* دمشق - واس:
أكد معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ضرورة استثمار مبادرة السلام التي طرحها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وحظيت بإجماع عربي وتأييد دولي كبيرين, والاستفادة من مضامينها وما دعت إليه من إيجاد ميثاق تتفق عليه الأمة ليوحد الصفوف ويثبت حيوية الأمة وقدرتها على مواجهة التحديات ويضمن التنسيق والتعاون في سبيل حمايةً المصالح المشروعة وتحقيق المطالب العادلة خاصة بعد التدهور الكبير الذي شهدته المسيرة السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكون هذه المبادرة الحل الأنجع لتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة وللخروج من هذا النفق المظلم الذي حفره العدو الصهيوني للقضية الفلسطينية.
وعبر معاليه في كلمة ألقاها امس خلال جلسات أعمال الدورة الخامسة والأربعين لمجلس الاتحاد البرلماني العربي والمؤتمر الحادي عشر للاتحاد البرلماني العربي في العاصمة السورية (دمشق) عبر عن اعتزازه وأعضاء وفد المملكة العربية السعودية بالمشاركة في المؤتمر وعد معاليه الاجتماع تجسيداً وتأكيداً لمبدأ التضامن العربي المشترك ومعززاً بإذن الله تعالى للتكامل العربي في شتى المجالات ولا سيما من كتلة المؤسسات الدستورية التي تمثل شعوبها لترسم الطريق إلى تحقيق مطالبهم وحقوقهم وتطلعاتهم في وقت أصبحت فيه الحريات والحقوق أفكاراً تحلق في فضاء الفلسفة والمثاليات بعيداً عن تحقيقها داخل النفس البشرية والواقع البشري بما يوفر لها الكرامة التي امتن الله بها على بني آدم.
وقال معاليه (بينما كان العالم أجمع يقف في حالة من الترقب والحذر وفي حالة من القلق الشديد والمستمر التي أصطلح عليها آنذاك بالأزمة العراقية ومن ثم آلت إلى ما آلت إليه من دمار متواصل ونزيف يومي للدماء ومعاناة متواصلة واحتلال قائم وانعدام للأمن وعلى الرغم من الحاجة الماسة إلى الخروج من محنة الفوضى هذه لكون العراق اليوم يحاول جاهدا اجتياز مفترق الطرق هذا مع بداية مرحلة جديدة نأمل أن يعمها الأمن والاستقرار والرخاء بين هذا وذاك تتوالى التهديدات والاتهامات بل ويُعمل على تصعيدها من قبل الكيان الصهيوني وبعض العناصر اليمينية المتطرفة المتعطشة لسفك الدماء وترويع الدول الآمنة المسالمة).
وأعرب معاليه عن تضامن المملكة التام قيادة وشعباً مع سوريا الشقيقة ضد التهديدات والتهم الموجهة إليها مشيرا إلى أن توجيه تلك التهم يأتي في وقت تعرب فيه سوريا عن رغبتها في السلام واستئناف المفاوضات مع أن الجولان وهي جزء لا يتجزأ من أراضيها لا يزال محتلا, مما يلقي بمسؤولية أخرى على المجتمع الدولي بألا يتوانى أو يتخاذل عن القيام بما تمليه عليه قواعد السلم والعدل الدوليين حتى لا تتطور الأمور بشكل أكبر مما هي عليه في المنطقة العربية والتي مرت بصنوف شتى من النزاعات المسلحة كانت إسرائيل سبباً مباشراً وغير مباشر فيها. وأكد معالي الدكتور صالح بن حميد رفض أسلوب كيل التهم هذا والذي لا يقوم على أساس من الصحة, ويفتقر إلى الحجة والبرهان ويراد ابتزاز الآخرين من ورائه, والتحريض ضدهم بدعوى حيازتهم لأسلحة محرمة دولياً, في حين يكون ذلك السكوت الصارخ والتستر الفاضح على وجودها في إسرائيل التي تستثنى من أي مطالبة, بل ويتم تدعيمها فعلياً ليكون ذلك لها حقا محتكراً في المنطقة, ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل يتوجه إلى مطالبة بعض الدول العربية بالتخلي عمّا لا تملكه, واتهام بعضها بالسعي للحصول على ما تعلن نفيه.
