ليس من قبيل المبالغة القول بأن إعجاز المنجزات التي تشهدها المملكة في كثير من المجالات يفوق توقعات الباحثين والمخططين، لقد تأكدت من ذلك ونحن نتابع بكل فخر ذلك الإنجاز الكبير المتمثل في افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمرحلة الأولى من منتزه الثمامة الذي يقع على بعد ثمانين كيلو متراً من عاصمة بلادنا الغالية الرياض.. فلقد رجع الإنسان بذاكرته ليتذكر تلك المسيرة التي شهدتها (الرياض) نمواً واتساعاً ونهضة عمرانية وحضارية، فكانت المقارنة صعبة، وكانت النتائج بعيدة عن الخيال أو التوقع.
نعم إن هذا الحكم أو القول لم يكن صادراً عن إنفعال وقتي، أو عن سبب يعود إلى تلك العاطفة والصلة التي تربط المواطن بوطنه، أو شغف الإنسان بمواطنه، لكنه يعود إلى حقائق الواقع ومعطياته، وإلى لغة الأرقام ودلالاتها.
فالواقع يشير وبكل إعجاب إلى أن مدينة الرياض ومنذ عهد قريب أو سنوات قليلة ماضية كانت صغيرة المساحة، تكاد شوارعها المشهورة والرئيسية أن نحسبها على أصابع يد واحدة، وتكاد عمارتها الشهيرة أن تكون كذلك أيضاً فما هو حال الواقع الآن؟.. إن الإجابة واضحة وليست في حاجة إلى دليل أو إلى استطراد في الشرح والتفصيل، فقد عاشت الرياض ولاتزال وثبةً حضاريةً بكل المقاييس في ظل الازدهار الاقتصادي والرعاية الكريمة التي أولتها الدولة لتطوير حياة المواطنين في مختلف الميادين وفي ظل تلك الجهود المتواصلة المخلصة لأمير الرياض وابنها البار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يسجل له تاريخ الرياض وفي صفحات الجهد البشري والإخلاص الإنساني ما يسمو على المدح والثناء.. فقد أصبحت الرياض إحدى أكثر عواصم العالم تطوراً ونمواً إن لم تكن أكثرها على الإطلاق، كما أصبح اسم الرياض على قمة المدن التي تعد إنموذجاً في التطور والنمو والازدهار.
ومن كان يتصور من علماء التخطيط العمراني أن مدينة من المدن يمكن أن تشهد ما عرفته الرياض من وثبات حضارية تعبر عنها لغة الأرقام؟.. الإجابة بالنفي القاطع إذا رجعنا إلى وثائق المخططين الذين يقولون إن توقعاتهم وتقديراتهم منذ حوالي خمسين عاماً، وحينما كانت مساحة الرياض لا تزيد عن خمسة وثمانين كيلو متراً أن تزيد مساحتها إلى مائة وعشرة كيلو مترات على أقصى تقدير.
فماذا كانت النتيجة؟: لقد وقفت التوقعات مشدودة تتعجب أمام ما تحقق في الواقع، فمنذ ثماني سنوات فقد كانت مساحة الرياض أكثر من ألف وستمائة كيلو متر مربع، وشتان بين المتوقع والمتحقق.. ولماذا هذه القفزة الإعجازية التي تم إنجازها في الرياض؟.. أعود فأقول: الحمد لله الذي أنعم على الرياض بمن يحبّها وبمن يخلص لها ويحرص على صالحها ونموها.
كل ذلك يدور بالخاطر ويتحرك في الوجدان عندما نسمع ونشاهد ابن الرياض البار وهو يفتتح منتزهات الرياض وحدائقها هناك على بعد ثمانين كيلو متراً منها لتتوفر للرياض وقاطنيها منتزهات متكاملة وشاملة على مساحة شاسعة تزيد على مساحة الرياض كاملة منذ فترة قليلة من الزمن بحوالي خمس مرات.. وهذا هو الإنجاز الذي يجب أن نقف عنده نتأمل جانبه ونستخلص دروسه ونستفيد منه. فقد كان للدولة- أيدها الله- اليد الطولى في تنمية مدن المملكة وقراها وكان لأبنائها المخلصين الدور الكبير في القيام بواجبهم في ركب التنمية والبناء.
وهاهي الرياض تقف شاهدة على عظمة الإنجازات وعلى ثمرات الإخلاص في العمل ونتائج مواصلة الجهود المخلصة في ميادين البناء.
إن منتزهات الثمامة وقبلها منتزه سلام وقبله تلك الحدائق والمنتزهات ذات المواصفات الفنية المتميزة التي تزهو بها مدينة الرياض بمختلف أحيائها، وتلك المسطحات الخضراء والشلالات الاصطناعية ومئات الملاعب للأطفال وغيرها من الإنجازات الترفيهية لاتقف عند كونها متنفساً لهذه المدينة الغالية، بل إنها دليل صادق على أن العطاء يأتي على قدر الإخلاص، وأن الإنجاز يكون بقدر الجهود الموفقة التي تجعل حب الوطن ومصلحته هي الشغل الشاغل، وتحقيق المزيد من الإنجازات هو همّ الواقع وطموح المستقبل، وأن رأس المال الخاص قادر على تحقيق الكثير والكثير من العطاء المتميز على أرض الوطن.
تلك المعاني التي يعبر عنها منتزه الثمامة وغيرها من المنتزهات التي تزدان بها أرض الرياض تجعلنا نقف وبكل إعجاب أمام ما يمكن أن يحققه أبناء الوطن لوطنهم في مختلف ميادين التنمية والتطور، كما تجعلنا نُرجع الفضل لأصحابه الذين أخلصوا العمل منذ عرفهم تاريخ هذا الوطن فتحية لأمير الرياض سلمان بن عبدالعزيز.. (وإنما يُعرف الفضل لأهل الفضل ذوي الفضل).. وحفظ الله علينا ديننا وأمننا.
وبالله التوفيق،، ،، ،،
|