طالعنا بكل سرور الاحتفال الرائع الذي نظمته وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء ورجال الأعمال من محبي الخير الذين اجتمعوا لمشاركة أربعين يتيما ويتيمة فرحة الزواج والانتقال إلى الحياة الزوجية المسلحة بمقومات التكافل الاجتماعي التي حث الشارع الحكيم على تفعيلها في المجتمع المسلم.
ولقد كان لهذا الحدث أثر بالغ في الأوساط الاجتماعية نتيجة لما يحمله من رسالة رائعة لكل قادر على تقديم المساعدة ومد يد العون للمحتاج ماديا ومعنويا ونتيجة لكون الحديث يمثل عنصرا من العناصر التي ننشد منها الكثير في أوساط المجتمع السعودي. فعلى الرغم مما يقدمه رجال الأعمال من دعم سخي للجمعيات الخيرية التي تقوم بدور فاعل في ردم الهوة بين القدرة والحاجة للمحتاج من أبناء هذا المجتمع المسلم، إلا ان التقلبات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يتعرض لها المجتمع السعودي في هذا الزمن الحرج تتطلب العمل الجاد المتكامل بين عناصر المجتمع المختلفة وفي مقدمتها فئة رجال الأعمال لتقصي أسباب المعاناة ومواطن القصور في حياة المواطن السعودي والعمل على بذل الجهد المضاعف للتغلب عليها كإجراء ضروري لحماية المجتمع والمواطن السعودي من تداعيات عدم القدرة على تلبية الحاجة بالطرق الشرعية.
فإذا كان رجل الأعمال قد مد يده لهذا اليتيم المحتاج، فإنه بلا شك مطالب بتوسعة دائرة المشاركة في مجال خدمة المجتمع من خلال ما يقدمه ويتبناه من مشاريع خيرية تهدف إلى خدمة المجتمع وأفراده وفي مجالات الحياة المختلفة كإنشاء أو الاشتراك في إنشاء المجمعات التعليمية الخيرية والمستشفيات والمجمعات السكنية الخيرية وغير ذلك من المرافق التي تلبي الاحتياج المباشر للفئة المحتاجة من أبناء المجتمع. فمن ناحية نجد ان رجل الأعمال الذي يبذل الخير بحسن نية ورغبة في الأجر والمثوبة لا ينتظر نتيجة الأعمال المحاسبية التي تعتمد على الأرقام المطلقة ولكنه ينتظر العائد الأخروي الذي يتجاوز حدود ومقدرة خبراء المحاسبة وقيودهم اليومية وحساباتهم الختامية وبالتالي فإن المطلوب ألا تقف حسابات الربح والخسارة الدنيوية عائقاً أمام منافذ البذل والعطاء لخدمة المجتمع وحماية المحتاج من المواطنين.
ومن ناحية أخرى فإن سد حاجة ذوي الحاجة وحماية المجتمع من الفقر مطلب ضروري لتحقيق الاستقرار الأمني والمجتمعي الذي يسهم بدوره في تحقيق البيئة الاستثمارية والاقتصادية التي تساعد رجل الأعمال على تحقيق تطلعاته وأهدافه الاستثمارية.
وأخيراً لابد من القول إن الدعوة إلى تفعيل دور رجل الأعمال في مجال خدمة المجتمع هي في الواقع دعوة لخدمة رجل الأعمال وخاصة إذا علمنا عدم قدرة رجل الأعمال على الحياة مستقراً في مجتمع يفتقد لأسباب الاستقرار وإذا علمنا أن المجتمع يتأثر بتأثر عناصره المختلفة. فهل نعي ذلك ونعمل لصيانة المجتمع وحمايته من أسباب عدم الاستقرار؟ أتمنى ذلك.
|