* موسكو-سعيد طانيوس:
عاجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته بالضربة القاضية والمفاجئة في آن معا,لأنه قصد من إقالتها دون أي سابق إنذار إحداث صدمة سياسية في البلاد يمتد تأثيرها إلى الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 14 آذار - مارس القادم, أكثر مما هدف إلى الاطاحة بحكومة هي الأطول عمراً في روسيا الجديدة, أو الاطاحة برئيسها ميخائيل كاسيانوف الذي عمل كظل سياسي لبوتين طوال السنوات الأربع التي أولاه هو نفسه مسؤولية قيادة الحكومة فيها ورفعه من مصاف الصف السياسي الثاني إلى المصاف الأول, على الرغم من ارتباطات كاسيانوف الوثيقة والمعروفة برجال الاوليغارشية في البلاد, وعلى رأسهم خصم الكرملين الأول المتمول اليهودي بوريس بيريزوفسكي وقرينه الرئيس السابق لشركة (يوكوس) النفطية العملاقة ميخائيل خودوركوفسكي.
اقتبس بوتين بنجابة أسلوب العلاج بالصدمات عن سلفه وولي نعمته السياسية, بوريس يلتسين, فكما فاجأ هذا الأخير بلاده والعالم بالكثير من المفاجآت السياسية التي لم يكن أولاها إقالة حكوماته المتعاقبة دون أي سابق انذار وتعيين اليهودي بيريزوفسكي نائباً لرئيس مجلس الأمن الروسي, ولا آخرها إعلان استقالته صبيحة آخر يوم من العام 2000, كذلك فعل بوتين بإقدامه يوم الثلاثاء الماضي على إقالة حكومة كاسيانوف على نحو مفاجئ تماما صدم أقرب المقربين له وعفد ألسنتهم. فهول الصدمة بدا واضحاً حتى على أقرب مساعدي بوتين, لدرجة أن وزير الدفاع سرغي ايفانوف الذي يعتبر الساعد الأيمن للرئيس الروسي امتنع بشكل مطلق وخلافاً لعادته عن التعليق على الاقالة, وقال رداً على سؤالنا له عن رأيه بهذه الخطوة السياسية (أنا مثلكم سمعت الخبر من الاذاعات ولا أعرف خلفياته كي أعلق عليه!).
|
