الطريق إلى القمة

في اللقاءات الوزارية بالرياض والقاهرة نقاش جاد، يرمي إلى إحداث تحولات قد تكون كبرى في الجامعة العربية، الأمر الذي يجعل القمة التي تنعقد أواخر الشهر الجاري في تونس ربما واحدة من القمم الهامة، باعتبار أنها قد تشكل نقطة الانطلاق للجامعة الجديدة ،وللعمل العربي المشترك في ثوبه الجديد..
وبصفة عامة تبرز الحاجة القوية للإصلاح والتطوير في عمل الجامعة العربية، بحيث تغدو رائدة للعمل العربي المشترك، وذلك من خلال إجراء إضافات هيكلية إلى جانب موضوع الإصلاح الذي يحظى بذات القدر من الاهتمام ،مع التركيز على الإصلاح الذي ينبع من داخل الدول العربية، خصوصاً وأن هناك ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي تطرحه أمريكا، والذي لا يلقى قبولاً بصفة عامة.
تبدو الساحة العربية والعمل المشترك بالذات في حاجة ماسة لدعمه بالحيوية، على ضوء الحقيقة المتمثلة في الأوضاع الدولية الراهنة التي تسود فيها- بشكل عام- التكتلات الدولية، التي تتيح قدراً أكبر من التنسيق في السياسات والتعاون الاقتصادي، وهو أمر تفتقر إليه الدول العربية، ويكفي النظر إلى الحجم الضئيل للتجارة البينية، لإدراك كم هي الدول العربية في حاجة ماسة لتفعيل واستحداث آليات نشطة للتعاون.
ويبقى من المهم في كل الأحوال الإصرار على ترسيخ وتطوير الأفكار الذاتية للإصلاح، والاستمرار في ذلك طول الوقت ،لكي يصبح التطوير عملية تكمن في طبيعة عمل الجامعة، وبحيث لا يجد من يحاول التدخل ثغرة تحمله لمجرد التفكير في مثل هذا التدخل..
وتفتح محاولات التدخل سواء من الولايات المتحدة أو من غيرها الباب واسعاً لتدخلات لا تنتهي، فإذا تم القبول بالأفكار الأمريكية حالياً فإن الإملاءات لن تتوقف للقبول بالمزيد من الإصلاحات عبر عملية لن تتوقف.