إعداد وحوار - إبراهيم بن عبدالرحمن التركي - متابعة: علي بن سعد القحطاني - تصوير فتحي كالي:
** أما الواجهة :
فمسؤول تخرج. . وتدرج. .
ابتدأ طبيباً (عاماً) ، وواصل (متخصصاً) ،
وترقى (استشارياً) ،
وكلف «(مديراً») ،
ثم أصبح (وزيراً). .
** وأما المواجهة:
فعناوين بارزةٌ. . تكتفي بالخط (العريض)،
وتهتمُّ بالفقير (المريض)
وتتطلع بعد القصور إلى (التعويض)
وتأمل عقب (المركزية) في (التفويض)
***
** التركة مثقلة. .
والهموم كبيرة.
الواقع صعب. .
والوقوفُ أصعب.
والحركة تحتاج إلى
قراراتٍ. . ومخصّصاتٍ. . وكفاءات. .
***
** ابتدأَ بالزيارات. .
وركز على الاستراتيجيات. .
ومارس (التغيير) و(التدوير) و(التطوير). .
فوعد بالعمل
ويتمنى أن يسعفه الأمل. .
***
** خطته تكثيف مراكز الرعاية الأولية. .
وتعميم المستشفيات المرجعية. .
***
** تقلقه (الدعاوى) بلا (أدلة). .
وتضايقهُ الإعلانات (المُخِلّة). .
***
** في حديثه هدوء. .
وفي صوته ألم. .
الجهد وفير. .
والرّضا عسير. .
فالصحة في البدء وفي الأخير. .
***
معالي الدكتور حمد بن عبد الله المانع وزير الصحة في الواجهة ومع المواجهة
*****
تحية
* أهلاً دكتور حمد. . ؟
- في البداية أحب أن أوجه الشكر لجريدة (الجزيرة) التي أحرص على قراءتها بشكل يومي وأنا سعيد لأن هذه الجريدة -ولله الحمد- قد أخذت وضعها الطبيعي ، وتعد من الصحف المهمة ، وحين يصادف ألا أراها أحسّ أنني أفتقد شيئاً مهماً. .
زيارات
* شكراً للطفكم ، ولعلي أستهل أسئلتي الآن بزياراتكم الميدانية المكثفة التي ابتدأتم عملكم بها وأجد أن أمامي علامات استفهام حولها أولها :أنها خفتت في الآونة الأخيرة ، فهل اتضحت لكم جوانب سلبية فيها مثل: عدم الثقة بالمسؤول ، وأنها تمثل حلاً جزئياً مؤقتاً ، وقد تشعر الموظفين بعدم الأمن الوظيفي. ونقاط أخرى نتناولها تدريجياً فما قولك -أولاً- في منهج الزيارات. . ؟
- أخي إبراهيم أنا لست غريباً على وزارة الصحة ، منذ أن عملت طبيباً في الوزارة ، ومما أعطاني ميزة تقدير مداخل الأمور ومخارجها ، ومعرفة مواطن الأخطاء ونقاط الضعف الموجودة، وكما لم أكن غريباً على الوزارة فهي بالتالي لم تكن غريبة علي ، فأنا أعرف هذه الوزارة ودهاليزها ، وبالنسبة لسؤالك ، فالزيارات الميدانية في الحقيقة سياسة مسؤول أو أسلوب إداري أؤمن به شخصياً، وأنا أقوم بها ليس لعدم ثقة بزملائي ، وإنما الهدف في الحقيقة هو نابع من المثل القائل ( ليس راءٍ كمن سمع).
جلوس
* إذن أنت -بدءاً- ضد الجلوس في المكاتب وانتظار التقارير. . ؟
- نعم. . فلو جلست بالمكتب عدة أشهر ، مهما جاءني من تقارير -يا أخ إبراهيم- فإن تلك التقارير لا تساوي شيئاً أمام الزيارات الميدانية ، وقد استطعت خلال الزيارات الميدانية حلِّ العديد من المشكلات في المكان نفسه الذي توجد فيه. .
مثل؟
* هل لنا في مثل على شيء من هذه المعالجات السريعة. . ؟
- نعم أذكر أنه قبل نهاية شهر رمضان المنصرم قمت بزيارة لمحافظة بدر التي تبعد عن المدينة المنورة ب200 كليو متر ، وهذه المدينة لها مكانتها العظيمة في تاريخنا الإسلامي ، وكان عندهم مستشفى جديد شبه مكتمل إلا أنه لا توجد به أشعة مقطعية، ومحافظة بدر بعيدة عن المدينة المنورة -كما أسلفت- ويربطها بها طريق طويلة متعرجة ، وأهمية المستشفى هناك ترجع إلى كثرة الحوادث والحاجة في علاج المصابين إلى أشعة مقطعية يذهبون إلى المدينة المنورة من أجلها ، عدت إلى الوزارة بالرياض ، ووجدت أن الميزانية على وشك الانتهاء ، وما كان أمامي إلا أن أبحث عن شخص يموّل أشعة (مستشفى بدر) ، والحمد لله أهل الخير موجودون بكثرة ومنهم فاعل خير أمّن (الأشعة المقطعية) ولو لم أقم بتلك الزيارة الميدانية لما علمت شيئاً عن تلك المشكلة.
واقع
* إذن الزيارة تري المسؤول ما لا يقرؤه في التقارير. . ؟
- الحقيقة أن الزيارة الميدانية والوقوف على أرض الواقع والمشاهدة غير السماع أو القراءة ، وكما تعلم فالمملكة قارة ، وللأسف -أقول بكل صراحة- فإن أغلب العاملين من إخواننا الوافدين ، وأحياناً يحتاجون إلى نوع من حفز الهِمم والحث على العمل ، وهذا من طبيعة البشر الذين يتحركون بمبدأ الثواب والعقاب أو الترغيب والترهيب ، ونحن في وزارة الصحة نختلف عما يجدُه وزير التربية والتعليم في مدرسة مؤسسة لها كوادرها الإشرافية والتعليمية أو وزير المياه والكهرباء في محطة قائمة من الأصل لها مهندسوها ومشغلوها وطاقم صيانتها.
كيفية
* كيف. . ؟
- الأمر يختلف تماماً مع وزير الصحة الذي يتطلب منه طبيعة العمل في المجال الصحي الوقوف على المرفق الصحي لمعرفة ما فيه من قوى عاملة وأجهزة ومختبرات وعمليات وطوارئ ودخول (وهي أمور متغيِّرةٌ بين يوم وآخر وبين مستشفى وسواه) ، وكل هذه الأمور تحتاج إلى مسؤول يُقَوِّم تلك الأشياء تقويماً دقيقاً على الطبيعة.
تضاؤل
* لكن الزيارات تضاءلت في الفترة القريبة. . ؟
- هذا صحيح لأني انشغلت بموسم الحج ، والدولة كلها كما تعلم تهيأ لخدمة ضيوف الرحمن، والحمد لله فقد انتهى الموسم بنجاح كبير وستعود الزيارات قريباً إن شاء الله.
إجحاف
* هناك من يعتقد أن الزيارة المفاجئة للوزير قد تصدر عنها قرارات مجحفة في حق بعض العاملين ، وبالتالي تعطي صورة لامعة لأشخاص آخرين ربما صادف عملهم بشكل متميز لحظة زيارة المسؤول. . ؟
- أنا أعتقد أن المسؤول يجب أن يتأنى في اتخاذ القرارات خصوصاً أن الاستعجال في ذلك لا يخدم الصالح العام ، لكنّ ثمة أموراً بدهيّة ، فعندما يأتي مسؤول إلى طوارئ في مستشفى على خط دولي أو خط عام وإذا العاملون نائمون ، أو تُعلن حالة طوارئ في مستشفى وإذا به أطباء وموظفون متقاعسون ، هذه أحياناً لا تحتاج إلى تريث في القرارات بل لابد من قرارات سريعة لمعالجة أمر ما أو من أجل تحقيق النفع العام ، وللأسف فإذا أعلنت حالة طوارئ في مستشفى ولم يوجد الأطباء فإن الخلل في (الإدارة) أو (النظام) الذي يحكم التشغيل. ويجب على المسؤول أن يصحح هذا الوضع. .
مسؤولية
* مسؤولية من. . ؟
- من المتعارف عليه أن لدى المدير الطبي في المستشفى خطة معينة وشاملة لمواجهة حالات الطوارئ ، وعندما أجد مثلاً أن أربعين أو خمسين شخصاً مصابون في سيارات إسعاف وبحاجة للذهاب إلى طوارئ المستشفى ولا يوجد بذلك المستشفى أطباء فإنه يجب أن يُعاقب المقصِّر.
تأني
* هذا في حال الخلل الواضح فماذا عن القرارات الأخرى التي قد تُبنى على زيارة عابرة فرأت الواقع بخلاف الحقيقة. . ؟
- في القرارات المصيرية التي تمس حياة الناس أرى التريّث والدراسة المتكاملة لكي يتخذ القرار المناسب والصارم والعادل في آنٍ واحد ، ومن المعلوم أن وزارة الصحة تعنى بحياة الناس ومن الواجب التأني من أجل تحقيق المصلحة العامة، والقرارات السريعة والمستعجلة التي تحاول امتصاص غضب الناس في ساعة محددة لا قيمة لها بل ربما أدت إلى نتائج عكسية وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. .
إدراك
* والناس يدركون مغزى القرارات (الانفعالية) أو (الإعلامية). . ؟
- الناس أذكياء وعلى درجة واعية من الفهم ، وتستطيع أن تحلل زيارة المسؤول وتعرف هل هي لتحقيق المصلحة العامة أم لتحقيق مآرب أخرى.
تغييرات
* لكن حينما جئت إلى وزارة الصحة ، أحدثت عملية تغيير شاملة تم بها استبعاد مسؤولين. . هل علاقتك الممتدة بالوزارة أغنتك عن مزيد من الوقت للمراجعة وبالتالي كان لديك تنظيم خاص أردت المبادرة بتطبيقه. . ؟
- الحقيقة -كما ذكرت لك أخ إبراهيم- أنا ابن الوزارة وقريب منها وقد أفادني ذلك ، ولدي رؤية استراتيجية لهذه الوزارة ، وقد اجتهدت والحمد لله فكثير من التغيير كانت نتائجه إيجابية وسنقوم بالتغيير كلما دعت مصلحة العمل ذلك وأرجو أن يدلنا الله على الصواب.
