كان كل شيء في حياتي كان النور الذي أرى به عتمة الحياة وكان المجداف الذي أجدف به مصائب الحياة عني حتى لا أغرق فيها، كان هو ما زال حبي الذي أدفىء به مشاعري، لكن فجأة انكسر، نعم أبي، لقد انكسرت بي الحياة بعد مرضك وأصبحت لا أرى إلا أشلاءها المتناثرة حولي.
أبي: حتى الفرح انكسر في بيتنا وصرنا لا نرى إلا ديكورات الهم والحزن تملأ منزلنا، والبسمة يا أبي انكسرت على شفاهنا حتى الدمعة يا أبي أصبحت تنزل على وجنتي وهي ذليلة لا تجد من يمسحها عني، نعم أبي، مشاعري مكلومة وكياني متشتت، وشمس فرحي كاسفة.
أه يا أبي لا أجد بعدك سوى ذكريات الصور التي تملأ مكتبي.
أبي: صورتك وأفعالك أصبحت خلفية لحياتي ،خلفية ما دام قلبي ينبض به الوريد والشريان.
أبي: ما زال صوت دعائك لي بالجنة يرن بداخل مسمعي ،الله يا أبي مأأجمله من دعاء، عندما جعلتني أطمئن وقلت بعده :جعل الله الجنة مثواك يا بنيتي أتدري يا أبي ماذا فعل بي دعاؤك لقد زادني براً بك أكثر.
أبي: ليت الشباب يشترى بالمال لكنت اشتريته لك حتى ولو أرهن نفسي.
أبي: أتريد أن تأخذ شبابي وصحتي خذها يا أبي وعد إلينا بعافيتك.
أبي: حتى أحلامي وطموحاتي بعدك أصبحت تحت أنقاض الهموم أصبحت سراباً أراها من بعيد وإذا اقتربت منها تلاشت واختفت.أبي: بعدك أصبحت حياتي غريبة، نعم يا أبي غريبة في موطن الأهل والأصحاب جرحي يا أبي لا يمكن أن يقف نزفه إلا بعودتك إلى صحتك.
أبي: ألا تعلم أن الليل عندما يبدأ يخيم على الكون فإن حزني عليك يخيم على قلبي مثل هذا الليل أو أشد سواداً منه؟ لك الله يا والدي يغفر لك ويرحمك ويجعل صبرك على المرض تكفيراً لذنوب قد تكون فعلتها في شبابك فاللهم اغفر لوالدي وارحمه وأحسن خاتمته واجعله ممن يمرون على صراطك المستقيم بسلام وأمان منك يا أرحم الراحمين.
|