Wednesday 3rd March,200411479العددالاربعاء 12 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مشعر منى بين المشكلة والحل.. مشعر منى بين المشكلة والحل..
بقلم: الدكتور / بندر بن عبد الله بن تركي بن عبد العزيز آل سعود

إن مصابنا عظيم وفاجعتنا كبيرة في حجاج بيت الله الحرام الذين توفاهم الله على جسر الجمرات يوم الأحد 10 من ذي الحجة 1424هـ ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون)، ما كدت أنتهي من مطالعتي صحف ذلك اليوم بعد أن توقفت أمام تصريح وزير الحج لجريدة الجزيرة المعنون (خطة مدروسة لتفادي الازدحام خلال رمي الجمرات) الذي أسعدتني قراءته ودعوت الله عز وجل أن تكلل جميع الجهود المبذولة بالنجاح وأن يعود جميع الحجيج إلى بلادهم سالمين غانمين، وما هي إلا ساعات حتى أطل وزير الحج ومظاهر الحُزن تعلو محياه في مؤتمر صحفي ليعلن على الملأ وفاة 244 حاجا - زاد عددهم فيما بعد ووصل إلى 251 حاجاً وإصابة 244 آخرين في الساعات الأولى من صباح العاشر من ذي الحجة عند رمي جمرة العقبة، لقد تخيلت مدى الألم الذي تركه ذلك الخبر في نفوس المسلمين عامة ونفس مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد المعظم وسمو سيدي النائب الثاني خاصة، لقد آلمهم الحدث أيما ألم، لأن قيادة هذا البلد تستشعر عظم مسؤولية وحقوق ضيوف الرحمن، لذلك تُسخر الدولة جميع قطاعاتها لتعمل جاهدة لراحتهم وأمنهم وتيسير ما قدموا من أجله، بعدها مرت أمامي تصريحات سبق لي قراءتها تتضمن الاستعداد التام لأي طارئ وتساءلت لماذا يحدث ذلك وأخذت أبحث وأحلل وأجمع بيانات خلصت منها إلى أن المشكلة تتركز في سببين:
الأول: قلة الرقعة البيضاء نتيجة التوسع الأفقي مما أدى إلى عدم وجود طرق خدمات كافية تسهل تنقل فرق الطوارئ والإسعاف إلى مناطق الحدث بالسرعة المطلوبة لتقديم الإسعاف وإخلاء المصابين مضافا إليها ما تحتاجه الشاحنات الكبيرة المخصصة لتوزيع التموين الخيري من مواقف حتى تفرغ ما تحويه على الحجيج، ورغم تأكدنا من أن الجهات المنظمة لحركة الحجيج في تلك المنطقة لابد أن تكون قد شاهدت بداية الحدث من خلال نقاط المراقبة لكن الفرق المخصصة للتدخل لم تستطع الحركة والتوجه لموقع الحدث بسهولة في الوقت نفسه كان الجزء من الثانية يشكل زمنا قياسيا مهما.
والثاني: الافتقار إلى تنظيم عملية رمي الجمرات مما أدى إلى الازدحام والتسبب في هذه الخسائر من الأرواح الزكية المؤمنة الذين نحتسبهم إن شاء الله من الشهداء، فإذا ما علمنا أن المساحة الكلية لمشعر منى هي 5.670.000م2 تقريباً بسهولها وجبالها كما هو واضح في الخريطة الموضحة للحدود الشرعية لمشعر منى ومشروع الخيام المطورة مقام على أرض مساحتها 4.000.000م2 ضم عدد 43.151 خيمة شغلت مساحة قدرها 2.761.664م2 ويشغل كل خيمة تقريباً 12 فردا بمعنى أن الخيام صالحة لإسكان 517.812 حاج والجدول 1 يوضح حسابياً هذه البيانات:
نتج عن ذلك في الوقت الراهن:
1 - قلة الرقعة البيضاء في المشاعر.
2- ضعف الطاقة الاستيعابية لمشروع الخيام.
3 - ندرة وجود مواقف للسيارات.
4 - عرقلة حركة المرور بسبب تواجد الحجيج في الأماكن المخصصة للسيارات والحركة مما يصعب حركة السير وكذلك نقل المرضى بواسطة الإسعاف.
5 - عدم وجود أماكن للإخلاء الطبي (الجوي).
