Wednesday 3rd March,200411479العددالاربعاء 12 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تناقص السمع يصيب الجميع وأسبابه متعددة تناقص السمع يصيب الجميع وأسبابه متعددة

* ما هو التناقص في السمع؟
يوجد التناقص في السمع في جميع الفئات العمرية وفي المجتمع كله وذلك نتيجة لأسباب متعددة العوامل التي يمكن أن تسبب هذا التناقص، فهو يمكن أن يوجد في حديثي الولادة، والرضع، والأطفال، والبالغين، وكبار السن أيضاً، كما يمكن أن يكون مصاحباً لأمراض أخرى وشذوذات خلقية أخرى.
* ما هي مسببات تناقص السمع في حديثي الولادة؟
يمكن أن يولد الأطفال وهم يعانون من تناقص السمع الخلقي، وعادة ما يكون هذا التناقص خَلقياً ويمكن أن يكون مصحوباً بتشوهات خطيرة أو شذوذات معزولة.
تشريح الأذن
تتكون الأذن من ثلاثة (3) أجزاء: هي الأذن الخارجية، والأذن الوسطى، والأذن الداخلية، وتتكون الأذن الخارجية من صوان الأذن، وقناة الأذن الخارجية، أما الأذن الوسطى فتتكون من غشاء طبلة الأذن، والعظيمات، وتتكون الأذن الداخلية من القوقعة، والقناة شبه الدائرية، والعصب السمعي.
يمكن أن تحدث التشوهات الخلقية في جميع أجزاء الأذن، ففي قناة الأذن الخارجية، يمكن حدوث تشوه بشكل فتق في صوان الأذن، وتعتبر الجراحة هي الخيار العلاجي لتصحيح التشوه التشريحي.
أما في الأذن الوسطى، فيمكن أن تكون العظيمات التي تشمل المطرقة، والسندان، والرِكاب، مفقودة أو مثبتة ببعضها بعضاً، وهو أمر يمكن أن يسبب تناقص السمع، الذي يطلق عليه اسم فقدان السمع التوصيلي، الذي تتركز المشكلة فيه في الجزء التوصيلي من الأذن، وهو النهاية الخارجية في تركيبات الأذن الوسطى.
كذلك يمكن أن توجد الشذوذات الخلقية في الأذن الوسطى: فهي يمكن أن توجد في القوقعة التي تعتبر العضو العصبي الحسي في الأذن، وهي توجد على بعد لفتين وثلاثة أرباع اللفة، وتحتوي على كل الإحساس بالسمع اللازم للترددات التي نسمعها والتي تتراوح من 125 هيرتز إلى 160 هيرتز، وسيتطابق أي شذوذ خلقي أو فقدان أي جزء من القوقعة مع النقص في تردد محدد في سمعنا، ويمكن اكتشاف هذا الأمر غير الطبيعي في حديثي الولادة من خلال فحص يجرى بالكمبيوتر يطلق عليه اسم الانبعاث الأذني السمعي، والذي يجرى في المستشفى لكل مولود، أو من خلال فحص أكثر تطوراً يسمى فحص قياس السمع بالاستجابة لتنبيه الدماغ BERA، وهو فحص يبين استجابة الأذن الداخلية وعصب القوقعة للتنبيه الصوتي. يمكن معالجة معظم التشوهات الخلقية في الأذن الخارجية والأذن الوسطى بالجراحة، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على غالبية الشذوذات في الأذن الداخلية، فالعلاج يتمثل في وضع أداة سمعية وفي حالة الصمم الكلي ينظر في إمكانية وضع غرسة قوقعية، يتمكن المريض من خلالها من سماع صوت كهربائي، يتم تعليم المريض على فهم معناه في الحياة الفعلية، هذا وتعتبر إعادة التأهيل بعد العملية الجراحية بأهمية العملية الجراحية إن لم تفقها أهمية.
* ما هي أسباب تناقص السمع في الرضع والأطفال؟
يمكن أن يكون تناقص السمع في هذه المجموعة العمرية من نوع فقدان السمع التوصيلي أو الحسي العصبي، مع العلم بأن فقدان السمع التوصيلي في الأطفال هو الأكثر شيوعاً بسبب عاملين:
العامل الأول هو انسداد قناة الأذن الخارجية، وهو عادة ما ينتج عن زيادة إفراز الشمع في الأذن، ويكون العلاج بتنظيف القناة.
أما العامل الثاني، فهو ينتج عن السائل الموجود خلف غشاء طبلة الأذن في تجويف الأذن الوسطى، وهي حالة تسمى التهاب الأذن الوسطى المصلي، وهذا المرض غير معدٍ، ولكن يمكن أن يسبب الالتهاب الأذن الوسطى في بعض الأحيان، وتتكون السوائل في الأذن الوسطى بسبب الخلل في وظيفة بوق أستاخيو Eustachian Tube، وينتج هذا الخلل عن انسداد البوق بسبب تضخم الغدانيات أو التهاب الأنف التحسسي الذي يتسبب في احتقان البلعوم الأنفي، وانسداد فتحة بوق أستاخيو.