قرارات
* إذن الرؤية الاستراتيجي ة والمعرفة الشاملة أفرزت قرارات مهمة فهل لنا في شيء منها. ؟
- نعم فقد أخذت موضوع (الصلاحيات) باهتمام كبير ، فسياسة الدولة تعمل على إعطاء الصلاحيات للمسؤول ويجب الإفادة منها بشكل أمثل، كما على الإدارة أن تعطي مرونة في العمل ، وقد عملت على تطبيق مبدأ تفويض الصلاحيات في الوزارة ، وقمت بإعطاء مديري الشؤون الصحية بمناطق المملكة الصلاحيات الكاملة المماثلة لصلاحية الوزير ، فلا يرجع لي أحد منهم في أي شيء بل يرجع لأمير المنطقة ويقرران ما يفي باحتياجات المنطقة ، وأفكر الآن بما هو أشمل من هذا كلّه ، أما بالنسبة لميزانيات المديريات الصحية فقد أعطيت المديرين صلاحيات التعاقد والنقل والتوظيف وفتح المراكز حسب الإمكانيات الموجودة، وطلبت من إدارة الميزانية أن تعطي المديريات ميزانياتها كاملة.
متابعة
* وكيف تتم المتابعة. . ؟
- تم تعيين وكيل للوزارة على كل مديرية يكون مسؤولاً أمامي يتابع مشاريعها واحتياجاتها والقصور -إن وجد- هذا بالإضافة إلى المتابعة من إدارة المتابعة بالوزارة والإدارة القانونية حيث منحوا صلاحيات كاملة ، وعين الوزارة مفتوحة ومتتبعة لكل ما يدور.
دور
* إذن ستنأى عن العمل التنفيذي. . ؟
- نعم. . فدور وزير الصحة ليس نقل طبيب أو ممرضة من مكان إلى مكان آخر ، بل دوره هو دور المنظر والاستراتيجي والمخطط لهذه الوزارة بما يتوافق مع احتياجات العصر ، فهذه بعض الخطوات التي قمت باتخاذها وأرجو أن تكون مناسبة ، ولا أزكي نفسي فأنا بشر أصيب وأخطئ وإذا أصبت فمن الله وإذا أخطأت فمن نفسي.
الواسطة
* هناك سؤال كبير بحجم مسؤولياتكم الكبيرة ويستفهم عن الإنسان البسيط الذي لا يعرف الواسطة للدخول على الوزير وليست لديه علاقات تتيح له الحصول على أوامر ، وبالطبع لا يملك من الكفاية ما يسد به حاجات العلاج والدواء. . هؤلاء عينة كبيرة تتزايد كل يوم. . أليس من حقهم الحصول على خدمات الوزارة دون مِنَّةٍ أو أذى أو معاناة. . ؟
- أتألم كثيراً عندما أقرأ في جريدة أن هناك مريضاً لم يحصل على دواء أو علاج يحتاجه ، فالدولة ضمنت حق (العلاج) و(الدواء) لكل مواطن مريض وبخاصة (الفقير) ، وهذا ما أوصاني به خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وقالا لي: يا ولدي لا يهمنا (الغني) و(القادر) فهو يستطيع الذهاب للمستشفى الذي يريد أو خارج المملكة لكن الذي يهمنا (الفقير) وأنا أحاول أن يحصل المريض الفقير على العلاج ، وقد اجتمعت بمديري الشؤون الصحية وقلت لهم: من ذمتي إلى ذمتكم. . أرجو ألا يوجد مريض لا يعطى حقّه من (العلاج) ، وأنا -في الحقيقة- أتابع كل ما يقال أو ينقل أو يصل لي ، بل واتصل بنفسي وأوصل ما يحتاج إليه المرضى من أدوية وعلاجات لازمة حسب قدرتي واستطاعتي ، وما أنا إلا منفذ سياسة دولة ضمنت العلاج لكل مواطن.
مراكز
* لهذا سعد المواطن (البسيط) أو (الفقير) بما سمعه عن إنشاء مئة وخمسين مركزاً صحياً في الميزانية الجديدة. . ؟
- الحقيقة قبل أن تأتي إلي يا إبراهيم كنتُ في اجتماع مع عدد من الزملاء في الوزارة لمناقشة المراكز (المائة والخمسين) على أساس أن تزاد إلى مائتين أو مائتين وخمسين مركزاً صحياً خلال هذا العام ، وفي الأربع السنوات القادمة -بمشيئة الله- سوف نركز على إنشاء العديد من المراكز الصحية ، ومكرمة خادم الحرمين الشريفين هي إنشاء (ألفي مركز صحي) على مدار أربع سنوات، وتركيزنا سيكون على هذه المراكز الصحية لأنها تمثل الواجهة أو خط الدفاع الأول مع العمل على تفعيل دورها وتعزيزه. .
أدوية
* لكن كثيراً من المراكز الصحية القائمة حالياً لا توجد بها حتى الأدوية الضرورية بل تفتقر إلى (المسكنات) فأين نحن من طموح معاليكم. . ؟
- أنا استغرب عندما يقال لا يوجد أدوية لمريض ، الأدوية متوفرة لكن هناك قصوراً في توزيع الدواء أو طريقة توصيل الدواء إلى تلك الأماكن ، وأنا زرت جميع المناطق وزرت مستودعاتها وهي مليئة بالأدوية. .
