Tuesday 2nd March,200411478العددالثلاثاء 11 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

(الاستشارة الطبية قبل الحمل) مازالت أمراً غريباً في المجتمع الشرقي!! (الاستشارة الطبية قبل الحمل) مازالت أمراً غريباً في المجتمع الشرقي!!
يستفاد منها في التدخل الجراحي المبكر للحمل واكتشاف الأمراض الوراثية!!

الاستشارة الطبية قبل الحمل لماذا؟.. وكيف؟
إن أخذ المشورة الطبية قبل حدوث الحمل يعد أمراً غريباً وحديثاً على مجتمعنا الشرقي وقد يبدو السبب وراءه غير واضح لدى الكثيرين.. ولكننا هنا نؤكد على أهمية أن تزور كل سيدة ترغب في الإنجاب طبيبة أمراض النساء والتوليد لتطلب منها النصح والمشورة الطبية حول العديد من المواضيع المتعلقة بفترة الحمل.
إن المشورة الطبية قبل الحمل تهتم أساساً بإمكانية تحديد السيدات اللواتي قد يستفدن من التدخل الطبي المبكر بالعلاج في حالة حملهن، كما في حالات المصابة بداء السكري أو بارتفاع في ضغط الدم أو بعض الأمراض الوراثية لأنه من المعروف أن مرحلة تكوين أعضاء الجنين تبدأ بعد (17) يوم من حدوث الإخصاب ومن المهام في هذه الفترة المبكرة جداً من عمر الجنين توفير كل الظروف البيئية الملائمة حوله حتى ينمو نمو طبيعياً.. أيضاً تهتم الطبيبة في هذه المرحلة بتوضيح وتعليم السيدة الراغبة في الحمل مزايا تنظيم النسل وطرقه المختلفة، كيفية صنع حدوث بعض أنواع التشوهات الخلقية للجنين والمضاعفات التي قد تنتج عن الحمل وذلك من خلال المناقشة المستفيضة مع كل من الزوج والزوجة معاً وعمل جلسة مشورة أو عدة جلسات إذا استلزم الأمر.
ويمكننا أن نوجز الأسس والمحاور التي تعتمد عليها الطبيبة في الحوار وعمل المشورة مع أم المستقبل في الأتي:
1- التاريخ الصحي الإنجابي للسيدة:
ومن خلاله تتمكن الطبيبة من معرفة وتشخيص أي مشاكل تناسلية سواء كانت تشوهات خلقية بالرحم أمراض صناعية، أوعدوى مرضية قد ينتج عنها تكرار حالات الإجهاض مثلاً، كما أنه عن طريق معرفة التاريخ الصحي ومناقشتها فيه يمكننا أن نكشف مخاوفها واهتماماتها ونجيبها على كل التساؤلات القلقة حول الحمل وكيفية حدوثه وأعراضه وما إلى ذلك.
2- التاريخ الصحي للأسرة:
وذلك حتى نتمكن من تفادي حدوث مخاطر انتقال بعض الأمراض الوراثية من خلال عمل مسح طبي لاكتشاف من يحمل جينات بعض الأمراض الوراثية والتي قد تنتقل للجنين ومن ثم يجب أن تعلم بها السيدة وزوجها قبل حدوث الحمل.
مثال ذلك أمراض thalassemia - beta @ alpha أنيميا الدم المنجلية، داء الكيس الليفي (cystic fibrosis) والبله المغولي أو (متلازمة داون).. وعند اكتشاف أي من هذه الأمراض يمكن للمرأة الراغبة في الحمل أن تبدأ في عمل الترتيبات اللازمة والتحضير لبعض الفحوصات التشخيصية التي قد نضطر إليها في فترة الحمل كأخذ عينات من السائل الاسنيوس أو الاستعانة بوسائل المساعدة الإنجابية الحديثة (assisted reproductive technology) وذلك لتفادي حدوث إنجاب طفل مصاب بهذه الأمراض.
3- الفحص الطبي الشامل:
من خلاله تخضع السيدة لفحص طبي شامل يتحدد من خلاله أي مخاطر محتمل حدوثها للأم والجنين في حالة إصابة بآلام تدعى الأمراض الخطيرة، مثال مرض الارتفاع المبدئي في ضغط الشريان الرئوي (primary pulmonary hypertension ).
4- مسح خاص بالأمراض المعدية:
خاصة تلك التي قد تؤثر على صحة الجنين وتكوينه كمرض الحصبة الألمانية (rubella) الالتهاب الكبدي الفيروس الدرن أو التوكسوبلازما مع بحث إمكانية إعطاء الطعومات اللازمة للسيدة أو العلاج منها قبل حدوث الحمل.
5- تحديد ما إذا كانت السيدة تتناول بعض الأدوية التي من شأنها الإضرار بالجنين كبعض الأدوية الخاصة بعلاج حب الشباب والمحتوية على مادة (isotretinoin) أدوية سيولة الدم warfarin وأخرى تعالج حالات التشنجاب لمرضى نوبات الصرع.
6- التقييم الغذائي:
وذلك عن طريق قياس وزن السيدة بالنسبة لطولها (body mass index) وتحديد الحالة الغذائية للمريضة، حيث أن كلا من الوزن الزائد أو النحافة المفرطة يمكن أن تؤثر تأثيراً سلبياً على الحمل، كما أن الطبيبة تناقش مع السيدة بعض العادات الغذائية السيئة وإن كانت المريضة تتناول الفيتامينات المقوية للدم بشكل مبالغ فيه والتي قد تؤدي إلى تشوهات في الجنين. ويمكن أن تقوم الطبيبة بإعطاء السيدة الراغبة في الحمل حركة يومية من حمض الفوليك (folic acid) والتي ثبت علميا أنها تقلل من فرصة الإصابة بتشوهات الجهاز العصبي للأجنة وبسبب تناولها قبل حدوث الحمل بشهر على الأقل وتستمر السيدة في تناولها خلال الثلاثة اشهر الأولى من الحمل.
7 - التقييم الاجتماعي:
ومن خلاله يتم تقييم أسلوب معيشة السيدة والتعرف على بعض المفاهيم والعادات الخاطئة حول الحمل وإن كان هناك عوامل مادية او نفسية قد تؤثر على الحمل مثال ذلك: العوامل البيئة: مثل بعض الهوايات الصعبة (ركوب الخيل) العادات السيئة كالتدخين، إدمان الكحول أو المواد المخدرة - الإكثار من تناول مادة الكافيين لما لها من تأثير على الجنين حيث إنها قد تؤدي إلى تكرار الإجهاض ونقص شديد في نمو الجنين.. أيضاً الاهتمام بالتعرف إلى طبيعة العمل إذا كانت امرأة عاملة حيث إن بعض الأعمال تعرض صاحبها للإشعاعات الضارة (كفنية الأشعة) أو بعض المواد السامة (كالتعامل مع مادة الرصاص)، كما أنه يمكن من خلال هذه المشورة حول الظروف الاجتماعية أن تتعرف الطبيبة إلى نوع العلاقة الزوجية وطبيعة الزوج في تعامله مع زوجته وهل تتعرض الزوجة بصورة أو بأخرى لما يطلق علية العنف المنزلي أو الإيذاء البدني، حيث إنه ثبت من خلال الدراسات بالخارج أن 37% من النساء الحوامل يساء معاملتهن من قبل أزواجهن ويتعرضن للنزف، الإجهاض، انفجار الرحم أو الكبد أو الطحال كسور متفرقة أو الولادة المبكرة في بعض الحالات.. ومن كل هذا يتضح لكل سيدة تنوي الحمل- بإذن الله- أهمية مثل هذه النوعية من المشورة المستفيضة مع الطبيبة المعالجة والمختصة حتى تكتمل بهجتها بحمل سليم وطفل سليم.

الدكتورة حنان عرفة
إخصائية النساء والولادة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved