بعض العبارات قد تأتي بتلقائية تجعلها بسيطة في مظهرها لكن عند التمعن فيها نكتشف أن معدنها النفيس من العيار الثقيل وان مضامينها تحمل الرد بين ثناياها.
من تلك العبارات ما قاله المشرف على الأسطبل الأحمر سعد بن مشرف حيت أشار الى ان الدعم الذي يقدمه الأمير فيصل بن خالد للفروسية ليس من باب البذخ وان هذه الرياضة من خلال ما يقدم لها من دعم لم تعد من باب الرفاهية.
يا له من راي صائب وبسيط وعميق!
لقد جاءت المقولة حين كانت بطولة النخبة التي يدعمها الأمير فيصل بن خالد تواصل فعالياتها في خدمة فروسية الوطن وكانت مقولة في محلها واذا كانت هذه البطولة قد توقفت خلال الموسمين الماضي والحالي فإن هذا الغياب لن يطول ما دام هناك رجال أمثال فيصل وهناك فرسان أمثال فيصل وهناك غيورون على الفروسية أمثال فيصل.
نعم لا فض فوك أبا فيصل فرياضتنا لم تعد بذخاً ورفاهية بل أصبحت صناعة وعملاً (وبيزنس) وأصبحت مصدر رزق للكثيرين من أبناء هذا الوطن.
** دورة عز الخيل التي تحتفي المجمعة عصر اليوم بختام دورتها تخيلوها وقد توقفت، تخيلوا ذلك وهي التي ملأت سباقاتنا بالمتعة والحيوية طوال سنوات تكمل بها اليوم موسمها التاسع بجوائز تخطت الـ30 مليون ريال صرفها سلطان الميادين (أبونايف) بدعم ذاتي ومن جيبه الخاص تخيلوا لو حدث التوقف فكيف يكون حال ميادين الفروسية وملاكها في شتى أنحاء المملكة؟!
صحيح أن عز الخيل ساهمت في بناء المنشآت والميادين واعادت الروح لرياضة الفروسية طوال السنوات الماضية والسباقات تتواصل في تلك الميادين من خلال الدعم السنوي الذي يقدمه الأمير سلطان عبر دورة عز الخيل لكن.. دعونا نتوقف في لحظة تأمل فيا سادة يا كرام ويا رؤساء ومديري الميادين أعلم أنكم تسعون لاستقطاب رجال أعمال من أجل المزيد من الدعم واعلم أن بعض المحاولات أثمرت والبعض الآخر راوح مكانه وأعلم أنكم تعلمون ماذا سيعني توقف اسهامات دورة عزالخيل لميادينكم.
أجزم أن الأمور ستكون حينها في موقف (البدابات) وكم هي صعبة البدايات!! المطلوب باختصار تكثيف استقطاب رجال الأعمال بشكل أكبر والعمل ثم العمل على تنشيط هذا المنحنى حتى يؤتي ثماره ويحقق مبتغاه.
يقول أحد مديري الميادين ان محاولاته باءت بالفشل مع القطاع الخاص وان تدخل الدولة لدعم الميادين أصبح النافذة الوحيدة التي يطل منها شعاع الأمل.
وتساءل المدير: ألا تجد أندية الكرة الدعم والاعانات من الدولة وهي تصل الى أكثر من 50 نادياً.. نحن لا نطالب كما يقول بالصعب فهي تسعة ميادين إن لم تكن عشرة!! ولا أعتقد أن دعم تلك الميادين ولو بعشرة ملايين ريال بواقع مليون ريال لكل ميدان هو رقم صعب في دولة تهتم بكل ضروب الرياضة والأنشطة التي يمارسها المجتمع. ولو تم تصنيف الميادين التسعة من خلال الاعانات والرقم السابق فلربما قل عن الرقم المقترح .. نعم لقد وصل الحال الى دق جرس الانذار وضرورة حدوث تدخل سريع لانقاذ رياضة الآباء والأجداد هذه الرياضة التي ظل فارسها وداعمها سمو ولي العهد يوليها من وقته وجهده ورعايته ما يعرفه كل انسان على هذه الأرض.. وهاهو المنبر يفتح بالمناشدة لسموه الكريم من كل رؤساء ومديري ميادين الفروسية بالمملكة آملين في كرم سموه وسخائه المعهود لتكون رياضة الفروسية غنية بمواردها لتصل الى ما نريده لها من تقدم وازدهار.
شكراً لك أيها الانسان سلطان بن محمد وأنت تدعم وتحتفل وترعى دورة الوطن والتي عمت بخيرها كل المنتسبين للفروسية.. شكراً أيها الابن البار ولن تنسى الفروسية السعودية كل مواقفك المشهودة والساطعة كما الشمس في رابعة النهار.
|