Tuesday 2nd March,200411478العددالثلاثاء 11 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأميرة لطيفة بنت مساعد ترعى ندوة «الإرهاب:أسبابه وعلاجه» الأميرة لطيفة بنت مساعد ترعى ندوة «الإرهاب:أسبابه وعلاجه»

* الرياض - فايزة الحربي:
على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور صاحبة السمو الاميرة نوف بنت محمد بن فيصل آل سعود، وصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- اقيمت ندوة الارهاب اسبابه وعلاجه بجامع الملك خالد بالرياض التي نظمتها مؤسسة الملك خالد الخيرية.
الندوة التي اقيمت الاحد بدأت بمحاضرة للداعية المعروفة موضي الجلهم جاءت بعنوان (ربط الخلف بالسلف) حيث عرفت فيها معنى كلمة الارهاب ثم قالت: من فضل الله ومنته ان الدولة السعودية المباركة منذ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لما تآزر وتعاون مع الامام محمد بن سعود رحمهم الله قامت على اعتقاد اهل السنة، فالدولة بالجملة اعتقادها اعتقاد اهل السلف اذن سيكون الكلام من باب الحمية لدولة السنة.. ومن باب الحمية لاعتقاد اهل السنة، وقالت متسائلة: أليس هذا هو الولاء والبراء الذي ندندن حوله صباحاً ومساءً؟!
واضافت قائلة: المؤمن ولي المؤمن، قال تعالى: )وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْض (فمن منطلق الحمية للحصن الاخير للسنة الا وهو الدولة السعودية حتى لا نكتشف ان هذا الحصن يهدم بايدي ابنائه، مع اعتقاد اننا لسنا صحابة ولسنا انبياء، فكل يؤخذ من قوله ويترك، وكل يصيب ويخطئ.. لكن الحجة في الدليل، فديننا قام على الدليل بفضل الله ومنته، ثم ذكرت ان الاجماع عقد على انه لا يجوز الخروج على السلطان، والاجماع قائم على دليل مستشهدة بقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالسمع والطاعة) فعليكم اي: الزموا، فالمسألة لا يقال مستحبة بل هي من الواجبات الكبرى.
قال صلى الله عليه وسلم : (عليكم بالسمع و الطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي مجدع الاطراف، كأن رأسه ذبيبة فجلد ابشاركم، وغصب اموالكم ما اقام فيكم الصلاة) فهل يوجد اوضح من هذا البيان؟
ومضت الجلهم قائلة: ولله الفضل والمنة من تأمر علينا ليس بعبد وليس بحبشي، وانما لا يعلم عليهم الا الخير، ونحن نعلم ان النقص موجود لكن الخطأ يعالج بطريقة اهل السنة في وسائل الاصلاح، قال الشيخ عبدالسلام برجس: (السمع والطاعة لولاة امور المسلمين في غير معصيته مجمع على وجوبه عند اهل السنة والجماعة، وهو اصل من اصولهم التي باينوا بها اهل البدع) ولا يخرج عن هذا الا الخوارج، فالخوارج هم الذين لا يرون السمع والطاعة لولي امر المسلمين والعياذ بالله.
وقال ابن رجب في كتابه العظيم (جامع العلوم والحكم) وابن رجب من اهل الشام وليس بسعودي حتى لا يقال ان هذا من علماء السعودية او الفلانيين.
قال في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله وان تأمر عليكم عبد) وقوله صلى الله عليه وسلم (وعليكم السمع والطاعة) قال واما السمع والطاعة لولاة امور المسلمين ففيها سعادة الدنيا.. ومعها تنتظم مصالح العباد في معايشهم وبها يستعينون على اظهار دينهم وطاعة ربهم، كما قال علي رضي الله عنه: ان الناس لا يصلحهم الا امام، بارّ وفاجر، ان كان فاجرا عبد المؤمن فيه ربه، وحمل الفاجر فيها الى اجله.
وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما اخذ علينا ان بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا واثرة علينا، وان لا ننازع الامر اهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان) اذن هنا النبي صلى الله عليه وسلم قيد لكن اذا امرنا بمعصية فانه لا سمع ولا طاعة؛ لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ونحن نعلم ان ولاة امورنا على خير، وعلماءنا على خير، وهم اهل الحل والعقد، واليهم ترد الامور العظيمة في الامة.. وعلينا السمع والطاعة.
ألسنا نتقرب الى الله سبحانه وتعالى؟ فكيف نتقرب الى الله بما يخالف سنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟ ثم قال ابن رجب رحمه الله: وبهذين الاصلين وصى النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع ايضاً، كما خرج الامام احمد والترمذي من رواية أم الحصين الاحمسية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فسمعته يقول: (يا ايها الناس اتقوا الله وإن أُمَّر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له واطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله وخرَّج مسلم منه ذكرُ السمع والطاعة.
