كنت في زيارة لمقر هيئة الإغاثة الإسلامية وقد حصلت على بعض المواقف والقصص التي رواها عدد من العاملين في هيئة الاغاثة، حيث قامت الهيئة مشكورة بتزويدي بها، ولأهمية هذه المواقف بما تحمله من مضامين ودلالات انسانية اورد هنا بعضاً منها، حيث اوضح احد العاملين في الهيئة قائلاً: عندما كنا نقوم بتوزيع التمور في بعض دول غرب أفريقيا لاحظنا أنهم لا يعرفون التمر ويجهلونه تماماً، بل ويقومون بطبخه بطرق مختلفة قبل اكله.
ويقول آخر: اذكر أننا قمنا بحملة إغاثية في احدى الجمهوريات الإفريقية، وأثناء قيامنا بعملنا وجدنا امرأة تتسول ومعها ابنتها الصغيرة، فأعطيناها مبلغاً من المال، فبكت بشدة واخبرتنا انها ولأول مرة في حياتها تملك مثل هذا المبلغ، علماً بأن هذا المبلغ يعادل بالعملة السعودية خمسة ريالات.
ومن المواقف الأخرى وعند قيام مجموعة من العاملين في هيئة الإغاثة بتفقد صالة المرضى التابعة لاحد المستوصفات لوحظ وجود طفلة ممدة على السرير، وقد اخبرنا الطبيب المعالج أن هذه الطفلة مصابة بالملاريا ووالداها ينتظران وفاتها منذ أربعة أيام حيث انهما لا يملكان العلاج فهما من المزارعين الذين يعيشون على ما ينتجونه من مزارعهم، وربما لم يملكا مالاً طوال حياتهما، وقد قامت الهيئة بتزويد والدها بقيمة العلاج المطلوب الذي يعادل بالعملة السعودية عشرة ريالات، وبعد مرور ساعة من احضار الدواء المطلوب وهو عبارة عن محلول تم تركيبه في يد الطفلة بدأت في التحرك شيئاً فشيئاً، وقبل المغادرة تم تأمين الكميات اللازمة من الدواء لاستكمال علاج هذه الطفلة.
ومن ضمن المواقف الاخرى ما رواه احد العاملين في الهيئة إذ يقول: كنا نسلم الايتام مستحقاتهم وذلك في قرية افريقية نائية تبعد عن العاصمة أكثر من ثلاثمائة كيلومتر، وعندما حل المساء نمنا في بيت عبارة عن عشة من القصب، وكان معنا مبلغ من المال لاستكمال الصرف وتوزيعه على الأيتام المتبقين في هذه القرية وقرية أخرى، وكان المكان مظلماً وموحشاً، وكنا ننتظر الصباح بفارغ الصبر لكي نغادر هذا المكان ونصل إلى مكان آخر، كما لاحظنا وجود نوع من الحشرات تترك علامة على جسم الإنسان تشبه الحرق، إذ قامت بلدغي، كما أن بعض أفراد هيئة الإغاثة ولمكوثهم فترات طويلة في بعض المناطق كانوا يضطرون لشرب المياه الملوثة لانعدام وجود المياه النظيفة.
|