* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد الرماح:
أكد مارك جروسمان وكيل وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية على انه لا توجد خطة امريكية كاملة او جاهزة حتى الآن لفرضها على دول المنطقة على انها صيغة نهائية لمشروع الاصلاح المطلوب لدول الشرق الاوسط.
وقال عقب اجتماعه مع احمد ماهر وزير الخارجية المصري بمقر وزارة الخارجية انه يتفق مع وجهة النظر المصرية والسعودية التي تم اعلانها في بيان عقب زيارة الرئيس مبارك الاخيرة للرياض منذ ايام والخاصة بأنه لا يمكن فرض أي شيء من الخارج على دول المنطقة.
واضاف ان جولته الحالية التي تشمل زيارة الاردن والمغرب والبحرين وتركيا اتت للاستماع إلى كل وجهات النظر واجراء مشاورات لتبادل الافكار حول افضل السبل التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها دعم عملية الاصلاح والتحول والديموقراطية التي تجري حاليا بالمنطقة.
واشار إلى فكر الرئيس الامريكي المعلن بأنه عندما يفقد الناس والشعوب الامل والاحساس بالكرامة وعندما يرون ان عملية التحديث لا تأتي اليهم. . فان ذلك يقودهم إلى التطرف وهو ما نعاني تبعاته حاليا. واكد جروسمان ان بلاده تدرك ان دول المنطقة تختلف بعضها عن بعض ولكل منها خصوصية.
واوضح وكيل وزارة الخارجية الامريكية ان حديث بلاده عن عملية الاصلاح ليس بالامر الجديد تماما مشيرا إلى تأكيد ضرورة ان يأتي الاصلاح من داخل دول المنطقة مع استعداد بلاده للمساعدة في ذلك.
وقال انه حاول ان ينقل لوزير الخارجية المصري احمد ماهر بعض النقاط المهمة وهى ان الولايات المتحدة تتفق مع مصر في ان افكار الاصلاح التي يمكن ان يكتب لها النجاح هي التي تنبع من داخل كل دولة وان الاصلاح لا يمكن فرضه من الخارج.
واضاف انه اكد لماهر على اقتناع واشنطن بأنه لكل دولة طابعها الفريد وعلى الناس تحديد اختياراتهم الخاصة بهم مشيرا إلى ان الولايات المتحدة وفقا لما قاله رئيسها جورج بوش نفسه قد اخذت سنوات حتى تحقق ديموقراطيتها ولاتزال لديها ما يتعين عليها عمله في هذا الخصوص حتى الان.
مشيرا إلى ان جهود الولايات المتحدة لاحلال السلام في الشرق الاوسط تعد اولوية لواشنطن ولجميع الامريكيين بصفة عامة.
وحول رؤية بلاده للمبادرة التي طرحتها مصر للاصلاح والانتقادات الموجهة إلى المبادرة الامريكية لتجاهلها الصراع العربي - الاسرائيلي قال وكيل وزارة الخارجية الامريكية اننا نرحب بالافكار النابعة من المنطقة وافكار الرئيس مبارك في هذا الخصوص وجميع الافكار الصادرة في هذا الشأن.
وأضاف المسؤول الامريكي ان عملية الاصلاح مشروع يحتاج إلى وقت لتنفيذه والمهم كما اوضح الرئيس مبارك ضرورة البدء في عملية الاصلاح والتحرك نحوها.
واشار جروسمان إلى مبادرة الشراكة الامريكية المتوسطة التي تهدف إلى دعم الاصلاحات مؤكدا ان الجهود الامريكية تحاول التركيز على ما يبذل الاصلاح ولذلك فإننا نرحب بالجهود النابعة من المنطقة وبخاصة من جانب الرئيس مبارك مشيرا إلى اهتمام الادارة الامريكية بذلك. اما بخصوص تجاهل المبادرة الامريكية للصراع العربي الاسرائيلي فقال جروسمان انه من المهم ان يتفهم الناس ان جهودنا ليست بديلة عن عملية السلام بالشرق الاوسط.
واضاف انه من غير العدل تأجيل جهود الاصلاح في الدول العربية لحين تحقيق السلام الكامل.
وعما اذا كانت المبادرة المصرية للاصلاح تقطع الطريق على المبادرة الامريكية قال جروسمان انه لا يقول ذلك غير ان المهم هو ان الحوار حول الاصلاح قد وصل إلى مستويات اعلى.
وحول الهدف من لقائه بممثلي منظمات المجتمع المدني خلال زيارته الحالية للقاهرة قال جروسمان انه يطلب ترتيب مثل هذه اللقاءات في كل دولة يزورها نظرا لاهمية دور هذه المنظمات جنبا إلى جنب مع دور الحكومات خاصة وانه في العالم الحديث تلعب هذه المنظمات دوراً مهماً للغاية خاصة فيما يتعلق بتحقيق الديمقراطية مشيرا إلى ان دورها سيزداد اكثر اهمية في المستقبل .
ومن جانبه قال أحمد ماهر إن المسؤول الامريكي أكد أمرين اولهما ان الولايات المتحدة لاتحاول فرض شيء على احد الامر الثاني انهم لايتجاهلون الشرق الاوسط وتسوية القضية الفلسطينية واضاف انه اوضح لوكيل وزارة الخارجية الامريكي موقف مصر المعروف والذي لا تنتظر فيه ان يدلنا احد على الاصلاح والنهضة الشاملة التي تسير فيها مع ما يتفق مع ظروفنا وخصوصيتنا وثقافتنا وتراثنا واشار إلى ان المسؤول الامريكي اكد خلال اللقاء ان بلاده لا تحاول فرض نموذج معين وانها تريد فقط المعاونة قدر الامكان.
|