توفر
* إذن مسؤولية من. . ؟
- هو دور مديريات الشؤون الصحية المسؤولة عن توصيل الأدوية ، ولمعلوماتك فميزانية الأدوية في هذه السنة مليار ومئتا مليون ريال وطلبنا مائتي مليون زيادة فصار المجموع ملياراً وأربعمائة مليون ريال ، والأدوية متوفرة وبكثرة ولا توجد عندنا إشكالية في هذا الشأن ، والذي يهمني الآن هو توصيل الأدوية في الوقت المناسب ، وهذا ما سوف نركز عليه في الأيام القادمة إن شاء الله ، حتى لو لم توجد هناك أدوية فهناك البديل.
استئجار
* يلاحظ كذلك على مراكز الرعاية أن بعضها مستأجر وبعضها حتى غير صالحة للاستخدام الآدمي. . ؟
- هذا الكلام يؤرقنا ويزعجنا فبعض المراكز الصحية المستأجرة غير صالحة للاستخدام ، بل إنها تشكل خطراً على الناس الذين هم فيها ، وكما تعلم فإن هذه المراكز الصحية بعضها فلل ومبان عادية وبعضها مبان شعبية وكلها مستأجر ، ونحن في الوزارة نركز على وجوب تحديث هذه المراكز الصحية واستبدال مراكز حكومية بها ، وهو ما نخطط له بمشيئة الله ، إذ في هذه السنة سوف يُبنى مائتان وخمسون مركزاً بناءً كاملاً مع التأثيث والتجهيز وهي موزعة على كافة أرجاء المملكة.
تخصصات
* وهل يمكن أن تشتمل المراكز على تخصصات أكثر من طبيب عام. . ؟
- المراكز الصحية -في العالم كله- يسمونها الخط الأول ضد المرض ، وتعالج الأمراض البسيطة ، وعندما يحتاج المريض إلى تحويل ، فإنه يحوّل إلى مستشفى من مستشفيات المرحلة الثانية ، وذلك قبل المرحلة الثالثة التي هي المستشفيات التخصصية أو المرجعّية. .
تخدير
* معالي الوزير حتى غرف التخدير طالها القصور. . وهناك شكوى لدى الناس من أن غرف التخدير مغلقة بسبب عدم وجود تجهيزات. . ؟ هل يُعقل هذا. . ؟
- كل مستشفى يعتمد في تجهيزاته على عدد العمليات والأطباء والمرضى وإخصائيي التخدير ، وإذا ثبت فعلاً أن مستشفى بحاجة إلى فتح غرف العمليات فسوف نعمل -بمشيئة الله- على فتحها ، لكن دعني أقول لك بكل صراحة: نحن نعاني من قلة الأطباء السعوديين في مجال التخدير، ولذا نضطر إلى التعاقد مع أطباء من أنحاء العالم.
كادر
* يظل القصور كبيراً في كادر الأطباء السعوديين والآن بدأ رجال الأعمال يتوجهون نحو توفير هذا الكادر من خلال إنشاء كليات طب وطب أسنان وعلوم طبية مساعدة. . هل لديكم تنسيق مع وزارة التعليم العالي بشأن إعداد الكادر الوطني الكافي من الأطباء. . ؟
- وزارة التعليم العالي -وعلى رأسها الزميل الدكتور خالد العنقري- تبذل جهداً كبيراً من أجل فتح كليات طبية ولكن نحن في وزارة الصحة في الميدان ونحن من يعاني ، وزارة التعليم العالي تخرج الأطباء ولهم طريقتهم الخاصة في قبول الطلاب ، وسبق أن تحدثت مع معاليه وقلت له: في المملكة الآن مئة وتسعون مستشفى ، وفيها 1970 مركزاً صحياً ، وتحت الإنشاء 87 مستشفى ، وبمعنى آخر سوف يكون عندنا -بمشيئة الله تعالى- بعد ثلاث سنوات في حدود مائتين وسبعين مستشفى وهذا العدد الكبير جداً يتطلب منا أن نقبل أعداداً أكبر من الطلاب وننشئ كليات أكثر وإذا استمررنا على هذا الوضع الذي نحن فيه فسوف نعاني من قلة الأطباء السعوديين ، بل حتى بعد خمسين سنة لن يكون عندنا اكتفاء من الكادر الوطني ولو بنسبة خمسين في المائة (50%).
اقتراح
* والحل في نظرك. . ؟
- نقترح أن يعقد اجتماع بين الوزارتين (الصحة والتعليم العالي) للتباحث والتشاور بهذا الأمر. .
خطر
* لكنكم سبق أن اجتمعتُم كما أعرف. . ؟
- نعم. . سبق أن اجتمعنا مع معالي وزير التعليم العالي ومع مديري الجامعات وعمداء كليات الطب في مبنى جامعة الملك سعود ، وحدثتهم قائلاً: يا جماعة: ناقوس الخطر يدق ، فنحن في وزارة الصحة اكتشفنا من خلال التعاقد مع بعض الأطباء ذوي المرتبات الضعيفة (3000) ريال وبالتالي لا يرضي بهذه المرتبات المتدنية إلا مستويات ضعيفة ، كما قلت لعمداء الكليات: أنتم تشدّدون في قبول الطلبة وترفضون من نسبته 97% أو 98% ، وهذا التشدد ليس في الصالح العام ونحن بحاجة إلى أبنائنا لسد العجز، والله إن ربع طبيب سعودي عندي أفضل من بعض الوافدين الذين يمارسون المهنة بطرق وأساليب غير شرعية ، إلا أن أحد العمداء أصر في نقاشه معنا على اهتمامه بالنوعية ، ثم اشتكى العمداء أيضاً من إشكاليات في موضوع التدريب وأكدت له أن جميع مستشفيات ومراكز وزارة الصحة تحت أمرهم وقلت للدكتور خالد: أنت وزير الصحة في هذا المجال، وأنا أعتقد أن الكل ناقش هذا الموضوع بروح الإخلاص والأمانة والوطنية ، والوضع يحتاج منا إلى وقفه حاسمة.
