Wednesday 3rd March,200411479العددالاربعاء 12 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
ثوب الإصلاح الغربي 1 - 2
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ولأن الموس وصل للحلق.. جاء التحرك العربي مكثفاً، ومتوافقاً مع المتوقع من الأخطار إلا أنه جاء أيضاً انفعالياً، وحتى الآن غير جماعي.
فبعد الهبّة الغربية المتمثلة في تقديم عدة مبادرات لإصلاح الشرق الأوسط الكبير، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا الإتحادية والدنمارك والحلف الأطلنطي، ولما تضمنته هذه المبادرات الغربية من بنود (مريبة) و(فوقية) وحسب ما وصل إلى الإدارات السياسية في الحكومات العربية حصل الهلع.. وبدأ التحرك لاستيعاب ما يريد الآخرون فرضه من تغيير على المنطقة العربية والتي تريد المبادرات الغربية بداية تغييب الخصوصية والهوية العربية من خلال العنوان الذي طرحت المبادرات تحت عنوانه المريب (الشرق الأوسط الكبير)؛ إذ إن تغييب أو تجاهل مسمى المنطقة العربية واستبداله بمسمى الشرق الأوسط الكبير أو (الصغير)، يثير تخوفاً لدى المواطنين العرب جماهير وحكاما.
ثم إن المبادرت الغربية الأربعة التي ورغم أسلوب طرحها وإعلانها لم يكن موفقاً بل ولا حتى لائقاً؛ لأن من طرحوا تلك المبادرات لم يسلكوا الطرق والأساليب المعتادة في مثل هذه المبادرات، والخطوات التي تقود إلى تغييرات جذرية فالذين تقدموا لهذه المبادرات لم يجروا أي مشاورات أو اتصالات مع المعنيين بالدول العربية، فلم تكن الحكومات العربية، ولا المؤسسات المدنية بل وحتى الأحزاب والأشخاص المؤيدون للفكر الغربي والأمريكي بالذات فوجئوا بالمبادرات الغربية واحدة تلوالأخرى ولم يعرفوا بها إلا من خلال تصريحات بوش، وكولن باول، والمستشار الألماني، وهذا يتعارض (شكلياً) مع أسلوب طرح المبادرات، اذا كان أصحابها فعلاً ينوون الخير للمنطقة..!!
أما من حيث المقارنة، فإن أصحاب المبادرات لم يوضحوا كيف سيتم مناقشة هذه المبادرات..؟ فهل يعقد مؤتمر دولي (لغرض الإصلاحات في الشرق الأوسط الكبير).. أم تطلق المبادرات لينشغل بها العرب..؟!!
وأخيراً مضمون هذه المبادرات.. فهل يتوقع أصحاب المبادرات أن العرب يكفيهم سماع وطرح الشعارات..؟! فتحقيق الديمقراطية والمشاركة السياسية.. وحقوق الإنسان.. وحقوق المرأة لم تعد كلمات تطلق وتفرض لتنفذ، ولذلك فإن مضامين المبادرات الغربية صيغت وفق الأساليب الثورية العربية (شعارات للتبشير بالإصلاح والتغيير) وفق منظور غربي لواقع عربي ومسلم دون اعتبار للفوارق أوالتلاقي..!!
أمام هذه التناقضات في الشكل والمقاربة والمضمون ولخطورة ما يريد الغرب فرضه على العرب من خلال ما يريدون تفصيله لثوب (الشرق الأوسط الكبير) يأتي التحرك العربي والذي سنناقشه غداً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved