إلى رابطة العالم الإسلامي التي تعمل على نصرة الدين.. انطلاقا من مبدأ الإيمان العظيم بتأدية واجب الرسالة.. وسيرا وراء ما رسم الآباء والأجداد لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.. من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإسلام الوهاج.. وأنتم من رفعتم للإسلام رأيته الخفاقة في كل مكان.. بأسلوب الدعوة المباركة.. إلى دين الله الكريم.. وقد أسمعتم الأمة - في كل مكان - صوت الحق والهدى.. وجعلتم نصب أعينكم هذا الكتاب الخالد.. الذي أنزله الله هدى الناس.. ودستورا يضع الإنسان في القمة التي أرادها الله له.. شريفا من بين سائر خلقه في الأرض.. ومن أمة شرفها الله بأنها خير أمة أخرجت للناس.
وندائي لكم بصدد كتاب الله الذي وعد الله بحفظه.. ولن يكون ذلك إلا على أيدي المؤمنين حقا والذين يعملون بوحي من ذلك الإيمان العميق.. كتاب الله.. في أمس الحاجة إلى سياج منيع.. تضعه رابطة مثلكم ترعى الأمانة.. وتنشر رسالة الله.. الكتاب الكريم لقد امتدت المطابع إلى سطوره الطاهرة.. وصفحاته المقدسة.. وآياته المعجزة.. فتسقط من هنا آيات.. وتخلط أرقاما مع أرقام.. وتحرف الشكل.. ولا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نتلمس عذرا لهؤلاء.. وإنما الذي نستطيعه هو الحكم على أن هذه المطابع.. لم يتأصل في قلب المسؤولين فيها الإيمان العميق بقدسية هذا الكتاب.. وصهر الجسم في سبيل نقاوة طبعه من أي لبس..
إن المؤمن ليقف موقف المتسائل لماذا يصدر القرآن الكريم عن مطبعة في بلد إسلامي.. أو عربي.. ثم نرى سقوط بعض الآيات.. من سورة هود.. ويوسف والرعد.. وإبراهيم والحجر.. والنحل إلى غير ذلك من الإخلال بالترتيب والترقيم في الآيات المطهرة.. ولو حدث هذا العمل في مؤلف جديد.. ومن نسج الخيال لوجدنا المؤلف وهو يقيم الدنيا ويقعدها احتجاجا على المطبعة. وسعيا وراء سلامة هذا السفر الخالد أتشرف بعرض السطور التالية:
1- عدم إفساح المجال أمام أي مصاحف مستوردة حتى نطمئن على سلامتها من أي خلل مهما كان نوعه.
2- التأكيد على اللجان الخاصة بفحص الكتب باستعمال أسلوب الدقة وسحب مالا يتلاءم مع الرسم الصحيح.
3- إنشاء مطبعة خاصة تتوفر فيها عناصر الضبط والإتقان.. بإشراف علماء محققين لطباعة القرآن الكريم على نطاق واسع بالإضافة إلى المطبعة الموجودة.
4- إخطار جميع المطابع المصرح لها بطبع القرآن الكريم بما سيترتب من عقوبات على المخل أو المتساهل في هذا الشأن.
5- الاهتمام بتحسين وضع المطابع في الخارج عن طريق الاجتماعات المدروسة، وتدخل الرابطة الإسلامية في هذا المجال لمتابعة تنفيذ ما يخدم هذه الفكرة.
يا صاحب الجلالة: انني أهيب بجلالتكم أن يهب لنجدة القرآن الكريم من تلاعب الطباعة في أي مكان.. ولدي المستندات على التحريف والنقص.. أن دور جلالتكم العظيم في درء هذا الخطر على مستوى إسلامي كبير.. وأنتم في طليعة الأمناء في الأرض.. لرسالة الله في السماء وخير المحافظين على أقدس كتاب.. وأجل دستور.. أيدكم الله ونصركم والسلام عليكم.
عبدالعزيز بن محمد النقيدان | 
