Wednesday 3rd March,200411479العددالاربعاء 12 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مع تنامي صعود التيار المحافظ للسيطرة على السلطة في إيران مع تنامي صعود التيار المحافظ للسيطرة على السلطة في إيران
هل تعود العلاقات المصرية الإيرانية إلى التوتر من جديد؟!

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
القت التطورات السياسية الاخيرة في إيران بظلالها على الشارع السياسي المصري الذي لازالت تدور فيه التساؤلات حول مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية بعد صعود التيار المحافظ المتشدد في إيران والذي اكتسح الانتخابات البرلمانية الاخيرة وتراجع التيار الإصلاحي الذي قاد في الفترة الاخيرة سياسة جديدة لاعادة تطبيع العلاقات مع مصر.
ولم تخل هذه التساؤلات من بعض مشاعر القلق على مستقبل هذه العلاقات في ظل تنامي صعود التيار المتشدد في إيران للسيطرة على مقاليد السلطة والامور في البلاد وكان هذا التيار سببا رئيسيا من قبل في تأزم العلاقات مع مصر على مدى ما يقرب من 25 عاما وكانت هذه العلاقات قد شهدت تطورا كبيرا خلال الاشهر الاخيرة منذ أن تم اللقاء التاريخي بين مبارك وخاتمي في جنيف في ديسمبر الماضي إلا ان الخلافات المتصاعدة بين الاصلاحيين والمحافظين في إيران حالت دون اتمام مسيرة عودة هذه العلاقات.
وكان الرئيس مبارك قد عبر عن المخاوف المصرية من عرقلة المحافظين في إيران لجهود اعادة العلاقات بين البلدين خلال لقاء له مع المثقفين المصريين اواخر يناير الماضي قائلا ان المحافظين لم يهيئوا مناخا مواتيا لعودة العلاقات الدبلوماسية واكد أنه رغم التقدم الذي حدث في مشكلة الشارع المسمى باسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات بعدما قبلت بلدية طهران تغيير اسمه الا ان المحافظين حافظوا على صورة الاسلامبولي وقال البعض انهم سيضعون تمثالا الامر الذي لا يهيئ مناخا مواتيا لعودة العلاقات الدبلوماسية برغم الاتصالات مع الرئيس خاتمي.
وكانت الآمال معلقة على مشاركة الرئيس المصري في قمة مجموعة الثماني الإسلامية التي عقدت في طهران 17-18 فبراير للقاء خاتمي للمرة الثانية على هامش القمة واصدار بيان مشترك حول عودة العلاقات بين البلدين الا ان القاهرة اعلنت ان مبارك لن يشارك في القمة وان المشاركة المصرية ستقتصر على وفد رفيع المستوى واشار المراقبون إلى ان استياء الجانب المصري من عدم اسراع السلطات الإيرانية في ازالة جدارية خالد الاسلامبولي اثر تغيير اسم الشارع الذي يحتله في طهران إلى شارع الانتفاضة ادى إلى الغاء هذه الزيارة وعلق الجانب الإيراني على عدم مشاركة مبارك في القمة باعلان وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي ان العلاقات مع مصر في مرحلة اعادة البناء وتحتاج إلى الوقت.
جدل العلاقة بين الإصلاحيين والمحافظين
يقول المراقبون ان الاصلاحيين يحرصون على اعادة العلاقات المقطوعة مع مصر منذ سنوات طويلة في اطار السياسة الجديدة للانفتاح على العالم التي يقودها الرئيس خاتمي إلا ان القاهرة طلبت تنفيذ إيران اولا قرارا بازالة الجدارية الضخمة التى تحمل اسم صورة خالد الاسلامبولي قاتل السادات الا ان المحافظين اصروا على بقاء الجدارية رغم موافقة بلدية طهران على ازالتها وأدى الجدل المحتدم منذ سنوات بين التيار الليبرالي والاصلاحي في مواجهة تيار المحافظين المتشدد إلى احباط اول زيارة من نوعها لرئيس مصري لإيران منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
واكد المراقبون ان استمرار الخلافات بين التيارين الاصلاحي والمحافظ في إيران على اهمية عودة العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة قد حال حتى الان دون الاعلان رسميا عن اتفاق الجانبين المصري والإيراني منذ سنوات على عودة هذه العلاقات وفتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي والاقليمي بينهما وذلك بسبب معارضة التيار المتشدد لعودة هذه العلاقات.
وكانت القاهرة قد رفضت ان تكون جزءا من الصراع المحتدم بين التيارين الاصلاحي والمتشدد في إيران وقال مسؤولون مصريون ان مسألة العلاقات يجب الا تكون مثار جدل في الاوساط الإيرانية مشيرين إلى ان الجانب المصري ليس طرفا في الصراع الدائر بين اجنحة الحكم والسلطة في إيران واكدوا ان الجانب الإيراني ضيع فرصة تاريخية لاحداث نقله نوعية ومتميزة في العلاقات مع مصر لكن بعض المسؤولين اشاروا إلى ان القاهرة ليست في عجلة لتطبيع العلاقات مع طهران.
وتعليقا على الخلاف الدائر في إيران حول اهمية عودة العلاقات مع مصر اكد المراقبون ان هذا الامر كان مرهونا بتحقيق التيار الاصلاحي بزعامة خاتمي الفوز بغالبية المقاعد في البرلمان الا ان فوز المحافظين بهذه الاغلبية جعل البعض يقرون بتزايد الصعوبات والعقبات في طريق عودة العلاقات رغم بقاء خاتمي في السلطة ورغبته في التطبيع مع مصر.
ويقول المراقبون ان سيطرة المحافظين على مقاليد الأمور في إيران سيكون له تداعيات إقليمية وانعكاسات على سياسة إيران الخارجية في ظل حساسية المحافظين تجاه حدوث تغير كبير في هذه السياسة وتجاه مسالة الانفتاح وهو ما سيؤثر بدوره على مسالة عودة العلاقات مع مصر ويرى المراقبون ان عدم ثقة النخبة المحافظة في إيران في الإصلاحيين دفعهم إلى عرقلة عملية اعادة العلاقات مع مصر وان التيار المتشدد في إيران مازال قادرا على احباط جهود اعادة العلاقات وان عودته لرأس السلطة في إيران ربما يبقي العلاقات مع مصر مقطوعة إلى اجل غير مسمى.
ولازالت هناك بعض الامور التى ترغب القاهرة في حسمها قبل عودة العلاقات ومن الصعب ان يتم حسمها في ظل سيطرة المحافظين خاصة ما يتعلق منها بالجانب الامني والتعاون في مكافحة الارهاب وتسليم مطلوبين مصريين في إيران إلى السلطات المصرية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved