للفروسية فرسان يمتطون صهوتها في كل الأحوال، ويبقون أعلاماً ناصعة في جبين تلك الرياضة، مثل هؤلاء الفرسان متميزون في كل شيء، ومن هذا المنطلق أصبحت أحاديثهم وأعمالهم الرائعة محل اهتمام الجميع. الأمير الرائع سلطان بن محمد، نموذج فريد من الفرسان الأفذاذ الذين ينالون الإعجاب بكل صوره فهو شخصية جذابة تجعل المراقب يحتار في التركيبة الفريدة لهذا الفارس الذي يدخل إلى القلوب ويحتل مكانة عالية وسط الفؤاد دون استئذان.
سلطان بن محمد الفارس في كل الأحوال المبتسم في الفوز والخسارة وفي حالة مشاركته وغيابه ويؤمن أن التنافس يحمل كل المتغيرات لذا تجده يمتطي شخصيته بالتواضع عند الفوز والابتسامة في حالة الخسارة مؤكداً دائماً أن الفروسية ليس فيها خاسر لذلك مهما تحدثت عن طريق تعامل هذا الإنسان فلن نوفيه حقه، فهو مدرسة نتعلم منها حيث أعطى الفروسية الشيء الكثير فأعطته فوق مجده مجداً وتوشح بالإنجازات التي حفظها التاريخ حتى بقي الإسطبل الأزرق محفوراً في ذاكرة الأجيال، ورغم هذه الإنجازات وهذه الكؤوس فإنها لم تثنه عن التراجع عنها والتشبع منها بل زادته ولعاً أكثر.. حتى أصبحت جزءاً منه. فالاهتمام والعناية اللذين تلقاهما رياضة الفروسية من قبل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الفارس الأول الأمير عبدالله بن عبدالعزيز هي بلا شك بصمات واضحة في النقلة التطويرية الكبيرة التي تشهدها رياضة الفروسية لهذا الوطن المعطاء. وما المهرجان السنوي الذي نعيش أحداثه وسباقاته على ميدان المجمعة هذا اليوم إلا شاهداً على عصر النهضة الفروسية. ودون أدنى شك أن دعم الميادين وسباقاتها سوف ينعكس إيجابياً على سوق الخيل بالمملكة ويؤدي إلى تشجيع المنتجين مما يصب في مصلحة جياد الإنتاج السعودي التي حققت نتائج مشرفة محلياً وخارجياً وبلا شك فإن هذه الدورة دورة «عز الخيل» حققت النتائج المرجوة منها وأصبحت في زمن قياسي من أكبر البطولات ونحن اليوم إذ نتشرف باستضافة هذه البطولة، فإننا نبقى مدينين لسموه الكريم على تشريفه لنا باستضافة هذه البطولة الغالية داعين الله أن نكون عند حسن الظن في نجاح هذه البطولة التي وجدت لتبقى وتبقى لتستمر، ولعلنا وفي هذه المناسبة لا يفوتنا أن نقدم الشكر والتقدير لمهندس هذا الميدان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز الذي تبرع بإنشاء هذا الميدان الكبير في مدينة المجمعة الذي أصبح معلماً من معالم هذه المدينة الحالمة وسط الصحراء التي تنثر الياسمين والزهور لضيوفها في هذا المحفل الفروسي.
ختاماً ستظل الميادين الصغيرة قبل الكبيرة مدينة لسلطان الميادين وفارس الوطن ولن توفيه حقه، فبفضل جهوده تطورت هذه الرياضة وأصبحت هدفاً لكل محب لهذه الرياضة للظفر بالحصول عليها والمشاركة فيها. فمن القلب شكرآً لسلطان الفروسية هذا الدعم وهذا العطاء الذي سيسجل بأحرف من ذهب في جبين الوطن لهذا الرجل وهذا الفارس المغوار.
نائب مدير ميدان الفروسية بالمجمعة |