* الرياض - سلطان المواش:
أكد الأمين العام المساعد للصندوق الخيري لمعالجة الفقر عبدالله بن راشد العبداللطيف أن إعداد التنظيم الخاص بالصندوق قد انتهى، كما تم تشكيل مجلس إدارة له برئاسة وزير العمل الدكتور علي إبراهيم النملة الذي يعمل بشكل مكثف للخروج بخدمات الصندوق في القريب العاجل.
وأوضح العبداللطيف أن هنالك دراسة تجري حالياً لمناقشة اللوائح التنظيمية للشؤون المالية والإدارية والهيكل التنظيمي كما يتم في ذات الوقت دراسة المشروعات التنفيذية للصندوق.
أوضح العبداللطيف أن هناك فرقاً بين مهمات الإستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر، والصندوق الخيري لمعالجة الفقر.
فالإستراتيجية لها فريق عمل متخصص برئاسة معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة للعمل على:تحديد مفهوم الفقر، تحديد خطوط الفقر وفق معاييرعلمية، تحديد مدى انتشار الفقر (بناء خريطة الفقر)، تحديد خصائص الفقراء.وتحديد أسباب الفقر والعوامل المؤثرة في إمكانية وقوعه.
ولإلقاء المزيد من الضوء حول هذا الموضوع التقت الجزيرة بالعبداللطيف وكان هذا الحوار:
* لماذا الاهتمام بالفقر في الوقت الحاضر؟
- الاهتمام بالفقر ليس وليد اللحظة، أو إنه دعوة آنية لمواجهة مستجدات طارئة، بل هو اهتمام كان وما زال من القيادة الرشيدة لهذه البلاد وهو فرع من الاهتمام بالمواطن، وشواهد هذا كثيرة كالضمان الاجتماعي، والخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة من خلال نشاطات وكالة الشؤون الاجتماعية بوزارة العمل، وتشجيع الدولة لإنشاء الجمعيات الخيرية ودعمها مادياً ومعنوياً، ويأتي الصندوق الخيري لمعالجة الفقر امتداداً لهذا الاهتمام، وليس بداية انطلاق نحو علاج الفقر.
* هل فعلاً يوجد فقراء بالمملكة؟
- لا يخلو مجتمع من المجتمعات من الفقر أو الفقراء، ويمكن القول إن الفقر ابتلاء وأمر يقع إرادة الله لبعض عباده، يقول الله تعالى في سورة الزخرف {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} الآية.وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - لبعض الأحياء الفقيرة تأكيداً على إدراك القيادة الرشيدة، والعمل لمعالجة هذا الأمر، والوقوف مع الفقير، فالله سبحانه وتعالى قد ابتلى الغني في غناه والفقير في فقره لينظر ما يعمل كل منهما فيما أبتلاه الله به.
* هل سيصدرعن اللجنة قرارات لتوضيح نسب الفقر ووضع إستراتيجية لذلك؟
- يجب أن يراعى أن هناك فرقاً بين الإستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر وبين الصندوق الخيري لمعالجة الفقر، وإن كلاً منهما له عمله الخاص.
* هل الفقر ظاهرة أم ماذا وكيف نسميها؟
- الدراسات التي تقوم بها الإستراتيجية سوف تحدد ذلك بدقة.
* كم نسبة الفقر بالمملكة بالنسبة لعدد السكان؟
- لا نملك حالياً أي إحصائيات دقيقة تدل على ذلك، غير أنه يمكن التوصل إلى معرفة هذه النسبة أو ما يقرب إليها بإذن الله على ضوء النتائج التي ستصلنا.
* هل هناك لجان تقوم بزيارات لمنازل من ينطبق عليهم مسمى الفقر لدراسة أحوالهم؟
- هناك مشروعات تحت الدراسة سيتم بإذن الله وضع آلية لها وقاعدة البيانات المكلف فريق عمل الإستراتيجية وبوضعها ستخدم الصندوق الخيري لتنفيذ نشاطاته إضافة إلى المعلومات المتوفرة لدى الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية.
