لقد فجعنا يوم الخميس الماضي 28-12-1424هـ بوفاة حبيبنا ابن الأخت الأخ الشاب - باسم بن صالح بن يوسف آل غضيه والذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره وذلك بعد معاناة شديدة مع المرض والذي لم يمهله طويلاً اثر حادث مروري مروع حصل له ببريدة أصيب بعده بشلل نصفي وقد أجريت له عملية بالعمود الفقري وحصل له نزيف داخلي في آخر أيامه توفي بعده متأثراً بجراحه. فرحمك الله يا باسم لازلت حياً - نعم لازلت حياً - لازلت حياً بذكراك العطرة. حياً بدماثة خلقك. حياًَ بآثار برك بوالديك، وحياً بحب إخوانك وأخواتك لك، فقد كان رحمه الله ذا خلق عظيم وذا دعابة ومرح، وبحق اسم على مسمى (باسم مبتسم) وكل من يسمع عنه يذكره بخير ويدعون له. وأنني لا أنسى يوم ان كنت أزوره بالمستشفى وان حملني وصية بأن اطلب من كل من سأل عن باسم ان يحلله وأن يسامحه عن جميع ما بدر منه مسبقاً، ولا شك أن هذه من صفات المؤمنين الصادقين، بل انه وهو على سرير المرض شاكراً وحامداً الله على ما أصابه، فلم يبد يوماً تضجراً أو تسخطاً وهذا ما شهد به الدكتور والجراح الفرنسي والذي يعمل بالمستشفى العسكري، والذي ترك انطباعاً لدى الدكتور الفرنسي بحقيقة المؤمن الصادق والمتمثل في ذلك على الرضا بالقدر والصبر على المكروه، وقد قال الدكتور من حينها سأنقل هذه الصورة لبلدي بفرنسا واخبرهم بأن الإيمان بالله يصنع الشجاعة بالتغلب على المرض.. وكان هذا الكلام على مشهد ومسمع من المترجم اللبناني وبعض الاستشاريين، فرحمك الله يا باسم وما خلدت من بطولات كان أثرها على الجميع. بل أن جميع من زار باسم بالمستشفى يلحظ منه الصبر والابتسامة، ونحسبه أنه قد تمثل الحديث الذي رواه صهيب رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( عجباً لامر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لاحد الا للمؤمن، إن إصابته سراء شكر فكان خيراً له، وان إصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم. ومن نافلة القول إنني شاركت بغسله فرأيت عجباً، رأيت وجهه مشرقاً بنور الإيمان والطاعة وتعلو محياه البسمة والرضا، وكان قد أشار بإصبعه السبابة الى أعلى معلناً بذلك خاتمة حسنة وهو يشير إلى الشهادة، نحسبه كذلك والله حسيبه، وبعد موته شوهدت فيه مرأى حسنة ومتعددة تدل على انه بخير وإلى خير بإذن الله.
وأنني ومن هنا أبث عزائي الى جميع محبي باسم وخصوصاً والديه أبو فهد وام فهد وإخوانه فهد وعبد الله وأخواته واقول لهم اصبروا واحتسبوا فقيدكم بالجنة بإذن الله تعالى، ونسأل الله العظيم ان يرحم باسم وان يتغمده بواسع رحمته وان ينزل على قبره الأنس والفغران كما نسأله ان يجمعنا به ووالدينا بالجنات و(انا لله وانا اليه راجعون).
|