Wednesday 3rd March,200411479العددالاربعاء 12 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
إرهاب ضد رفاقهم!!
هدى بنت فهد المعجل

احترتُ في الطريقة المجدية المؤثرة لصياغة ما أنا بصدد الكتابة عنه الآن..!!
فكل الطرق وعرة..!!
وكل المسالك خطرة..!!
ولا بدَّ من جرأة وتنازلات ومحاولات مستميتة بهدف الوصول.. أو على الأقل ترك أثر يُلمس على المدى البعيد.. لأننا حالياً لا نؤسِّس ل(اللحظة الآنية)، ولطفل اليوم.. بل لأعوام مقبلة، ولأجيال قادمة نحرص ألاَّ يقعوا في ذات الحفرة التي وقع فيها هؤلاء المارقون عن جادة الصواب، والرافضون للرأي السديد والمنطق السليم إلى أن وصل بهم الحال لمرحلة أصبحوا لا يدركون حجم الجرم الذي اقترفوه ويقترفونه في حق أنفسهم وصحبهم وأسرهم وبشر لا ذنب لهم فيما حل بهم من دمار وويل وهلاك.
لم يدركوا حتى الآن مقدار الجرم الذي اقترفوه في حق صحبهم حينما ضللوا بهم وجرفوهم نحو التيار وضده، ثم تركوهم يتجرعون ويلات الألم ويتأملونهم بقلب قاسٍ وضمير متوفًّى..!!
وإلاَّ بماذا نبرِّر ما حلَّ بالمطلوب (عامر الشهري) من إهمال من قِبَل رفاقه وصحبه في الإرهاب وزعزعة الأمن.!!
لقد انفردت صحيفة (الجزيرة) بنشر صورة جثة (الشهري) بعد أن استُخرجت من ذات الحفرة التي دُفن بها وقد تعفَّن جسده من جراء إهمالهم له وتركه دون إيصاله إلى مستشفى كان بالإمكان -بعد مشيئة الله- أن يساهم في شفائه من الجروح التي نالت جسده.
وأنا أحترم وجهة نظر مَن لا يرى ضرورة لنشر الصحيفة لصورة جثمان (عامر الشهري) بعد أن تقدَّد الجلد، وتحللت الأنسجة، وتعرَّت الجمجمة، وغابت الملامح.. لكن للصحيفة رؤية خاصة تخدم الوطن والمواطن عند نشرها.. ولا بد أن أهله وأسرته سيدركون الشيء نفسه ويقدرونه.. أمام عدم تقدير مَن وصلوا (بالشهري) إلى هذا الوضع المؤلم.
فالمشرف على مركز الطب الشرعي الدكتور (سعيد الغامدي) ذكر أن العامل المساعد في سرعة تحلُّل جثة (الشهري) عن المعدل الطبيعي هو تسمُّم الجرح قبل الوفاة بالبكتيريا والجراثيم بفعل الإهمال والأدوية البدائية التي لم تُفِد في دفع التسمم.. فهل كانت النية مبيَّتة لإزهاق روحه وإنهاء أجله لكي لا يتسبب في وصول السلطات إليهم والاستدلال على مكانهم؟!
ماذا لو سلَّموه لذويه ليتولَّوا مهمة علاجه؟!
أليس تصرُّفهم المشين ضد (عامر الشهري) دليلاً على سوء نواياهم، وأن لا أساس لهم يقفون عليه، ولا شرع يحتكمون إليه، ولا مرجع يوجههم؟!
اليهود يهبون لنجدة بعضهم حينما تشتد الأزمات، وتضطرب أمور أحدهم.. فكيف بمَن وصلوا بعامر الشهري إلى هذه المرحلة من الاستهانة به، والإهمال له في حياته، وبعد مماته؟!
من أذنوا لأنفسهم بهكذا تصرف حيال مسلم أشد العقوبات لن تطهرهم من براثن الجرم والقسوة وموت الضمير وتبلُّد الإحساس.
صورة المطلوب الميت الشهري وهي متحللة تستفز قلب مَن لا قلب له حياً فكيف بقلوب المسلمين؟!
كيف بقلوب مَن يدَّعون أنهم على حق في إرهابهم، وتكفيرهم، وزعزعتهم للأمن؟!

فاكس: 8435344-03
ص.ب 10919 - الدمام 31443


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved