Tuesday 2nd March,200411478العددالثلاثاء 11 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من المحرر من المحرر
نحن والآخرون!!!
عمرو بن عبد العزيز الماضي

بالعلم غزا الإنسان الفضاء، وبالعلم أيضاً قضى - بتوفيق من الله - على العديد من الأمراض التي تهدّد البشرية. ولكنه ظل عاجزاً أحياناً عن مجاراة رغبات ونفسيات من يتعامل معهم؟!
غريب هذا الإنسان، عندما يتعامل مع الآخرين، ويكون (كالمغناطيس) الذي يلتقط توافه الأشياء، والأخبار، ولا يغوص إلى أعماق من يتعامل معهم للوصول إلى ثمين الأشياء؛ فالأصداف لا تطفو على السطح، وتبقى القشور على سطح الماء؟! غريب ذلك الإنسان الذي يحاول أن يقنعك بصداقته عن طريق فلسفة الأشياء وإبعادها عن واقعها، ولا يكون كمن يتعامل بأسلوب آخر وهو الأدب، ذلك الفن الجميل الذي لا يحتاج إلى تأشيرة دخول إلى النفس، ولا إلى مدارج للهبوط على قلوب الآخرين ولا لأجنحة ليطير إليهم!!
إن تعاملنا وطريقة هذا التعامل، هي التي توجد أعز أصدقائنا وهي أيضاً العدو اللدود لنا!! فرصيدنا من العلاقات الاجتماعية الجيدة له من الأثر المعنوي ما يفوق الأثر المادي؛ ف(المال والدواء يعطيان مظاهر الأشياء دون جوهرها؛ إنهما يعطيان الطعام لا الشهية، والدواء لا الصحة، والمعارف لا الأصدقاء، والخدم لا المخلصين).
هناك من يحاول أن يستخدم كافة الألفاظ ( ما بطل وما صلح منها) عند المواجهة أو الاختلاف مع صديق ليسمعه أقسى الكلام وأشياء أخرى راغباً في الخروج من المعركة الكلامية منتصراً، فقد يأتي اليوم الذي تعود المياه إلى مجاريها ويندم على كل كلمة قالها وعلى كل تصرف فعله.
أيها الإنسان.. دع عنك الأشياء الصغيرة وتعلق في الجذور لا في أوراق الخريف الزائلة والعلاقات المزيفة، واترك غيرك يفكر ليقيمك، وأعط نفسك فترة لكي تقيّم الآخرين، لا أن تلقي نفسك على كل من تقابله لتحتل مساحات من اهتمامه!!
غريب أيها الإنسان عندما تزيل كافة الحواجز النفسية مع من تجمعك به الصدف مرات معدودة، فالناس يختلفون وكل له نفسيته ومزاجه وطريقة تعامله، كما يجب ألا نقاطع أو نغفل شخصاً من قائمة اهتماماتنا لمجرد أنه اخطأ، فالبشر كلهم خطاؤون، ولابد أن نستثمر كل فرصة لقبول الاعتذار من الغير، ونحاول الوفاق والقرب؛ لأننا لو حاسبنا الأصدقاء على كل تصرف أو خطأ بسيط فلن يبقى لنا صديق واحد!!
بصمة
(إذا أحببت الناس ولم يكونوا ودودين فانظر في حبك، وإذا وجّهت الناس ولم يهتدوا فانظر في حكمتك، وإذا كنت لطيفاً معهم ولم يتجاوبوا فانظر في لطفك، وإذا كان ما تعمله يذهب هباءً فابحث دائماً في داخلك).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved