الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد: فإن صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم سُنَّة مؤكَّدة مع صيام يوم قبله أو يوم بعده لمن فاته صوم يوم قبله مخالفة لليهود، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فقد صامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، ولكن حصل عند الناس في هذا العام اضطراب في صوم هذا اليوم والأمر لا يحتاج إلى مثل ذلك لأن هذا اليوم يُصام بالتحري بناء على التقويم إلا إذا تبيَّن ما يخالف توقيت التقويم، ولم يحصل شيء من ذلك وإنما هي تحريات لا توجب الاختلاف. ولقد ذكر أن أناساً من أئمة المساجد وغيرهم أمروا الناس باعتماد يوم معين بلا برهان، وينسبون هذا إلى مجلس القضاء الأعلى، ولم نر إعلاناً من المجلس. لأن هذا الأمر لا يحتاج إلى هذا التكلف والاضطراب. فمن صام بناءً على التقويم فقد بنى على الظاهر وله أجره - إن شاء الله - ما لم يظهر ما يخالف التقويم. ولا يحتاج الأمر إلى استنفار لرؤية الهلال كما هو الشأن في شهر رمضان، حيث لم يرد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه. وإنما كان المسلمون يصومون بالتحري والاجتهاد، والخطأ في ذلك لا يترتب عليه شيء. ونرجو ألا يتكرر مثل هذا التشويش حول صيام يوم عاشوراء. وفَّق الله الجميع لما فيه رضاه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
( * ) عضو هيئة كبار العلماء |