حاولت في أكثر من مرة أن أغض طرفي وأتلهى عن كتابات وردود الشيخ صالح بن سعد اللحيدان التي يتحفنا بها في نهاية كل أسبوع، وفي كل مرة أَطلعُ على بعض الردود أشعر بحاجة شديدة إلى الرد وعدم السكوت لأن الأمر تجاوز الحد وأصبحت القضية استهتاراً، وحيث أعتبرُ نفسي من المختصين في الطب النفسي بحكم التخصص والشهادة التي أحملها وموقع عملي فإنني أرى أنه من واجبي عدم السكوت على مثل هذه الجرأة الشديدة التي يمتلكها الشيخ للحديث في كل الفنون فهو مفتٍ شرعي ومحدث وعالم اجتماع وباحث في القضايا الاجتماعية وهو عالم ودارس لأسرار النفس البشرية وهو كذلك طبيب، فهو لا يتورع عن الإجابة عن أي سؤال يرد إليه, في عدد يوم الجمعة 7/1/1424هـ أجاب الشيخ عن سؤال ورد في أربعة أسطر واستطاع بقدرات خاصة ومن إعادة قراءة الرسالة أكثر من مرة استطاع اكتشاف وتحديد ملامح شخصية الرجل وأبرز مافيها وعيوبه، كل ذلك استطاع فضيلته اكتشافه فقط من خلال إعادة قراءة أربعة أسطر أو خمسة أسطر، ليس هذا فقط بل إنه استطاع معرفة أن الرجل لدية سرعة في الكلام 80% حسبما ورد في الجريدة وهذا والله في منتهى العجب، كيف استطاع دون أن يتكلم معه أو حتى يراه معرفة أن لديه هذه المشكلة، وحسب معلوماتي البسيطة فإن الكلام هو معدل كلمات بالدقيقة وليست نسبة مئوية ولعل الشيخ لديه اكتشاف علمي آخر في طريقة سرعة حساب سرعة الكلام يزود المختصين في علوم الصوتيات وعيوب النطق به.كثيرة هي الأشياء التي أوردها وتثير الاستغراب لأنها لا أساس علمي يسندها، ففي معرض إجابته عن السؤال الذي ورد في أعلى الصفحة سأل المرسل كم مرة ندمت خلال الخمس سنوات الماضية ووضع له عدداً من الخيارات، ويبدو أن هذا هو أحد اكتشافات الشيخ الجديدة التي سيزود بها العاملين في مجال القياس النفسي وماعليهم سوى الانتظار!!
مادعاني للرد والتعقيب ليست أهمية الموضوع لكنه احترام القارئ وأن هذا الكلام ينشر في جريدة يفترض بها احترام عقل القارئ.
أخيراً أرجو أن تعيد الجريدة النظر في هذه الصفحة أو الطلب من الشيخ الإجابة في حدود تخصصة، وكما اننا لانقبل أن تصدر الفتوى الشرعية الا من مؤهل فكذلك الشأن في الأمور الأخرى..أرجو أن تجد رسالتي طريقها للنشر.
د.عبد الحميد بن عبد الله الحبيب
المدير الطبي في مستشفى الصحة النفسية ببريدة |