثر فيها المخيمات، لكي نشعر بالأمان خاصة في وقت الذروة الذي تكثر فيه المخيمات بالصحراء.
فرقة للهلال الأحمر
وتقول تهاني المحمد: في الصحراء وفي هذا الوقت بالذات تكثر الحركة وممارسة الهوايات في التطعيس واستخدام الدراجات النارية وعمل السباقات، الأمر الذي يجعل الحوادث كثيرة؛ مما يجعل الأهل يفقدون السيطرة أثناء وقوع حادث للابناء وعدم القدرة على التصرف السليم، وربما يستغرق طلب النجدة أو حمل الابن إلى المستشفى وقتا يكلفه حياته؛ لذلك نتمنى ان تساهم جمعية الهلال الأحمر السعودي بسيارة إسعاف متنقلة تحمل طبيبا ومسعفا حتى يمكنهم التدخل في الوقت المناسب.
المشقة في البر
وتقول موضي العلي: اقضي في المخيم أجمل أوقاتي التي استمتع بها واحب ان ابذل مجهودا كبيرا حتى اشعر بحياة البدو وحياة الأجداد التي ليست فيها راحة، ولكنها حياة سعيدة قبل أن تفسدها المدنية والتكنولوجيا... ولكن للاسف يصدر من الشباب حركات تؤلمني، خاصة أولئك الذين يعتبرون السيارة وسيلة ترفيه ويقومون بحركات خطيرة قد تتسبب في إزهاق حياتهم، كما انهم يفسدون نعمة الله التي تنبت في الأرض وتتغذى عليها الحيوانات.. نتمنى ان يعي الشباب خطورة ذلك ويترفقوا بأهليهم وأرواحهم.
هذا العام مختلف
وتقول نوال العيسى: المخيمات هذا العام مختلفة تماما، ففيها أنشطة كثيرة وخدمات تقدم للمتنزهين وإمكانيات هائلة، ونلاحظ جهود جبارة للبلدية جعلت من المخيمات مكانا مناسبا للترويح عن النفس وقضاء أوقات جميلة.
|