لاشك أن المشروع أدى ما عليه لفترة من الفترات ولكن بالزيادة المطردة في أعداد الحجيج بات من الصعب التوسع بطريقة أفقية، وإذا ما علمنا أن قيادة هذا البلد تتمنى أن يتمكن كل مسلم من أداء هذه الفريضة وهي لذلك تبذل الغالي والنفيس في سبيل راحة ضيوف الرحمن وشغلها الشاغل أمن وسلامة الحجيج فهي تخشى عليهم من الحريق تارة ومن الأمطار والسيول تارة أخرى ومن البرد الشديد أو الحر الشديد ولما لم يرد نصّ صريحً في الكتاب أو السنة يحرم به السكن في مبان متعددة الأدوار في منى مستشعرين قول رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم في تسهيله الأمور فما سأله أحد في حجته التي أخذنا عنه فيهامناسكنا - قوله الشريف افعل ولا حرج وهذا ما دعاني إلى طرح وجهة نظري لمعالجة ما نعانيه من مشاكل بحل دائم يضمن للحجيج ولسنوات مقبلة طويلة عدم مواجهتهم أي مشاكل بإذن الله تعالى آخذين بعين الاعتبار أن أعدادا أخرى غير الحجيج متواجدون في المشاعر بغرض أداء خدمات لهم يشغلون حيزاً أيضاً، عليه أقدم رأيي فيما يأتي:
أولاً: قلة الرقعة البيضاء وضرورة زيادتها مع ضرورة زيادة إسكان أكبر قدر من الحجيج.
أصبحت الحاجة ملحة في التوسع رأسياً في مساكن الحجيج ولكي يتم ذلك يجب فك الخيام المطورة ونقلها إلى عرفات وتركيبها هناك وبهذا تكون منطقة المشاعر مكتملة المنظومة متوفراً فيها جميع سبل الراحة، ومن ثم يتم إنشاء مبان في منطقة منى متعددة الأدوار هيكلها حديدي وجدرانها من الخرسانة سابقة التجهيز محققة بذلك سرعة البناء ومتانته وتناسق شكله ليضم المبنى في دوره الأرضي المفتوح خدمات عدة بحيث يجهز جزء منه مواقف سيارات وجزء عيادات طبية وآخر دورات مياه مساندة، وأدوار متكررة وعددها عشرة، يحوي كل دور منها ثماني وحدات سكنية الواحدة عبارة عن غرفة كبيرة بمساحة 64م2 يشغلها عدد 14 فردا لكل واحد منهم رف لتخزين أمتعته فوق رأسه، كما يسخر لخدمتهم 3 دورات مياه و3 أماكن استحمام و6 مواضئ، ويتوسط الوحدات السكنية في الدور الواحد صالة خدمات بعرض 4 أمتار يمكن استخدامها في حالة الصلاة جماعة، متصلة في نهايتها بمخرج طوارئ، كما يعد في أعلى سطح المبنى مهابط للطائرات العمودية وبهذا يمكننا إسكان عدد 1120 حاجا فوق مساحة أرض 924م2 كما بالرسم:
وإذا كان الهدف إسكان أربعة أضعاف المستفيدين من السكن بمشروع الخيام أي إسكان 2.071.248 حاجا فإننا نحتاج إلى 1.849 مبنى تشيد على مساحة 1.708.780م2 ويوضح ذلك الجدول رقم 2:
وبهذا تتحقق لنا أهداف رئيسية:
- السيطرة على تقلبات المناخ حرارة كانت أم برودة أم أمطارا أم طوارئ الحريق والأمراض.
- زيادة عدد الساكنين في مشعر منى من نسبة 20.71% إلى 82.85%.
- زيادة الرقعة البيضاء للمسارات لتصبح 3.961.220م2 بنسبة 57.28% من المساحة الكلية لمنى مما سوف يساعد على سهولة حركة المشاة والمواصلات.
- تقليل عدد الحجيج المتواجدين في الطرقات نتيجة بقائهم في وحداتهم السكنية والتمتع بالراحة والتأمل في المنظر العام من خلال النوافذ ومنظر بانوراما.
- طول صلاحية استخدام المباني ولمدة 50 عاما مقارنة بالعمر الافتراضي للخيام.
- تجميع المياه المستخدمة والتي تقدر بحوالي مليار وخمسمائة مليون لتر ومن ثم معالجتها وإعادة استخدامها في تشجير منطقة منى أو ضخها إلى عرفات لسقاية ما هو موجود بها من أشجار يقرد عددها بحوالي 280.000 شجرة حيث تكفي هذه المياه لري تلك الأشجار لمدة 272 يوما.
- وهناك نتائج إيجابية كثيرة سوف نحصل عليها جراء تشييد المباني كما هو في جدول 3.
ثانياً: تنظيم عملية رمي الجمرات ويجب عمل التالي:
- تحديد مكان واحد للدخول للجمرات من الشرق إلى الغرب.
- قسم منطقة الجمرات بقاطع خرساني من المنتصف إلى قسمين بغرض ضبط مساحة الحدث وإحكام السيطرة وإنشاء مواقع إخلاء وعناية جوار الشاخص (وهي المنطقة الحرجة) في الطابق السفلي والعلوي على السواء كما في الرسم.