إسعاف
* نعود إلى مشكلات وزارة الصحة التي لا علاقة لها بسواها ولن نتحدث عن مواعيد (الأسنان) وال (MIR) التي يطول الانتظار فيها لأكثر من عامين بل عن (الإسعاف) الخاص بالحالات الطارئة الذي يحتاج المريض فيه إلى انتظار طويل كيف تصبرون على هذا ؟
- كلامك صحيح ، فقبل أسبوعين كنت في مستشفى الرياض الطبي وذهبت إلى الإسعاف وإذا بمرضى لهم سبعة أيام في الإسعاف ولم يجدوا أَسِرّةً شاغرة ، وتدخلت مباشرة لحل الأمر وفعلاً وجدنا لهم أَسِرّة. .
مؤقت
* لكن هذا حل مؤقت. . فهل من حلول جذرية. . ؟
- من الخطط التي نسعى في تنفيذها توسعة (مجمع الرياض الطبي) أو ما كان يعرف بمستشفى الرياض المركزي ) وإمداده بمائة سرير إضافية ونحن جادون إن شاء الله في إصلاح بعض الأمور ولكن ليس معنى هذا أننا نملك عصا سحرية للقضاء على كافة المشكلات. .
مشكلات
* إذن المشكلات أكبر من كل الجهود والوعود يا دكتور. . ؟
- نعم. . فالذي يقلقني الآن هو أن المملكة تستورد الطبيب والممرضة والفراش والعامل والأجهزة الطبية والأدوية وهذا يكلف الدولة الشيء الكثير ، وكما نعلم فإن سكان المملكة بعد عشرين عاماً سوف يتضاعفون وميزانية القطاعات الصحية الحكومية في المملكة تتراوح ما بين عشرة إلى خمسة عشر مليار ريال عدا القطاع الصحي الخاص الذي تتجاوزُ ميزانيته ثلاثين مليارا ، وللأسف -رغم هذه المبالغ الهائلة- فإن الناس لا تزال تشكو من عدم توفر العلاج المناسب ، ومن الواجب أن نطرح هنا السؤال: هل وزارة المالية قادرة على أن تصرف على القطاع الصحي بعد عشرين سنة. . ؟
إجابة
* الإجابة المنطقية السريعة من واقع الأحداث. . لن تستطيع. . !
- العلم عند الله ولكن يجب أن نفكر بجدية في البدائل المناسبة ، وكلمة مولاي خادم الحرمين الشريفين تؤكد على وجوب الاعتناء بالمواطن من خلال توفير الاحتياجات الأساسية الثلاثة له وهي (الأمن) و(الصحة) و(التعليم) ولاشك أن الصحة تأتي في المقام الأول إذ لا يستطيع المواطن أن يتعلم وهو مريض وهنا يأتي دورنا في الوزارة في العمل بجدية والتفكير بخطة مناسبة على مدى العشرين سنة القادمة.
تأمين
* الضمان الصحي. . كأننا نرى أن الخطوات لا تزال بطيئة. . لماذا. . ؟
- الحقيقة أن (الضمان الصحي) هو أحد الحلول المطروحة وأقر في شهر رمضان قبل الفائت وتم رفع أعضاء الضمان الصحي لولي الأمر ونحن ننتظر بمشيئة الله تعالى صدور قرار قريب.
تطبيق
* هل سيتم تطبيقه على المواطنين. . ؟
- القرارات التي صدرت تقول: يطبق (الضمان الصحي) على الوافدين ثم يطبق على المواطنين بعد ثلاث سنوات. .
مدينة
* مدينة الملك فهد الطبية ، وهنا سنتحدث عن الإيجابيات ، فقد تعثّر تشغيل المدينة سنوات ثم حلت المشكلة بمجرد توليك الوزارة. . كيف. . ؟
- بالنسبة للمدينة حقيقة لمستها بنفسي فقد اكتشفت أن الجلوس مع ولي الأمر لمدة نصف ساعة أنهى موضوعاً استغرق ثلاث عشرة سنة ، فقد طلبت مقابلة ولي العهد وشرحت له الوضع ، وهنا أود أن أؤكد إن ولي الأمر يهمه أن يعطيه المسؤول الحقيقة ويضع أمامه الحلول والبدائل المناسبة. .
لقاء
* كيف كان لقاؤك مع الأمير عبد الله حول المدينة. . ؟
- قابلت ولي العهد حفظه الله واختصرت في الجلوس معه لنصف ساعة ما استغرق ثلاثة عشر عاماً ، وقبل شهرين -كما تذكرون- تم افتتاح مستشفى الأطفال ومستشفى النساء والولادة التابعين للمدينة ، والآن سافرت اللجان الطبية إلى (كوسوفا) لتأتي بقوى عاملة من أطباء وهيئة تمريض. .
استكمال
* متى تستكمل المدينة. . ؟
- إن شاء الله سوف نستكمل التجهيزات الطبية في مدينة الملك فهد الطبية خلال عام أي في سنة (1425ه). .
مباشر
* إذن اللقاء المباشر حل كل مشكلات المدينة. . ؟
- استكمال المدينة جاء بموافقة ولي الأمر بعد أن ذهب إليه المسؤول وشرح له الوضع ، وأستطيع أن أؤكد أنني وجدت دعماً من سموه ، فقد شجعني ودعمني ووقف معي في هذا الأمر وما يزال يقف معي. . ولا يفوتني أن أشيد بدعم ولاة الأمر وفقهم الله لكل ما فيه مصلحة المواطن.
اقتصار
* هل سيقتصر وجود مثل هذه المدينة على الرياض فقط. . ؟
- مدينة الملك فهد الطبية منظومة من عدة مستشفيات سميتها (الحزام الصحي) وبدأت من الرياض.
سلسلة
* إذن هي سلسلة تشمل مدناً أخرى. . ؟
- نعم فبعد أشهر قليلة بمشيئة الله تعالى سوف نفتتح المستشفى التخصصي بالدمام.
تخصص
* هل المدينة للجميع أم أنها تخصصية أو مرجعية. . ؟
- مدينة الملك فهد الطبية (مستشفى مرجعي) ، ولو فُتح المجال للناس لامتلأت وفقدت قيمتها ، وعلى سبيل المثال ففي مستشفى الأطفال يوجد ثمانية عشر تخصصاً دقيقاً ، ومستشفى النساء والولادة يوجد به ثلاثة وعشرون تخصصاً دقيقاً ، أما المستشفى العام الذي سوف يفتتح بعد وصول القوى العاملة ففيه تخصصات دقيقة. . (مدينة الملك فهد الطبية) مكسب ومفخرة للجميع بما تضمه بين جنباتها من المباني والمعدات والقوى العاملة. .
حزام
* نعود إلى الحزام الطبي. . هل تحددت مواقع المستشفيات المرجعية. . ؟
- (الحزام الصحي) بدأنا فيه من الرياض وسوف ينطلق بمشيئة الله إلى المنطقة الشرقية ، كما وضع حجر الأساس لمستشفيات مرجعية في حائل والجوف وتبوك وجدة وأبها وجازان ونجران ، ومستشفيات (الحزام الصحي) كلّها تخصصية تشمل كافة مناطق المملكة.
إيجابيات
* ما هي إيجابيات (الحزام) اقتصادياً وهل ستحل مشكلة العلاج في الخارج. . ؟
- نحن نصرف سنوياً ثلاثمائة مليون ريال على العلاج بالخارج ، وقد ذكر لي وزير الصحة بإحدى الدول المجاورة أن إيرادات مستشفيات بلاده سنوياً من مواطني شمال المملكة فقط يقدر بثلاثمائة مليون (دولار) أي ما يتجاوز مليار ريال سعودي والمصلحة الوطنية تتطلب وجود مستشفيات وطنية حتى لو قمنا باستيراد المعدات الطبية ولوازمها ، والحقيقة أن (الحزام الصحي) يعتبر ضمن خطوات الخطة الاستراتيجية التي تبنتها وزارة الصحة وشرعت في تنفيذها في الآونة الأخيرة. .
خصخصة
* هل هناك تفكير أن تستثمر هذه الملايين التي تصرف في العلاج والدواء والأجهزة والمعدات عن طريق القطاع الخاص وتكتفي الوزارة بالإشراف. . ؟
- هذا ما أفكر به ودراساتنا الحالية تصب في هذا الاتجاه. .
إدارة
* تكلمنا عن النواحي الطبية ، ونود أن نتكلم عن النواحي الإدارية إذ نعلم أن الوزارة لا تزال تدار بشكل تقليدي بل دعني أقول إن القضاة وكتّاب العدل -على سبيل المثال- يستخدمون (الميكنة) الحاسوبية في إنجاز أعمالهم بينما وزارة الصحة - وللأسف- لا تزال النواحي الإدارية والإجرائية فيها متأخرة مما يرفع علامات استفهام كبيرة. . بالمناسبة قرأت أنك وقعت عقداً ب77 مليون ريال لتطوير أجهزة الحاسب. . فهل في هذا بعض إجابة. .؟
- هذا صحيح ، ولم أوقع العقد إلا من حوالي شهرين وذلك لتأمين أجهزة حاسوبية بقيمة سبعة وسبعين مليون ريال ، وهذه من ضمن استراتيجيتنا في قطاعات وزارة الصحة لكي تدار من خلال الحاسوب ، وسوف نبدأ إن شاء الله قريباً جداً في هذا الموضوع ، وما ذكرته ضمن اهتماماتنا ويأخذ الأولوية ، وعموماً أنا أعتز بإنجازات وزارة العدل ، ويسعدني ما أشرت إليه من وضعهم المتطور، لكن لعلك تعلم أن وزارة الصحة أكبر بكثير من وزارة العدل والقوى العاملة الموجودة في القطاعات الصحية وما يتفرع عنها من مستشفيات ومراكز صحية لا تقارن بوزارة العدل. .