وخرَّج الإمام احمد والترمذي ايضا من حديث ابي امامه: قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب في حجة الوداع يقول:( اتقوا لله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم واطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم ).
وقال: روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال: على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا ان يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة.
فالامام احمد -رحمه الله تعالى - ابتليت الامه في زمنه بعقيدة الاعتزال وهو القول بأن القرآن مخلوق. وكان امام المسلمين في عهدهم يمتحن الناس في المرابط ، وهي ما يسمى بتحفيظ القرآن وفي المساجد، يأمرهم بتعلم هذه العقيدة أن القرآن مخلوق - نسأل الله السلامة والعافية- وقد أجمع أهل السنة على أن هذه العقيدة كفرية ومع ذلك فالامام احمد لما جاء إليه بعض الصحابة وتلامذته يريدون خلع السلطان نهاهم عن ذلك - رحمه الله- وقال: لا ، فكيف والحمد لله أئمتنا يأمرون بالسنة ويعلمون السنة وهي الدولة الوحيدة على وجه الارض التي تقوم بحق الله (التوحيد) فهو خيرة على ارض التوحيد وان كان بعض الشر موجوداً .. لكن الشر يعالج بطرق الاصلاح المشروعة.
( (قال المباركفوري في شرح الترمذي:(وفيه أن الإمام إذا أمر بمندوب أو مباح وجب) فتجب طاعته فيما يأمر فيما يوافق الشرع، وفيما يأمر به وهو من المباحات.
وهذا يرجع إلى تقسيم .. ما الذي يطاع فيه الإمام؟
يطاع في أمور:
1 - أمرقد قام الشرع عليه معه.. فهنا تجب طاعته فيه.
2 - أمر ليس عليه دليل شرعي لكنه مباح وفيه مصلحة للمسلمين.. أيضاً هذا تجب طاعته فيه.. مثل بعض نظم المستشفيات وإشارات المرور وبعض الأنظمة التي لم يعتبرها الشارع ولم يلغها.. يعني ليست أصلاً محرمة، وليست أصلاً مشروعة لكنها من المباحات التي تنفع المسلمين فإنها تجب طاعته فيها.
3 - أمر فيه مخالفه لأمر الشارع.. لا يطاع في ذلك الأمر بذاته فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. لكن حتى لو أمر الإمام بمعصيته فلا تنزع اليد من طاعة قال- عليه الصلاة والسلام: (ولا تنزعن يداً من طاعة).
ثم قال:(قال المطهر على هذا الحديث: سمع كلام الحاكم وطاعته واجب على كل مسلم سواء أمره بما يوافق طبعه أم لم يوافقه بشرط ألا يأمره بمعصيته فإن أمره بها فلا تجوز طاعته.. لكن لا يجوز له محاربة الإمام)أ.هـ.وقال: ومنها ما أخرجه مسلم في صحيحه، وبوب عليه النووي فقال: (باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق) عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله: أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم قال- عليه الصلاة والسلام-: (اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتم).
ثم قال بعد ذلك: (والمعنى ان الله تعالى حَمَّل الولاةَ وأوجب عليهم العدل بين الناس، فإن لم يقيموا أثموا، وحمَّل الرعية السمع والطاعة لهم فإن قاموا بذلك أُثيبوا عليه وإلا أَثموا). ومنها ما أخرجه مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله إنا كنا بشر، فجاء الله بالخير، فنحن فيه، فهل وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم ، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم، قلت: فهل وراء الخير شر؟ قال نعم؟ قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي عقب ذلك ألقت الوكيلة المساعدة للشؤون التعليمية بوكالة الكليات الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود محاضرة بعنوان (الارهاب: أسبابه وعلاجه) من الناحية التربوية قالت فيها: لاشك ان الارهاب في اي مجتمع يحتاج الى دراسة علمية من قبل أهل الاختصاص من شرعيين وتربويين واجتماعيين واقتصاديين وغيرهم للوقوف على اسبابه وبالتالي اقتراح الاسلوب المناسب لعلاجه.
ونظرا لان هذا الموضوع جديد على مجتمعنا وعلى حد علمي فلا توجد دراسة علمية بهذا الخصوص الا انني ارى أنها ظاهرة مركبة ومتشابكة من الطبيعي ان تتعدد وتتداخل اسبابها.
لذا فاذا رغبنا التعرف على اسباب الظاهرة فلابد ان يكون هناك تمييز واضح بين الاسباب الكامنة (غير المباشرة) الا اننا نستطيع ان نتلمس بعض اسبابه وسأركز هنا على الناحية التي تقع في تخصصي وهي التربية التي قد تكون أحد المؤثرات في المشكلة التي نحن بصددها وعلى اعتبار ان التربية تنبع منها المقومات الاساسية للمجتمع كالانتماء للوطن والوفاء له والاخلاص وبذل الذات واحترام النظام... وغيرها من المقومات والقيم التي تحفظ للمجتمع كيانة واستقراره.