* هل سيتم منح هؤلاء منحاً مالية أو عينية أم ماذا يقصد بهذا الصندوق؟
- ليس في نية الصندوق تقديم إعانات مالية مباشرة، وليس لهذا أنشىء الصندوق، فهناك جهات أخرى معنية بهذا الأمر، والصندوق الخيري لمعالجة الفقر يهتم بأمور غير تقليدية في التعامل مع الفقر والفقراء حيث لا يكون هناك مساعدات مالية وبالتالي السعي إلى حصر الفقراء القادرين على العمل، ونعمل وإياهم لإيجاد فرص عمل لهم، كذلك الأسر في البيوت سنسعى لأن تنتج في البيوت من خلال تأهيلها وتطوير جودة منتجاتها ودعمها لكي تكون قادرة على توفير مصدر رزق من خلال عملها في المنزل كما أن هناك برامج أخرى إن شاء الله ضمن برامج الصندوق الخيري لمعالجة الفقر جميعها تخدم الفقراء والمحتاجين في مختلف مناطق المملكة.
* ما دور رجال الأعمال والشركات في دعم الصندوق؟
- رجال الأعمال والشركات شريك قوي لإنجاح المشروعات الخيرية، وخاصة التي تهدف إلى تحسين وضع معيشة الفقراء، ومشروعات الصندوق الخيري لمعالجة الفقر ستحظى وبلاشك باهتمامهم ودعمهم لكونها ستكون سبباً بإذن الله تعالى في أن يعول الفقير نفسه ومن إنتاج عمل يده، سعياً لتحسين معيشته وكذلك الحد من ازدياد نسبة الفقر، وقد تم افتتاح رقم خاص بجمع التبرعات لدى شركات الراجحي برقم 3- 999-362 فرع العروبة بالرياض.
* ما دور جمعيات البر في مساندة مثل هذا الصندوق؟
- الجمعيات الخيرية والصندوق الخيري كل منها له أهداف تلتقي في مساعدة الفقراء والمحتاجين والتعاون مطلوب بالاستفادة من التجارب والمعلومات التي توفر الوقت وتحقق الهدف.
* سمعنا أن دور الصندوق هو تأهيل فقط ما صحة ذلك ولماذا؟
- دور الصندوق يتمثل بنقلة نوعية في توظيف التمويل المالي لمساعدة الأفراد والأسر الفقيرة وتهيئتهم لاعمال إنتاجية حسب قدراتهم واحتياجات بيئتهم، وتسويق منتجاتهم وفق برامج تدريب إنتاجية ذات جدوى وبإشراف فني مع تقديم المشورة التجارية والاجتماعية إلى أن يتمكن المستهدف من الاعتماد على نفسه بما يقدر عليه من عمل.
* هل ستقوم اللجنة بدراسة لإنشاء منازل وتحديد مكافآت لهؤلاء الفقراء؟
- سبق الإشارة إلى أن المختصين في الصندوق الخيري لمعالجة الفقر يدرسون حالياً المشروعات والبرامج التي تتناسب مع تحقيق الأهداف السامية من إنشائه كما أن الجهات الخيرية ذات الاختصاص بالإسكان تعمل لتحقيق ذلك.أما المخصصات والهبات والمكافآت فأثرها وقتي ولن تكون مثل المهنة في إيراد مبلغ لصاحبها يعينه بعد الله في الإنفاق على نفسه وعلى أسرته.
* هل من عليه ديون كثيرة يقوم الصندوق بالسداد عنه؟
- قلت ديون كثيرة وماذا بعد تسديد الديون، فالهدف من مشروعات الصندوق عند تنفيذها بأن يعتمد الفقير على نفسه وما تكسبه يمينه بما لا يجعله عرضة للاستدانة إن شاء الله.
* هل سيتم مساعدة الأرامل والمطلقات والعجزة ممن ليس لهم عوائد في الضمان الإجتماعي؟
- بالتأكيد، فهؤلاء من أهم الفئات المستهدفة بخدمات الصندوق وبخاصة برامج الأسر المنتجة، وتيسير استفادتم من الخدمات الرسمية والأهلية بالتواصل مع الجهات المختصة.
* لماذا لا يصدر عند انتهاء الدراسة عن الفقر كتاب يحتوي على جميع التعليمات والضوابط وفئات الفقراء والنسب بالمملكة؟
- الذي يمكنه النظر في هذا المقترح فريق العمل المكلف بالإستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر بحكم اختصاصه.
* هل سيقوم فريق العمل بزيارات المنازل وهل معكم متعاونون من أصحاب الخبرة والمشايخ والقبائل في المدن والقرى والهجر لتقديم المعلومات وتسهيل مهمة اللجنة ولتقصي الحقائق عن الفقراء بالمملكة المحتاجين فعلاً؟
- هذا أيضا من اختصاص فريق العمل المكلف بالإستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر وهم المعنيون بالإجابة عن هذا السؤال وعندما يكون ذلك من آليات عمل الصندوق في تنفيذ نشاطاته فسوف يتم اتخاذ الإجراء المناسب.
|