قصور
* لكن الإدارة العليا مسؤولة عن القصور التنظيمي والإجرائي الواضح الذي لم يتبدل منذ أمد. . ؟
- المسؤول سواء كان وزيراً أو وكيلاً أو مدير مستشفى له دور ، ويجب أن يكون هذا المسؤول (قدوة) حتى يستطيع أن يحرك الناس ، وأنا قلت كلمة ولم أزل أرددها وهي أن القطار انطلق ، وقلت لزملائنا إن تذكرة القطار مكونة من أربع كلمات وهي: (مخافة الله سبحانه وتعالى) أولاً وقبل كل شيء ثم (الأمانة) و(الإخلاص في العمل) و(النزاهة). . والزملاء -إن شاء الله- سوف يؤدون واجبهم على الوجه الأمثل ، والحركة بدأت وأنا متفائل جداً وقد بدأت بإعطاء الصلاحيات ومعها (الثقة) ، فالمسؤولون والموظفون هم أبناء هذه البلاد، وبالتالي تتحرك فيهم هذه الهمم بدافع تلقائي ذاتي لكن المسألة تحتاج إلى بعض الوقت وسوف تؤتي ثمارها الطيبة في القريب العاجل بحول الله وقوته. .
إعلام
* في الناحية الإعلامية والتوعوية الموازية للناحية الطبية والإدارية سبق أن رأينا لمساتكم فيها عبر إيضاح عملية (البصمة الوراثية) و(الفحص قبل الزواج) -الذي استمر معلقاً لسنوات طويلة ثم صدر قريباً- وما رأيناه من توعية في الصحف وتحذير من دواء يُزعم أنه علاج للسكر ، هناك من يرى أن دور الإعلام ما يزال مهمّشاً وقاصراً على تلميع المسؤول وتعداد إنجازاته فما نظرتك إليه في عالم متغير. . ؟
- لعلك قرأت ما قمنا به من التحذير من دواءٍ للسكر رُوّج له بالفضائيات وقد أتيت بالعلاج المزعوم وذهبت به إلى المختبر المركزي وقمنا بتحليله واكتشفنا أن به رصاصاً ، ثم قمنا باختباره في معامل ومختبرات المستشفى التخصصي والمستشفى الجامعي وتأكد الأمر وذلك من أجل أن يجيئ التحذير -إذا صدر- على بينة ونكون أيضاً واثقين ومتأكدين ، وأتمنى أن يكون هناك علاج ناجع سواء للضغط أو السكر لكن ما يهمنا في هذه الوزارة هو صحة المواطن. .
سكر
* فعلاً دواء السكر المحذر منه أثار حديثاً طويلاً حتى في الصحافة الخارجية. . ؟
- فعلاً فقد اتضح أن هذا العلاج الذي روج له -للأسف الشديد- يحتوي على رصاص وزرنيخ ومواد سامة ويؤثر على الكبد والكلى والجهاز العصبي ، التوعية الصحية تحتاج إلى وقفة كبيرة جداً والمواطن السعودي متميز بالعفوية والصدق والطيبة ، وهو يصدق أي شخص يأتي إليه بدواء مزعوم لأي مرض ، لكن من خلال التوعية الصحية سيدرك مخاطر تلك الأدوية المزعومة وأنها جاءت من خارج الحدود لامتصاص أمواله والضرر بصحته. .
زواج
* إذن التوعية مهمة ، وقرار الفحص قبل الزواج خطوة في هذا الطريق. . ؟.
- بالتأكيد التوعية الصحية مهمة جداً ، وموضوع (الفحص قبل الزواج) تم بمساندة ولي العهد حفظه الله ، ولا أنسى موقف وزير العدل النابع من شهامته ووطنيته وإخلاصه ، والحمد لله أن تم إصدار هذا القرار على وجه السرعة خصوصاً إذا عرفنا محاسن هذا القرار في وقت ارتفعت فيه نسبة السكر في مجتمعنا إلى 20% ، أضف إلى ذلك انتشار الأمراض الوراثية وأعراض السمنة والفشل الكلوي حتى بين الشباب ونحن بحاجة إلى توعية صحية قوية. .
إعلانات
* في مقابل التوعية التي أشرتم إليها نطالع عبر الصحف وإعلانات الشوارع ووسائط الإعلام المحلية الأخرى إعلانات مخلّة بالأدب و الذوق العام. . أليس لكم دور فيها. . ؟
- تحدثت مع مسؤولي الثقافة والإعلام في هذا الصدد ، وأنا صراحة ألوم بعض رؤساء تحرير الصحف على هذه الإعلانات المخجلة ، والأدهى والأمر أنها تحتل الصفحة الأولى ، فكيف أتعامل معها خصوصاً أن عند كل واحد فينا زوجة وبنتاً وأختاً ، وقد هاتفت وكيل وزارة الثقافة والإعلام بشأن هذه الإعلانات المخجلة التي لا تتماشى مع أخلاقياتنا وخصوصيات مجتمعنا العريق. .
تشويه
* إذن. . كما للآخرين شكاواهم منكم فإن لديكم شكوى من الوسائط الإعلامية في هذا الإطار. . ؟
- بالتأكيد ، ومما يؤلمني أيضاً من بعض وسائل الإعلام (وهو لا يقل خطورة عن تلك الإعلانات المخجلة) المبالغة في تضخيم بعض الأمور وتشويه الحقائق.