رمي الجمرات بمنى
- تركيب إشارات مرورية ضوئية كبيرة على مدخلي الجمرات توصل بعداد إليكتروني يبدأ العدد تنازليا حتى الرقم صفر ثم يضيء الضوء الأخضر سامحاً بمرور عدد من الحجيج ومن ثم يعود الضوء الأحمر للظهور ليتوقف باقي الحجيج مفسحين بذلك لمن سبقوهم فرصة السير مسافة تكون هي المدى الفاصل بين كل مرحلة، مع إمكانية ضبط المدة الزمنية حسب الحاجة، كما يتم تركيب شاشات تلفزيونية كبيرة يستطيع الحاج من خلالها رؤية ما يحدث عند الرمي لكي يعي ما هو مقدم عليه كما يمكن أن يبث من خلالها توجيهات دينية وأمنية تنعكس إيجاباً لشد انتباه الحجيج والترويح عنهم.
- تقسيم المنطقة إلى مربعات بحيث تنشأ نقاط مراقبة علوية متقدمة متصلة بالعمليات يأتمر بها مفرزة من قوات الأمن للتدخل وقت الحاجة بحيث يكون لكل مربع في كل جانب عدد 500 رجل أمن.
- نشر رجال أمن (مدربين ومفرغين لهذه المهمة فقط) على طول مساري الجمرات بشكل متناثر لكي يمنعوا هرولة الحجيج عند حصولهم على الضوء الأخضر بالمسير لرمي الجمرة متيحين بذلك للحجيج الذين سبق أن عبروا تلك المنطقة الانتهاء من الرمي ومغادرتهم المنطقة للأخرى.
- تركيب مسارات (علوية بارتفاع مترين عن الأرض معلقة بسقف الجسر) بغرض تمكين رجال الأمن من مراقبة حركة الحجيج والتحرك بسرعة لموقع الحدث ونقل المصابين إلى منطقة الإخلاء جوار الشاخص وإسعافهم بأسرع وقت، كما في الرسم.
إن رأيي قد يكون صواباً يحتمل الخطأ ورأي الآخرين قد يكون خطأ يحتمل الصواب، أرجو أن أكون قد وفقت فيما خلصت إليه فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي، والله من وراء القصد.

فاكس: 026695533
e-mail *****
جدول رقم 1
عدد الحجاج المتوقعين 2.500.000 حاج
المساحة الكلية لمنى 5.670.000 م2
مساحة مشروع الخيام 4.000.000 م2 70.55% من المساحة الكلية لمنى
الباقي من المساحة الكلية 1.670.000 م2 29.45% من المساحة الكلية لمنى
عدد الخيام 43.151 خيمة
مساحة الخيمة الواحدة 64 م2
عدد شاغلي الخيمة الواحدة 12 فردا
48.71% من المساحة الكلية لمنى
المساحة المشيدة عليها الخيام 2.761.664 م2
69.04% من مساحة مشروع الخيام
21.84% من المساحة الكلية لمنى
المساحة الباقية للخدمات والمرتفعات 1.238.336 م2
والمناطق غير الصالحة للسكن 30.96% من مساحة مشروع الخيام
عدد الساكنين في مشروع الخيام 517.812 حاج 20.71% من عدد الحجاج المتوقعين
******
جدول رقم - 2
عدد ساكني المباني 4 أضعاف ساكني
مشروع الخيام 2.071.248حاج 82.85% من عدد الحجاج المتوقعين
30.14% من المساحة الكلية لمنى
المساحة التي تشيد عليها المباني 1.708.780م2
42.72% من مساحة مشروع الخيام
40.41% من المساحة الكلية لمنى
المساحة الباقية للخدمات والمرتفعات 2.291.220م2
والمناطق غير الصالحة للسكن 57.28% من مساحة مشروع الخيام
******
جدول رقم 3
عدد مواقف سيارات 56.959 موقف سيارة
عدد مهابط طائرات 1.849 مهبط طائرة هليوكبتر
أماكن للصلاة 18.493 مصلى
أماكن للطبخ 616 مطبخا
عيادة صحية 616 يشغلها أطباء البعثات الطبية المرافقة للحجاج
دورات مياه للعابرين 1.849 دورة
عدد دورات مياه للساكنين 443.839 دورة
عدد أماكن استحمام للساكنين 443.839 مغتسلا
عدد أماكن الوضوء للساكنين 887.678 حوض وضوء
ارفف تخرين ثياب للساكنين 2.071.248 رفا
عدد المتاجر 3.699 متجرا
عدد أماكن تجميع نفايات 1.849 مجمع نفايات
كمية النفايات المجمعة في المباني 33.140 طنا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved