السلام عليكم
افتتاح:
( إذا الليلُ لم يَفِ بالليل
أطفئْ نهارك ليلاً حَفيّاًّ
فَمَا حَسَنٌ أَنْ تَضِجَّ بذاتكَ نارُ الخَفَاءِ
فَتُطْفِئَهَا بِصَفِيقِ الْوُضُوحْ..)
بهذه الزاوية الأسبوعية أحل ضيفاً على الإخوة الرياضيين..
وماذا في ذلك؟
المسألة ليست عيباً.. وليس في الأمر ما يصم..!
بل إن ذلك شيء مطلوب مطلوب، من أجل ردم تلك الهوة المفتعلة وتقليص المسافة المتوهمة، وإنهاء تلك القطيعة المضخمة بين (الأديب والرياضي) أو بين ثقافة (العقل) وثقافة (الجسد) بين المعلومة والحركة..
ثم أين الإجابة الشافية الكافية، عن ذلك السؤال الحضاري المتنامي:
( ما فائدة المعلومة عندما لا تتحول إلى موهبة وفعل وحركة وموقف.. وما المردود من النشاط والحركة والفاعلية عندما لا تكون منبعثة من ثقافة وخبرة ومعلومة؟!) ذلك ما ينبغي أن نفكر فيه، ونسعى إليه، ونحققه فعلاً بدلاً من امتطاء ما لا يروّض من المكابرة والتجاهل، والقفز فوق الحقائق والمعادلات، والابتعاد عن ذلك البساط الأخضر الممتد بين الإقناع والاقتناع، بين الأخذ والعطاء، بين الإكمال والتكامل، بين المصارحة والمكاشفة، بين الإنصاف والمطالبة..
لقد دأب كثير من الأدباء في كثير من اللقاءات والمناسبات على محاربة (الرياضة) و(الرياضي), والتنكر لكل ما يدور في الساحة الرياضية.. والادعاء بأنهم غير متابعين للأحداث الرياضية وفي ذلك ما فيه من التدليس والتظاهر ولبس المسوح الخاصة بالوقار والجدية.. الله أكبر!! وكأن (الرياضة) والساحة الرياضية وما يمت إليها بصلة.. كأنها داء لا شفاء منه، أو كأنها عار لا طهارة منه أو قل: إنها بلاء وطاعون ينبغي الابتعاد والهروب منه..!! يا ساتر!! كذلك في المقابل نَجد أن هناك مقاطعة مرعبة من قبل (الرياضي) لكل ما هو (أدبي) أو (ثقافي) فنفاجأ بأن (الرياضي) مثلاً لا يجيد الحديث أو الكلام عبر اللقاءات الحية، ونجد لديه ضحالة في المعلومات حتى البسيطة منها.. وهناك من يسطر ويعلن عبر الجريدة أنه لا يقرأ وألا علاقة له بالكتاب، وأنه لا يحب الشعر ولا يعرف الشعراء ولم يقرأ في حياته بيتاً من الشعر..!!
إذاً يخيّل إلينا أن هناك تبادلاً للأدوار، وأن هناك مقايضة من نوع محزن.. وعندما نتساءل، ونفتش عن الدوافع والأسباب.. لا نجد سوى أشياء واهية جداً وقناعات غير صحية أبداً يعشش فيها الوهم والخيالُ الرديء وأحياناً السفه وقلة العقل!!
لذلك كله.. ليس هناك ما يمنع لديَّ شخصياً أن أكتب لدى الرياضيين.. وليس هناك ما يمنع من أن نقدم إلى أهل الرياضة شيئاً من القضايا الثقافية والأدبية كما أنه ليس هناك ما يمنع من أن نتناول مسائل رياضية بحتة أو نشعل الحديث حول مناسبة رياضية ما..
إذاً..
على بركة الله... واستعنّا على هذه (المهمة) بالله..
قفلة:
(كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة)
(النفري)
|