تعرض بعض القنوات من خارج الوطن برامج سخيفة محورها التنافس في الفن من خلال مسابقة مصورة بالصوت والصورة وتبث على الهواء مباشرة، وجميع المتسابقين والمتسابقات يسكنون في مبنى واحد يمارسون فنون الحياة الأسرية وهم يخلعون ثياب الأدب والأخلاق بهدف ترشيح صوت نشاز يفوز بأجمل صوت ويتم ترشيحه.. والحقيقة أننا مازلنا نجهل علاقة اختيار الصوت بنمط الحياة التي يعيشونها.. وأشك ان خلف تلك المهاترة أهدافاً أعظم وأكبر ولن يخالفني أحد الرأي في أهداف نشر الفساد وخرق القيم وتقنين الانفتاح غير المسؤول.
ويكفي ان استنكرنا إدراكاً بأن هذه البرامج استنساخ من برامج أجنبية.. ويؤسفنا ان يكون ضمن المشاركين أبناء من الخليج يتفاعلون مع هذا الفساد ويتعايشون معه.
ناهيك عن الآثار السلبية التي تقع من جراء متابعة هذا الفساد الذي يتم بين النساء وأشباههن ووقعه السيئ على بناتنا وشبابنا المراهقين الذي يعتقدون جدلاً ان الحياة بهذه الصورة المشينة يمكن ان يقرها الإسلام أو ينظر إليه الله يوم القيامة خاصة وهي تعرض على قنوات عربية يفترض ان تكون أكثر إدراكاً ومراقبة لما يجول في حلبتها.. ان هذه البرامج مصيدة للشباب الذين أصبحوا يدلفون الباب من كل الاتجاهات الأصلية والفرعية مدركين ان الكتف سوف تؤكل لأن أصحاب التخطيط السيئ يعلمون من أين تؤكل الكتف ويتلمسون مواطن الضعف عند بعض شبابنا الذين ينجرفون خلف غرائزهم.. ويتركون لشهواتهم العنان تحركهم كالدمى.. وعلى قناة فضائية مباشرة والكل يتفرج عليهم منهم من يستأنس بهذا اللقاء ومنهم من يشجب وديننا يقول (إذا بليتم فاستتروا).
مازلت أجهل حقيقة علاقة الفن بهذه البرامج الإباحية الهزيلة .. وهل الفنانون المحترمون العمقالة مثل فيروز وعبد الوهاب وأم كلثوم ومحمد عبده مارسوا مثل هذه الحياة حتى يكونوا على قمة الهرم ؟!!!
إن ما نشاهده على هذه القنوات بعيد كل البعد عن الفن الراقي بل هي شهوات شاذة تمارس لتكون في النهاية مناهجاً تسلك وقواعداً تثبت.. والله نسأل ألا يجعل لهم سلطاناً على أبنائنا.
| 