واضافت من وجهة نظري فانني اعتبر ان التربية اقوى هذه المقومات أثرا وفاعلية في بناء شخصية الافراد ومن دونها يفتقد المجتمع القدرة على الضبط الاجتماعي والسلوكي الصحيح لذا فانني ارى ان احد اسباب مشكلة العنف قد يرجع الىغياب او قصور دور التربية في بناء الفرد واعداده للقيام بدوره تجاه المجتمع ولاسيما ان الهدي النبوي جاء ليمارس السلوك الصحيح قولا وعملا في تربية الاجيال المؤمنة وتكوين المجتمعات الآمنة التي يسودها الطمأنينة والعمل على حفظ الضروريات الخمس التي اوجب الاسلام الحفاظ عليها وصيانتها وعدم الاعتداء على اي منها او عرضها للخطر الا وهي (النفس، والدين، والمال، والعرض، والعقل).
واذا كان لمؤسسات التربية كالمدرسة او الجامعة دورها في بناء الفرد وتكوين شخصيته السوية فان هذا الدور لا يقل عن أهمية المؤسسات الاجتماعية الاخرى كالأسرة والمسجد ووسائل الاعلام وغيرها من مؤسسات المجتمع التي تسهم بدورها في غرس القيم الاسلامية الاصيلة وتنمية روح الانتماء والولاء للوطن بما يسهم في بناء مجتمع ينبذ العنف ويرفض الارهاب.
وقد اوضحت نتائج إحدى الدراسات التي قامت في احدى الدول العربية ان من سمات شخصية الفرد الذي يتسم بالعنف ما يأتي:
- التخلف الدراسي.
-القلق النفسي.
- التعرض للمرض النفسي.
- النبذ الاجتماعي.
- سوء التوافق الاجتماعي.
- التمرد على المعايير السائدة.
- الارتباط بآخرين لهم اسمات نفسها.
وإذا سلمنا أن معالجة هذا الأمر يهم جميع هيئات المجمع ومؤسسات - إذ إنه يهدد الجميع لا في حاضرهم فحسب وانما في مستقبلهم ايضاً- فإن أهميته بالنسبة للتربية تجعلها في مقدمة تلك المؤسسات ذلك أن التربية تمثل حجر الزاوية في إعداد الأفراد وتنمية قدراتهم الخاصة بما يحقق انتماءهم للمجتمع وبما يسهم في القيام بدورهم الاجتماعي خير قيام.
ونقطة البداية هي الأسرة فمنها يستمد النشء الكثير من قيمه وثقافته في سن ما قبل المدرسة- بل أثناء وجوده في المدرسة- ومن الحقائق أن السنوات الأولى في حياة الطفل لها أثرها الفعال في تشكيل شخصيته، ومن ثم كان للأسرة دورها المتميز في تربيته، فهي التي توجه نزعاته وهي التي تغرس البذور الأولى للاتجاهات والمفاهيم والقيم والعادات وكثير من السلبيات انما هي نتاج اسلوب خاطئ في التربية الأسرية أو افتقاد القدوة الصالحة والمفاهيم الواضحة أو نتاج وجود طفل في وسط أسرة يسودها التفكك والصراع.وهذه الحقيقة تلقي على الأسرة مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بتربيتهم على تقوى الله ومحبته وغرس بذور الحب والإخاء والتسامح وتربية الشعور بالانتماء للدين والوطن وولاة الامر والتدريب على المشاركة الايجابية وتحمل المسؤولية.على أن تكون المسؤولية مسايرة لنمو الطفل وهو يعبر مرحلة المراهقة ثم الشباب ولا تنتهي بمجرد انتقال الطفل من البيت الى المدرسة فالتربية الأسرية عملية مستمرة ولها اثرها المهم في حياة الطفل طوال مراحل حياته.
ثم يأتي دور المدرسة ويتبعه دور الجامعة على اعتبار ان كليهما يمثل منظومة فرعية من المنظومة الكلية المتمثلة في النظام التعليمي التي تنتمي بدورها الى منظومة أكبر وهي المجتمع بمنظوماته المختلفة وكلها في حالة تفاعل مستمر، ومن ثم يصعب على النظام التعليمي ان يؤدي دوره على الوجه الأكمل دون ان يأخذ في الاعتبار المجتمع بمؤسساته المختلفة ويسعى على التنسيق مع المؤسسات الدينية والثقافية والاعلامية تأكيداً لدورها الرئيسي في تنمية الشخصية السوية.
ومن الاعتبارات التي تؤكد فاعلية النظام التعليمي في مواجهة هذه الظاهرة، أن يكون النظام التعليمي يعمل على تنمية المسؤولية لدى الشباب تجاه مجتمعهم وتجاه أنفسهم والحفاظ على سلامته وأمنه والتمسك بقيمه الإسلامية المنبثقة من كتاب الله وسنة رسوله.
وقد فتح باب النقاش مما أثرى المحاضَرة أهمية كبرى


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved