ذكرت في مقالة سابقة لشدو أن هناك بعض الدلائل العلمية القوية التي تشير إلى إمكانية ألا تكون اسلحة المستقبل تقنية الطابع بل إنها ستكون من نوع مختلف تماماً قد لا يخطر على بال بشر، فمن المتوقع أن تحل الأسلحة (العقلية) محل الأسلحة التقنية وأن يرث سباق العقل سباق التسلح وذلك حين تضحى الملكات الروحية لدى الإنسان ترسانة المستقبل كما تفترض بعض الأبحاث العلمية الجادة السرية القائمة على قدم وساق في العالم الغربي على وجه الخصوص.
والملكات الروحية كما تُعرف بذلك علمياً تتعدد وتتباين حسب ما وهب الله سبحانه بعض الأفراد من مواهب وقدرات وهي تشمل كل ما له علاقة بظواهر الإدراك بغير طريق الحواس المألوفة، وتعرف هذه الملكات أو القدرات الخارقة اختصاراً باللغة الإنجليزية ب (E.S.P) ومحورها كما أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة كيميائية وفيزيائية وكهرومغناطيسية العقل البشري، ولا شك أن من ضمنها ما اشتهر لدى العرب الأوائل على وجه الخصوص مثل الفراسة والحدْس والقيافة أو القدرة على اقتفاء الأثر وغير ذلك، ومن هذه القدرات أيضاً ما يعرف علمياً في العصر الحديث ب(الكنتيكا) أو الطاقة الروحية التي بمقدورها التأثير في الأشياء الصلبة وتحريكها، ومنها أيضاً التخاطر: اتصال العقل بالعقل عبر مسافات بعيدة، وما يعرف بالرؤية الثانية ألا وهي القدرة على توصيف معالم المناطق البعيدة التي لم تُزر من قبل، ومنها كذلك ما يعرف بالاستشفاف أو الجلاء البصري (Clairvoyance) وذلك هو قدرة بعض البشر على رؤية الأشياء البعيدة أو التي لا ترى بالعين المجردة.. وغير ذلك.
ومن الثابت أن هذه القدرات تستخدم على نطاق واسع في أنحاء عديدة من دول العالم لاسيما في اثبات الحوادث الجنائية الغامضة.. بل إنها تستخدم لدينا منذ امد بعيد وإن كان ذلك بشكل بدائي لم يتم تطويره أو البحث في حقيقته استدلالاً بوجود (المري) أو قصاص الأثر.. بل إن مثل هذه القدرات هي كما ذكرت من الخصائص التي تميز بها العرب على غيرهم من الأمم.
عليه فمن الممكن استدلالاً القول: إن قدرات زرقاء اليمامة على الرؤية من مسافات بعيدة ليست إلا قدرات تدخل ضمن مجال (الجلاء البصري) السابق ذكره، بل ما رأيكم في قصة الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه حينما قطع خطبته ليوجه الجيش الإسلامي الذي كان لحظتها بعيداً يخوض غمار معركة حربية شرسة مع العدو.. حيث صرخ الفاروق بقائد الجيش الإسلامي قائلا: يا سارية الجبل.. يا سارية الجبل.. بمعنى اسلك الجبل.. فكان أن سمعه هذا القائد لتتغير بعد ذلك موازين المعركة وينتصر من ثم وبإذن الله الجيش الإسلامي.
|