لا يختلف اثنان على أنه لا يمكن أن يوجد منتخب قوي بدون دوري قوي - الدوري القوي يعني فرقاً قوية - ولنا نحن السعوديين أوضح دليل وبرهان بذلك ألا وهو الحضور القوي والمشرف لمنتخبنا في نهائيات كأس العالم 94م وقت إن كان الدوري لدينا أقوى بكثير مما هو عليه الآن.
ولنكن أكثر وضوحاً وشفافيةً فإنه منذ مشاركتنا في نهائيات كأس العالم 98م من ذلك التاريخ حتى وان حققنا بعده الوصول لنهائيات كأس العالم 2002 وحققنا بعض البطولات إلا أننا في قرارة أنفسنا غير مقتنعين بالمستويات الفنية المتواضعة التي تقدمها الكرة السعودية الآن سواءً على صعيد المنتخبات أو الأندية على مختلف مراحلها السنية وبشكل عام والتي يلحظها المتابع المدرك.
قد يخالفني الكثير في هذا الرأي ولكنه من وجهة النظر الشخصية المتواضعة قد يكون أقرب إلى الصواب - وإن كانت هذه الكلمة وما تحمله فيها الكثير من التعصب في الرأي -.
نقترب أكثر إلى جوهر الموضوع فنمعن النظر في مستويات المنتخبات والفرق من الجوانب الفنية ونحللها بشكل دقيق ونترك ما تحقق من وصولنا لنهائيات كأس العالم ومن البطولات التي من الممكن أن يكون حصولنا عليها له عوامل كثيرة مساعدة والتي يمكن أن يُذكر منها انخفاض مستويات بعض المنتخبات والفرق المنافسة وحتى لا نغالط أنفسنا.
ما أريد أن أصل إليه هو أنه إذا اتفقنا على أن هناك علاقة طردية بين وجود المنتخب القوي وبين الدوري القوي فيجب أن نتفق أيضاً على أن هنالك علاقة طردية أخرى بين الدوري القوي وبين الجماهير (الجماهير).. وما أدراك ما الجماهير؟!! ذاك هو لب الموضوع!.
صرنا نرى المدرجات خاوية فنبكي الأطلال ونقول كان هنالك جماهير بالمدرجات!! ومَن الذي يعمل على ملء المدرجات؟؟
نحن إذا أردنا أن نعيد الجماهير لكي نُوجد دوري قوياً فيجب أن نسعى إلى وجود (العلاقة العكسية) الأهم لبلوغ المراد والحصول على فرق قوية ومنتخب قوي.. إنها علاقة أسعار التذاكر بالجماهير، فمتى أصبحت أسعار التذاكر أقل ارتفع عدد الجماهير ومتى ارتفعت قل عددهم.
قد يقول قائل وكيف ذلك؟ الجواب.. النسبة العظمى من مجتمعنا أعمارهم دون الخامسة والعشرين سنة وعلى اعتبار أن أقل تذكرة تخول حضور مباراة قيمتها (20) ريالاً، فكيف لمن هو في المرحلة الدراسية يدفع (440) ريالاً وهي مجموع أسعار تذاكر مباريات فريق واحد في دوري خادم الحرمين خلافاً للمباريات في حال تأهل الفريق للمربع ومباريات كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل إضافة إلى المشاركات الخارجية لبعض الفرق ولنا أن نسأل كم ستشكل قيمة تذاكر هذه المباريات في دخل متفرج بالمرحلة الدراسية.
أعلم بأن هناك من يرى أن تخفيض أسعار التذاكر سيعود سلباً على دخل الأندية من المباريات لكن لو نرى جانبنا في التجربة التي عملت بها شركة الاتصالات السعودية في رسوم التأسيس للهاتف الجوال ورسوم تعرفة المكالمات نرى البون الشاسع بين أعداد مستخدمي الهاتف الجوال وقت إن كان رسم التأسيس (10.000) ريال وبين الآن بعد أن أصبح التأسيس (100) ريال فقط لنرى كيف أصبحت العلاقة العكسية واضحة بين انخفاض الرسوم وارتفاع أعداد المشتركين لذا أتمنى من القائمين على هذا الأمر وعلى رأسهم سمو الرئيس العام إعادة النظر في هذا الموضوع المهم جداً لعودة الجماهير لسالف عهدها تملأ المدرجات لنستمتع بأقوى دوري عربي وبالتالي نحظى بمنتخب قوي يكون له حضور مشرف بنهائيات كأس العالم بألمانيا 2006 إن شاء الله.
والله من وراء القصد،،
محمد بن عبدالله اليوسف/ الرياض |