ولفت معاليه إلى ان الشعب الفلسطيني لا يزال يقبع تحت وطأة احتلال واجتياح مستمرين لأراضيه, لتأتي بعد ذلك خارطة الطريق التي كانت الاعتراضات الإسرائيلية عليها كفيلة بدفنها مما وسّع الهوة بين القضية الفلسطينية ومقترحات وقرارات الهيئات الدولية والمجتمع الدولي والذي يجب عليه تحمل مسؤولياته كاملة تجاه معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق, وأن يقف في وجه سياسات الحكومة الإسرائيلية, ولا سيما في ظل استمرارها في بناء جدار الفصل العنصري.. الجدار العازل.. تكريساً لمبدأ احتلال أراضي الغير.
وأشار معالي رئيس مجلس الشورى إلى انه أمام كل هذه المآسي نجد من يسم مقاومة الاحتلال بالإرهاب الذي تجب مكافحته مرتئياً معاليه ان ذلك يحتم وضع خط فاصل بين النضال المشروع والأعمال الإرهابية الموجهة ضد الآمنين من غير المحتلين والتي عانت منها أكثر الدول العربية قبل غيرها, ومنها المملكة العربية السعودية التي أعلنتها حرباً على الإرهاب وسنت الأنظمة التي تعاقب مرتكبي الإرهاب والمحرضين عليه والمتعاطفين معه.
وقال معاليه (لقد كان للمملكة في ذلك ولله الحمد سلسلة من النجاحات أدت إلى القبض على العديد منهم بشكل سيؤدي بإذن الله تعالى إلى القضاء عليه واجتثاثه).
وتابع معاليه قائلا (ويقف على قدم المساواة مع هذا الإرهاب إرهاب من نوع آخر لا يختلف عنه إلا من ناحية من يمارسه ويغذيه ويجعل من إرهاب الأفراد والجماعات مسوغاً شرعياً لممارسته سواءً على المستوى الإقليمي أو العالمي ألا وهو الإرهاب السياسي وإرهاب الدولة).
وأردف معالي رئيس مجلس الشورى يقول (كنا ولا نزال نؤكد أنَّ الإرهاب لا ينتمي إلى وطن أو دين أو مذهب أو عقيدة, ومن أجل استئصال الإرهاب لا بد من التركيز على مسبباته والتي يعد واحداً من أهمها سياسة التهميش والتغييب التي تتبعها بعض الدول الكبرى, والتي كانت سبباً في إضعاف الثقة بالنظام الدولي).
وقال معالي رئيس مجلس الشورى (على الرغم من أهمية التركيز على الإرهاب إلا أنه لا ينبغي أن يصرف النظر عن القضايا العالمية الأخرى التي لا تقل حساسية وأهمية عنه, مما قد يزيد من التوتر, ويؤثر على القيم والمبادئ التي ترسخت في وجدان البشرية حول حماية الحريات وحقوق الإنسان.
وفي ختام كلمته تقدم بالشكر والامتنان إلى الجمهورية العربية السورية رئيساً وحكومة وبرلماناً وشعباً على كرم الضيافة وحسن التنظيم وعبر عن أمله في أن يتجدد بنا اللقاء تحت مظلة التسامح والمحبة والإخاء والتعاضد لكل ما فيه خير أمتنا وشعبنا.
من جهة أخرى التقى معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد في مقر إقامته في دمشق مساء امس معالي رئيس مجلس النواب الاردني المهندس عبدالهادي المجالي.
وجرى خلال اللقاء تبادل الاحاديث الودية واستعراض مجالات التعاون بين البلدين وبين مجلس الشورى ومجلس النواب الاردني.
كما التقى معاليه بممثل البرلمان الياباني في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي كون تارو حيث تم استعراض سبل تطوير العلاقات بين مجلس الشورى والبرلمان الياباني.
حضر اللقاء مدير مكتب رئيس المجلس الدكتور مهنا المهنا ومدير عام العلاقات العامة في مجلس الشورى عبدالرحمن الصغير.
على صعيد متصل شارك عدد من أعضاء مجلس الشورى السعودي مساء امس في اجتماعات اللجنة السياسية والعلاقات البرلمانية واجتماع الهيئة البرلمانية للسوق العربية المشتركة التي تعقد اجتماعاتها على هامش المؤتمر الحادي عشر للاتحاد البرلماني العربي المنعقد اعماله حاليا في العاصمة السورية دمشق.
|