تتوالى الأيام والسنون مسرعة بنا الى المستقبل.. المستقبل العميق بمؤثراته ومتطلباته الواسع في جوانبه المتمدد بأطرافه وخلجاته.
هانحن نودع عاماً مضى ونستقبل عاماً جديداً مليئاً بالمفاجآت.
فبين أفراح وأتراح وضحكات وبكاءات ونجاح وفشل تستمر الحياة بحلوها ومرها نأنس بها يوماً تارة وتشيح بوجهها أياماً تارة أخرى لتقول لنا بكل ثقة: أنا الحياة هكذا كنت وعلى هذا سأكون ولمن بعدكم سائرون. لا تحزن يا بني اصبر على ما أنت فيه فالقناعة كنز لا يفنى الى أبد الآبدين، انظر الى الفلاح كيف يتبختر هذا الصباح بفأسه المغوارة وقد جمع كل عزائمه على المولى عزوجل، يستنشق عبير الصباح الغض يتلمس ذلك النور الدافئ القادم من بعيد القائل له: هأنذا يومك الجديد، يستجمع الفلاح قواه يضرب بفأسه تلك الأرض الصلبة الطرية. الصلبة بقساوتها، الطرية بمنتوجاتها الخضراء. تتساقط حبات العرق من ذلك الفلاح ولكنه ما زال يبحث.. ما زال يبحث. عظيم ذلك الفلاح بصبره، إيمانه، أمله. بعد جهد يوم كامل يذهب لفراشه وقد أنهكت قواه ليرتاح يغط في نوم عميق يذهب بعيداً في أحلامه، وبينما هو كذلك يأتيه أحدهم ضيفاً بسمع الطرقات ليست على باب الدار ولكنها من تلك النافذة يطل بنوره الكبير يداعب عينيه. يفيق الفلاح ليرى ذلك الضيف يقول له بكل ثقة: هأنذا يومك الجديد.
|