* القاهرة - مكتب الجزيرة - سناء عبد العظيم:
يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم على المستوى الوزاري اليوم الاربعاء بالقاهرة وذلك عقب انتهاء اجتماعاتهم الاستثنائية التي ركزت على مناقشة تطوير منظومة العمل العربي المشترك.
يناقش الوزراء عدداً من القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الاعمال وفي مقدمتها قضية فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي وذلك ضمن 14 بنداً تتعلق كلها بالشؤون السياسية.
وبصدد الموقف من الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية اكد مشروع المجلس الوزاري التمسك بمبادرة السلام التي أطلقتها الجامعة العربية في قمة بيروت مشددة على ضرورة العمل على إحياء عملية السلام في المنطقة من خلال اللجنة الرباعية وخطة خارطة الطريق.
وحذر مشروع قرار المجلس الوزاري من الآثار الخطيرة المترتبة على إقامة اسرائيل لجدار الفصل العنصري واعتباره اجراء غيرشرعي يستهدف افشال الحل السلمي للقضية الفلسطينية ويؤدي الى قضم وابتلاع الاراضي الفلسطينية وقطع التواصل بين المدن والقرى ونهب مصادر المياه وعرقلة حركة البضائع والافراد مما يؤدي عمليا الى القضاء على امكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما دان مشروع القرار اي اجراءات احادية تتخذها اسرائيل لفرض الامر الواقع ورسم الحدود خلاف لقرارات الشرعية الدولية ودون تفاوض مع الطرف الفلسطيني وتنبيه المجتمع الدولي الى خطورة اتخاذ خطوات تضفي شرعية على هذه الاجراءات.
وبشأن التضامن مع لبنان دان الوزراء بشدة اسرائيل لاستمرارها في احتلال الأراضي اللبنانية (مواقع على الحدود) واستمرار اعتقال لبنانين في سجونها ولعدم تسليمها الامم المتحدة الخرائط لمواقع الالغام التى زرعتها قواتها المحتلة
وبصدد احتلال ايران للجزر الاماراتية العربية الثلاث جدد المجلس تأكيده على سيادة دولة الامارات العربية على جذرها الثلاث طنب الكبرى والصغرى وابو موسى وتأييد كل الاجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الامارات لاستعادة سيادتها على قرارها ودان المجلس قيام الحكومة الايرانية ببناء منشآت سكنية لتوطين الايرانين في هذه الجزر وكذا المناورات العسكرية الايرانية التي تشمل هذه الجزر.
وبصدد دعم السلام والتنمية والوحدة في السودان اكد المجلس الوزاري في دورته 121 تضامنه مع السودان والحرص على وحدته والحفاظ على سيادته وسلامته الاقليمية كما اكد تصميم الدول الاعضاء على تقديم الدعم السياسي للسودان لدفع عملية السلام في اطار الحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية والاقليمية وحث الوزراء الدول الاعضاء بالجامعة العربية على تقديم مساهماته المالية إلى الصندوق العربي.
وبشأن دعم الصومال اكد الوزراء على وحدة وسيادة جمهورية الصومال ودعا الفصائل الصومالية كافة الى وضع مصلحة بلادهم فوق الاعتبار والالتزام باتفاق وقف اطلاق النار ودعم عملية المصالحة الوطنية في كينا والاسراع في التوصل الى تسوية سياسية للأزمة الصومالية تحفظ وحدة البلاد وتمكن الصوماليين من الشروع في اعادة بناء اعمار الصومال.
وناشد المجلس الوزاري المنظمات الدولية والاقليمية المعنيه بالازمة الصومالية للتعاون مع الامانة العامة الى وضع برنامج عاجل لنزع اسلحة الميليشات وإعادة دمج افرادها في مؤسسات المجتمع والدولة.
وحول الارهاب الدولي وسبل مكافحته اكد المجلس مجدداً على الموقف العربي بإدانة الارهاب ومكافحة اشكاله وصوره وايا كانت دوافعه ومبرراته مع التمييز بين الارهاب والحق المشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال والعدوان الاجنبي.
ودان المجلس التفجيرات الارهابية التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية والعمل من اجل تفعيل احكام الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب في مجال التعاون القضائي والامني وادانة ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بالاضافة إلى رفض إلصاق تهمة الارهاب بالعرب والمسلمين والتأكيد على المبادئ السمحة التي يدعو اليها الاسلام ونبذه لكل اشكال الارهاب.
وبشأن الحوار العربي الاوروبي اعرب وزراء الخارجية العرب عن تقديرهم للمواقف الاوروبية التي تضمنتها بيانات قمة الاتحاد الاوروبي حول تطوير العلاقات مع العالم العربي وبخاصة دعوتها المفوضية الاوروبية والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية الموحدة للاتحاد لبلورة خطة عمل تفصيلية لتطوير العلاقات العربية الاوروبية.
وقد توصل وزراء الخارجية العرب خلال مناقشاتهم التي جرت على مدى اليومين الماضيين الى دمج المبادرة الثلاثية المقدمة من المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا مع المبادرات العربية الاخرى بحيث تتضمن عدداً من النقاط يتم بلورتها في مبادرة واحدة تعبر عن الرؤية العربية لعملية تطوير منظومة العمل العربي تمهيداً لرفعها الى القمة العربية في تونس.
وقد تم إعداد ورقة من قبل الوزراء بهذه المبادرات معتمدة على المبادرة الثلاثية وتم إقرار هذه الورقة من قبل الوزراء وسترفع الورقة في صيغتها النهائية الى اجتماع القمة العربية على ان تتضمن الورقة مبادئ أساسية على ان يجري مناقشاتها مرة اخرى خلال الاجتماع الوزاري الذي يسبق انعقاد القمة في تونس.
من جهته أكد وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان المناقشات جرت في جو هادئ وتجمعنا لرغبة مشتركة في التوصل إلى اتفاق لطرحه على الملوك والرؤساء في قمة تونس.
وقال اننا جميعا نريد الوصول إلى موقف موحد وسنصل إلى هذا الموقف الموحد الذي يؤكد ان الامة تقف جميعها معا لمواجهة التحديات التي تتمثل من ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك ضمانا لمستقبل الامة وتحقيق السلام.
واضاف ان النقاش لا يزال مفتوحاً بروح الاتفاق وليس هناك تحفظات ولكن هناك مقترحات مقدمة.
ونفى ماهر ان يتم اعلان الوثيقة النهائية وقال ان ما سيطرح على الصحفيين بيان ختامي فقط ولكن الوثيقة لن تقدم للصحافيين قبل ان تعرض على القادة والملوك العرب.
مضيفاً ان ما سيخرج هذا الاجتماع وثيقة واحدة موحدة تمثل الجميع وتعبر عن الجميع.
وقال نحن لدينا امل في الوصول إلى ورقة ترفع للحلول وهذه رغبة الجميع نافيا ان تكون هناك مبادرة تريد ان تفرض نفسها على المبادرات الاخرى. ومن ناحيته قال رئيس الدائرة السياسية الفلسطينية فاروق قدومي انه قد تم دمج كل المباردات لاصلاح الجامعة مع المبادرة الثلاثية ووضعت مبادئ عامة وتم إعداد ورقة بها هذه المبادئ تعتمد عليها هذه الإصلاحات واقرت الورقة من قبل الوزراء وانه سيتم وضع التوصية النهائية التي سترفع للقادة العرب وستطرح على اجتماع اخر قبل القمة.
ووصف قدومي مشروع التطوير بأنه ناجح وهناك حرص على نجاحه من قبل الوزراء وهناك التزام وحرص ومصداقية على تحقيق الإصلاح.
|