* الرياض - حازم الشرقاوي:
يحظى قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة بأهمية خاصة إذ تتعدد الشركات العاملة في هذا المجال فمن وقت لآخر يعلن إنشاء شركة جديدة أو إبرام اتفاقيات بين الشركات القائمة، ومع اهتمام المملكة بهذا القطاع بدأت أمس فعاليات مؤتمر ومعرض الرياض للاتصالات، كما افتتحت أيضا أمس ندوة أمن المعلومات، وبمناسبة بدء فعاليات هذه الأنشطة المتعلقة بقطاع الاتصالات التقت (الجزيرة) الدكتور عبدالله الموسى نائب رئيس شركة الاتصالات السعودية ورئيس وحدة (سعودي داتا) في حديث خاص وتناولت معه عددا من القضايا التي تخص قطاع الاتصالات ونقل المعلومات وشركات الإنترنت وواقع التجارة الإلكترونية في المملكة.
* بدأت فعاليات مؤتمر ومعرض الاتصالات وتقنية المعلومات. ماذا عن حجم مشاركة (سعودي داتا) في المناسبة؟ ما هي توقعاتكم عن حجم الصفقات أو التعاقدات التي يمكن أن تعقدها سعودي داتا خلالها؟
- في البداية أشكر لجريدة الجزيرة حرصها على رفع مستوى المعرفة للقارئ الكريم عن نشاطات الشركة وتحديداً وحدة سعودي داتا. وأشير هنا الى أن المؤتمر فرصة للمهتمين بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لزيادة المعلومات عن التقنية الحديثة وتطبيقاتها لخدمة السوق السعودي الذي يعتبر من أهم وأكبر الأسواق في الشرق الأوسط. وان شركة الاتصالات السعودية أخذت على عاتقها استضافة هذا المؤتمر، كحدث مهم في المنطقة، وسيكون حجم المشاركة لكل قطاعات الشركة بحجم المناسبة وهذا يشمل وحدة سعودي داتا.
وحيث ان وحدة سعودي داتا قد تم تدشينها رسميا في حفل ضم نخبة من عملائها وشركائها برعاية كريمة من سعادة رئيس الشركة في الأسبوع الأول من الشهر الماضي (فبراير 2004) فستكون مشاركتنا كوحدة استمرار لتأكيد جاهزيتنا التشغيلية وطرح المنتجات المتخصصة لخدمة البنية التحتية للإنترنت، وخدمات نقل البيانات المعلن عنها، كذلك المساهمة في رفع مستوى الوعي الثقافي لخدمات البيانات واستعدادنا الكامل لإيجاد الحلول المناسبة للتجارة الإلكترونية والتعليم عن بعد مثلاً.
كما نتوقع أن يتم الاتفاق مع بعض مقدمي خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات لتقديم حزم خدمات للسوق السعودي في هذا الإطار. وسيكشف في حينه عند انتهاء المؤتمر عن حجم هذه الصفقات.
* هناك شركات عالمية تشارك في المعرض.. هل تفكرون في التعاون مع بعض هذه الشركات التي تتناسب خدماتها مع سعودي داتا؟
- كما ذكرت سابقاً المؤتمر والمعرض فرصة للشركات سواء المحلية أو الدولية لعرض خدماتها والمبادرة لاكتساب أكبر شريحة من السوق السعودي الواعد. لذا سنعمل من خلال هذه الفرصة لاكتساب التعاون مع الشركات التي تتناسب خدماتها مع سعودي داتا وتكملها.
* ذكرتم أن دخل سعودي داتا عام 2003 بلغ مليار ريال.. ما هي توقعاتكم لدخل الوحدة خلال عام 2004؟ وكم تمثل نسبة سعودي داتا في خدمة نقل المعلومات والبيانات في المملكة؟
- تمثل إيرادات وحدة سعودي داتا ما يقارب 4% من إجمالي إيردات الاتصالات السعودية وهذا الرقم يقارب المليار ريال ونتوقع أن ينمو السوق بحوالي 15% عن السنة الماضية.
أما ما يخص الحصة السوقية لسعودي داتا في الوقت الحاضر فكما تعلمون أنه قد تم تحرير قطاع خدمة الإنترنت منذ خمس سنوات وقطاع ألفي سات الماضي ومن المتوقع أن تفتح المنافسة في قطاع نقل البيانات هذا العام وهو القطاع الأكبر والأهم من هذه القطاعات. ولذا فإن سعودي داتا تستحوذ حالياً على معظم السوق في هذا القطاع.
* ذكرتم في احتفال تدشين وحدة سعودي داتا بأن الوحدة ستدرس عملية تخفيض الأسعار بعد ارتفاع أعداد المشتركين.. متى تتوقعون الإعلان عن تخفيضات لهذه الخدمات؟ وما هي الأسعار التي ترونها مناسبة للخدمات الجديدة؟
- كما ذكرت في حفل التدشين، فإن كل منتج يمر بالمراحل الاستثمارية من دراسة الاحتياج الى تطوير الخدمة ووضعها في العمليات التجارية من تسويقها وبيعها وإيصالها للمستفيد. ومن المتعارف عليه أنه من الطبيعي أن تنخفض الاسعار مع زيادة عدد المشتركين وسيتم الاعلان عن التخفيضات في حينه. أما مدى مناسبة الأسعار فإن ذلك يخضع الى عدة عوامل من ضمنها مدى توافقها مع الأسعار السائدة بالمنطقة ومدى جاذبيتها للعملاء من حيث القيمة التي يحصلون عليها مقابل الخدمة وتسعى سعودي داتا الى طرح خدماتها بأسعار تلبي تلك المتطلبات.
* حصلت بعض شركات القطاع الخاص على تراخيص من هيئة الاتصالات لتقديم خدمة (في سات) وهي تعد من أول الخدمات التي تدخل فيها الاتصالات السعودية في منافسة مع شركات أخرى.. ما هو حجم المنافسة بين سعودي داتا والشركات الخاصة؟
- تعد هذه الخدمة من الخدمات المتخصصة لقطاع ليس كبيرا في حجمه ولكن يخدم جهات تقع عملياتها في مناطق غير مغطاة بالخدمات الحالية أو كوسيلة ربط احتياطية. وقد قامت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالترخيص لأربع شركات بالاضافة الى الاتصالات السعودية من المتوقع ان تشتد المنافسة في هذا القطاع وتنظر الشركة الى هذا القطاع نظرة استراتيجية لتوفير خدمات متكاملة للعميل.
* هل ترى أن الشركات الخاصة التي كانت تعمل كشركات مساندة للاتصالات السعودية لديها القدرة على منافسة شركة في حجم الاتصالات السعودية في خدمات نقل المعلومات؟
- تملك الشركات التي كانت تعمل في مساندة الاتصالات السعودية خبرة جيدة في المجال الفني وهذا يجعلها في وضع أفضل من غيرها في حالة رغبتها بالدخول في مجال خدمات الاتصالات بما لا يتعارض مع نشاطاتها القائمة حاليا مع الشركة. وسوق نقل المعلومات ما زال في مرحلة نمو جيدة وستكون هناك فرص جيدة للشركات العاملة في هذا المجال.
* هل ترى أن المجتمع أصبح لديه الوعي والقدرة الكاملة على استخدام خدمات نقل المعلومات والبيانات؟
- بالنسبة للشركات الكبرى والعديد من الجهات الحكومية فلديها وعي جيد حول قيمة خدمات نقل المعلومات لتسيير أعمالها الالكترونية. ويقل هذا المستوى من الوعي عند الشركات المتوسطة والصغيرة وبعض الجهات الحكومية. ومن أهم أهداف المؤتمر والمعرض الحاليين رفع درجة الوعي بفاعلية خدمات الاتصالات لكافة قطاعات الأعمال ومختلف الجهات الحكومية. أما القطاع السكني والأفراد فهو لا يزال في حاجة لرفع درجة الوعي المعلوماتي لديه وتقع المسؤولية على كافة الجهات ذات العلاقة مثل موفري التطبيقات والمحتوى ومقدمي الخدمة والجهات الحكومية الداعمة لتطبيقات الحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني وغيرها من الخدمات الهامة.
* كيف ترى واقع شركات الإنترنت في المملكة؟ يقال ان بعض شركات الانترنت تعاني من خسائر والبعض الآخر يغطي تكلفته أو يحقق ربحا طفيفا فما هي أسباب ذلك؟ وما هو العلاج المناسب لهذه الشركات؟
- نستعرض فيما يلي أهم العوائق التي تواجه الشركات المحلية:
- المنافسة الحادة وصغر حجم السوق مقارنة بالتوقعات حيث يبدو ان الهالة الإعلامية التي صاحبت الانترنت في اواخر العقد الماضي وتهافت المستثمرين على هذا المجال وما نتج عنه من انهيار لكثير من الشركات أو ما يسمى بفقاعة الانترنت وتزامن تقديم الخدمة بالمملكة مع ذروة تلك الفقاعة فقد أدى الى تدافع كثير من الشركات المحلية في سباق محموم للدخول في مجال تقديم خدمات الانترنت مما نتج عنه من حروب أسعار أدت الى تراكم الخسائر وخروج بعضها من السوق نظرا لتواضع حجم السوق مقارنة بالتوقعات المتفائلة لمعظم الشركات. وبشكل عام على مستوى العالم فإن خدمة تقديم الانترنت غير مربحة وكثير من الشركات ما زالت تعمل بهذا المجال من أجل استراتيجيات أخرى على الرغم من الخسائر المستمرة. ولعل التجارب التي خاضتها شركات تقديم الخدمة في أسواق مفتوحة وأكثر نضوجاً تبين أن المنافسة حادة ولا مفر من التحالفات والاندماجات حتى تتمكن الشركات من البقاء بالسوق وتحقيق الأهداف التي تم رسمها لها من قبل المستثمرين. ونستثني من ذلك تلك الشركات التي تقدم حلولا متكاملة وخدمات اضافية بدلا من الاعتماد على الخدمات الأساسية للربط بالانترنت.
- غياب عوامل نمو السوق مثل توفر التطبيقات والمحتوى ذات القيمة والتي تساهم في تيسير حياة المواطن العادي وتساعد على انتشار الخدمة في كافة شرائح المجتمع. ولا شك أن السوق بحاجة الى مبادرات وطنية في مجال التعليم والخدمات الحكومية مقرونة ببرامج تعالج عوائق الحصول على الخدمة مثل تكلفة أجهزة الحاسبات الشخصية وأسعار الخدمات.
- نموذج تقديم خدمة الانترنت بالمملكة يشتمل على عدة أطراف تتداخل مهامها التجارية والتشغيلية وقد لا يكون النموذج الأمثل خصوصاً مع بداية نضوج السوق واكتساب الخبرات. وقد قامت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بدراسة هذا النموذج ومن المتوقع أن تعيد الهيئة تنظيم السوق والنموذج الحالي لتقديم الخدمة بما يساهم في تقليل التكلفة وبالتالي الأسعار مع كافة الأطراف ذات العلاقة.
* من خلال تصوراتكم الخاصة متى تتوقعون أن نرى تجارة الكترونية وحكومة الكترونية في المملكة؟
- مما لاشك فيه إننا بدأنا نعيش ما يسمى بعصر المعلومات وقد بدأنا نرى طلائع الخدمات والتقنيات الحديثة التي تمثل صلب أساسيات هذا العصر والتي من أبرزها شبكة الانترنت وما تتيحه من امكانات كبرى في شتى مجالات الحياة. ومن أبرز السمات التي تتميز بها الانترنت هي ايجاد وسائل موحدة لاستقبال وارسال والاطلاع على المعلومات المختلفة والتواصل مع مختلف النظم المرتبطة بها بغض النظر عن الموقع الجغرافي والوقت.
ولما تلعبه الحكومة من دور هام في المجتمع في المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها والتي تمس حياة المواطنين والمقيمين، فقد بادرت الحكومة الى اعداد البيئة التنظيمية اللازمة للحكومة الالكترونية وتم اصدار نظام التعاملات الالكترونية ويجري حاليا تنفيذ مشروع التواقيع الالكترونية علاوة على بوابة الدفع الالكتروني المحلية وهذه المبادرات تعتبر من أهم ركائز البنية التحتية للأعمال الالكترونية بشكل عام بالاضافة الى شبكات نقل المعلومات وخدمات الانترنت. وتقوم بعض الجهات الحكومية بالاستعداد لتقديم خدماتها الكترونياً للمستفيدين. وأتوقع أن تبدأ العديد من خدمات الحكومة الالكترونية الفعلية في المستقبل القريب.
أما فيما يخص التجارة الالكترونية فقد بدأت فعلياً من عدة سنوات بالمملكة وخصوصاً من قبل بعض الشركات الكبرى والمصارف من خلال التجارة الالكترونية مع مورديها وعملائها. فعلى سبيل المثال فقد قامت شركة الاتصالات السعودية بتشجيع عملائها على الدفع الالكتروني من خلال الانترنت ومكائن الصرف الآلية وغيرها من الوسائل الالكترونية بالتعاون مع المصارف المحلية حيث تبلغ نسبة التحصيل عن طريق تلك الوسائل 56% من اجمالي ايرادات الشركة. كما وفرت الشركة عدة خدمات لعملائها عن طريق موقعها على الانترنت مثل الاطلاع على حساباتهم وتعديل بعض الخصائص الكترونياً.
إلا أن حجم هذه التجارة ما زال محدوداً ومع اكتمال عناصر البنية التحتية التي ذكرناها أعلاه نتوقع نمواً كبيراً فيها كما حدث في كثير من دول العالم.
* هل تتوقعون أن تكون هناك منافسة بين التجارة الالكترونية عبر الانترنت والتجارة عبر الجوال؟
- يعتبر الجوال من أهم وسائل الاتصالات على مستوى العالم ولا يقتصر ذلك على الخدمات الصوتية فقط ولكن يتعدى ذلك الى خدمات المعلومات التي بدأت تتطور وصاحبها تطور أجهزة الجوال بحيث أصبحت قادرة على تمكين المستخدم من الدخول على الانترنت وتبادل المعلومات. ونرى ان الجوال سيكون احدى الوسائل المستخدمة للدخول على الانترنت وبالتالي سيعزز نمو الانترنت والتجارة الالكترونية. وقد تكون هناك ميزات نسبية للجوال مثل وجوده مع المستخدم في أغلب الأماكن والأوقات بالاضافة الى سهولة التحقق من هوية المستخدم مقارنة بالحاسب الآلي الشخصي عند الدخول للانترنت.
* كم يقدر عدد مستخدمي الانترنت في المملكة؟ وكم حجم الانفاق على هذه الخدمة؟
- حسب آخر الاحصائيات فإن عدد مستخدمي الانترنت يقدر بحوالي 1.6 مليون مستخدم. وتبلغ تقديرات حجم سوق خدمة الانترنت بالمملكة بحوالي 300 مليون ريال سنوياً.
* كيف ترى مستقبل قطاعي نقل المعلومات والإنترنت في المملكة؟
- نتوقع أن يكون المستقبل مشرقا لهذين القطاعين لكون هناك تزايد مستمر لخدمات نقل المعلومات والانترنت وسيزداد الطلب على هذه الخدمات مع تدشين خدمات التجارة الالكترونية والحكومة الالكترونية وتنامي الطلب على التعليم عن بعد وزيادة مستخدمي الانترنت في المملكة. إلا أنه من المتوقع أن تكون المنافسة قوية في هذا السوق خصوصاً مع فتح سوق خدمات الاتصالات.
|