نماذج
* هل من نموذج أو مثل. . ؟
- نشرت إحدى الصحف قريباً عن مريضٍ بالأيدز عومل معاملة سيئة وهرب من المستشفى ، لنفرض أن أحداً قرأ الموضوع من خارج المملكة والمبالغات التي دارت حول هذا الخبر وكيف يعامل مريض الأيدز في المملكة بالطريقة الوحشية التي صورتها الصحيفة. . لا شك أخي إبراهيم أن الخبر يسيء للمملكة ولمن يتربصون بها ، وأنا أرحب بالنقد البناء الهادف ويوجد عندنا بالوزارة هواتف وفاكسات يمكن لأي مواطن من خلالها إبداء أي ملاحظة أو شكوى ، بل إن النقد الهادف يمكن أن يرشد المسؤول ويطلعه على أشياء لم يكن يعلمها سابقاً ، ومن هنا وعبر جريدة (الجزيرة) أناشد هؤلاء الصحفيين الذين يشوهون الحقائق في سبيل الإثارة أن يراعوا الله ويخافوه وألا يشوهوا صورة بلادهم بتلك المبالغات والمزايدات.
ثلاجات
* هناك أيضاً موضوع أثير حول غرف وثلاجات الموتى. . بصراحة معالي الوزير. . لا أظن أن ما نشر يليق بدولةٍ في مجاهل أفريقيا. . ؟
- أنا قرأت الموضوع في بعض الصحف وذهبت إلى الموقع بنفسي ، وقيل إن الفئران تأكل من جثث الموتى ، وبشيء من تحكيم العقل والمنطق يتضح الاختلاق والكذب في هذا الموضوع فدرجة الحرارة للثلاجّات عشرون تحت الصفر فكيف تصدق أن الفئران تعيش هناك وتنهش من الجثث. . ؟ أمر لا يصدق وإثارة هذه الموضوعات يمس المحرمات والقضايا الأمنية ، وأنا هنا لا أتخلى عن مسؤوليتي ، لكن كان يجب على الصحفي قبل أن ينشر الخبر أن يتصل بوزارة الصحة للتأكد والتحقق من هذا الأمر ، وعموماً فإن قضية ثلاجات الموتى قد حُلّت وتم التعاقد مع أحد المقاولين ومن ثمَّ غُيّرت الثلاجات ، ونحن نعلم أن غالبية هؤلاء الموتى من الخارج وسوف نحرص على إعادة رفاتهم إلى بلدانهم بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة.
معاريض
* كيف تتعامل مع كُتّاب المعاريض والمصالح الذين يزِّيفون الحقائق بمديح المسؤول لتحقيق خدمة خاصة لهم. . ؟
- الكُتّاب يختلفون فيما بينهم ، وعليهم أن يتحروا المصداقية ويراعوا الله سبحانه ثم ضمائرهم فيما يكتبون وألا ينطلقوا من الأهواء أو بدافع الإثارة أو التكسّب. . وزيف المدح أسوأ من هوى القدح. .
حوادث
* هل هناك نية لدى الوزارة لتبني مشروع وطني للحد من ظاهرة الحوادث التي خسرنا بسببها طاقات بشرية وتحملتم في وزارة الصحة أعباء كثيرة بسببها. . ؟
-أشيد بما فعله إخواننا في مديرية (الأمن العام) وما اتخذوه من إجراء مناسب لتطبيق (حزام الأمان) ، وهذه طريقة واعية وحضارية ، والمملكة -للأسف- تأتي في قائمة الدول التي تتصدر فيها نسبة الحوادث ونعلم أن الحوادث تحصد من أرواحنا سنوياً ما يقارب أربعة آلاف شخص عدا ما تخلفه من جرحى ومعاقين تملأ عنابر مستشفياتنا ، ولا أملك إلا الدعاء بأن يكون الله في عون هذا البلد الأمين وأهله الطيبين وأن يحميهم من الأضرار وألا يريهم أيّ مكروه.
.
وزير
* متى عرفت تعيينك وزيراً. . ؟
- قبل ثلاثة أسابيع. .
خبر
* من أخبرك. . ؟
- الجهات الرسمية. .
مزاولة
* ألا زلت تزاول الطب. . ؟
- نعم. . مرتين أسبوعياً في مجمع الرياض الطبي.
كتاب
* أول كتاب قرأته. . ؟
- قرأت كتاباً لطبيب سوري اسمه (صبري قباني) ، وكنت من المتابعين لمجلة (العربي) الكويتية.
تخصص
* والكتاب الذي تقرأه الآن. . ؟
- كتاب طبي عن تخصصي في الأنف والأذن الحنجرة.
ندم
* وكتاب ندمت على قراءته. . ؟
- لا أذكر. .
بكاء
* هل بكيت. . ؟
- بكيت كثيراً ، خصوصاً عند وفاة الوالد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. .
سعادة
* هل أنت سعيد. . ؟
- السعادة -يا أخي إبراهيم- نسبية ، أكون سعيداً عندما أنجز عملاً ، وفي المقابل لا أكون سعيداً عندما أرى مريضاً لم يحصل على علاج بعد.
نوم
* هل يأتيك النوم بسهولة. . ؟
- . . يضحك. . لا والله بل في معركة ليلية معه.
ملل
* هل مللت من الأسئلة. . ؟
- لا والله .
أشياء
* هل بقي شيء. . ؟
- عندي أشياء كثيرة أود أن أفصح عنها لكن لا يسعفني الوقت ، وأنا سعيد جداً بهذا اللقاء وآمل أن يتكرر مقدراً دورك في هذه المواجهات الحافلة بالشفافية والمباشرة.
|