يمكن علاج هذه الحالة طبياً عن طريق علاج الداء المستبطن الذي يتمثل في انسداد الأنف أو الحساسية بالأدوية، وفي حالة استمرار وجود السوائل في تجويف الأذن الوسطى. فينبغي علاج الحالة من خلال عملية جراحية لإزالة النسيج الغداني في حالة وجوده، وعمل شق في غشاء طبلة الأذن، واستعادة السائل، وغرز أنبوب تهوية يقوم بعمل بوق أستاخيو لتهوية تجويف الأذن الوسطى، تتوفر أنواع عديدة من الأنابيب، ويستخدم بعضها لمدة تقل عن سنة، وفي هذه الحالة يطلق على هذه الأنابيب اسم الأنابيب التي تستخدم لفترة قصيرة، وبعضها الآخر يستخدم لمدة بين سنة وسنتين، أما النوع الثالث من الأنابيب فيستخدم لمدة تزيد عن سنتين، وهو يستخدم للحالات المعاودة، حيث يتم وضع أنابيب بسيطة وإزالتها بعد فترة زمنية معينة، ويتم جمع السائل مرة ثانية في تجويف الأذن الوسطى.
وينبغي على الجراح أن يتخذ أثناء العملية قراراً بشأن نوع الأنبوب الذي يجب استعماله وذلك اعتماداً على شدة الحالة.
أما السبب الثالث لتناقص السمع في الأطفال فينتج عن التهاب فيروسي في أصله أساساً، حيث يؤثر هذا الفيروس على المنطقة الداخلية والعصب السمعي نفسه، مع العلم بأن هذا التناقص في السمع يكون في بعض الحالات شاملاً في إحدى الأذنين أو كلتيهما، ومن الأمثلة على هذه الحالة النكاف الذي يمكن أن يؤثر على العصب السمعي، ويسبب صمماً دائماً في إحدى الأذنين، مع العلم بأن أكثر الأسباب الشائعة لحدوث الصمم في إحدى الأذنين لدى الأطفال هو النكاف، والحصبة في الأذنين كلتيهما.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن مضاعفات الصمم بعد الإصابة بالنكاف والحصبة تعتبر قليلة جداً.
* ما هي أسباب تناقص السمع في البالغين؟
يمكن أن تقسم أسباب تناقص السمع في البالغين إلى نوعين هما التوصيلي والحسي العصبي.
فقدان السمع التوصيلي
يحدث عندما تحدث المشكلة في الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى، فهذان الجزءان مسؤولان عن انتقال الصوت من البيئة إلى الأذن الداخلية، والعصب، والدماغ، ويمكن أن ينتج فقدان السمع التوصيلي عن سبب بسيط مثل انحشار الشمع، وتؤدي إزالة الشمع من قناة الأذن إلى إعادة السمع لدى المريض إلى حالته الطبيعية، أما التهاب قناة الأذن الخارجية الذي يؤدي إلى تورم الجلد في القناة السمعية، والتصريف القيحي فيمكن أن يؤدي إلى الإصابة بفقدان السمع التوصيلي، كما أن غشاء الطبلة، والناحية خلف العظيمات (عظام صغيرة تنقل الصوت من غشاء الطبلة إلى العظيمة) يؤديان إلى حدوث تناقص في السمع.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المشاكل التي يمكن أن تحدث في العظيمات، وتسبب تناقصاً في السمع تتمثل في انقطاع سلسلة العظيمات، بسبب تآكل أجزائها، يمكن أن يحدث تثبيت لبعض العظيمات، والذي يعرف بتصلب الأذن، ويتم فيه تكلس العضلة الركابية لهلام الحاجز، وهو مرض وراثي شائع في منطقة الشرق الأوسط، في حالة تصلب الأذن، يعاني المريض من داء متزايد وغير مؤلم في السمع، وتتم معالجة هذا المرض من خلال الاستئصال الجراحي للحواجز، وغرز بديل لها. إن علاج المرض في العظيمات معقد، حيث يتم عمل الكثير من البدائل لتحل محل الأجزاء المختلفة في سلسلة العظيمات، هذا وإن هذه العمليات الجراحية من النوع الدقيق، ويتم إجراؤها تحت المجهر.
فقدان السمع الحسي العصبي
يمكن أن ينتج فقدان السمع الحسي العصبي عن حالة ما بعد الإصابة بالتهاب فيروسي أو جرثومي، أو إصابة رضية سمعية، أو إصابة عصبية تم تحريضها بأحد الأدوية، أو العملية الطبيعية للتقدم في العمر،أما الجراحات المتعلقة بتصحيح المشاكل في الأذن الداخلية والعصب فهي محدودة، والعلاج الأساسي لهذه الحالات يتمثل في استخدام الأدوات السمعية، فالعديد من الشركات تصنع المساعدات السمعية هذه الأيام، كما يتم تحسين نوعية الصوت، بحد أدنى من التداخلات الممكنة من خلال استعمال مساعدات سمعية رقمية تتم برمجتها بطريقة تناسب فقدان السمع عند كل مريض من المرضى وذلك وفقاً لنتيجة فحص السمع الذي يتم إجراؤه.
هذا وفي حالة وجود الصمم في الأذنين كلتيهما فإن الغرسة القوقعية تعتبر الخيار العلاجي المتوفر، وأخيراً، فإن إعادة التأهيل بعد غرس القوقعة يستغرق أشهراً حتى يفهم المريض مرة ثانية كيف يمكن ترجمة الأصوات بواسطة المساعدات السمعية.

الدكتور ميلاد البيطار
استشاري أنف وأذن وحنجرة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved