يسمونه في بلده بلد العم سام (أمير الظلمات) وهو كذلك، فالمدعو ريتشارد بيرل الذي استقال أخيراً من منصبه كمستشار في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ليتجنب إزعاج الرئيس جورج بوش في حملته الانتخابية، شخص (مكروه) لدى شعوب الدول التي استعدى عليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي عمل لديها كمستشار في الشؤون العسكرية وحرض عليها المؤسسة العسكرية الأميركية فاجتاحت قواتها أراضي تلك الدول كأفغانستان والعراق، بل أيضاً يحظى ريتشارد بيرل بالكره من قبل الأمريكيين أنفسهم الذين يرى كثير منهم بأنه لا يعدو عن كونه ممثلاً لتجار الحروب لدى المؤسستين السياسية والعسكرية الأمريكيتين، فهذا البيرل ترك منصبه نائباً لوزير الحرب في عهد الرئيس رونالد ريجن، وعمله خبيراً في شؤون التسلح والتوازن الإستراتيجي مع الاتحاد السوفيتي ليعمل في الشركات التي تقوم بصناعة الأسلحة المتقدمة وقد عملت هذه الشركات التي يهمها الترويج لصناعاتها من أسلحة الفتك والدمار على دعم (أمير الظلمات) الذي وصل إلى مقاعد العديد من مجالس إدارة هذه الشركات المتخصصة في صناعة الموت، ولأن هذه الشركات لها نفوذ قوي ومن مصلحتها وللترويج لما تنتجه من أسلحة الفتك والدمار فإنها دعمت بيريل وغيره من العسكريين المتقاعدين والعناصر السابقين في الاستخبارات وخبراء الأسلحة للوصول إلى المجالس الاستشارية التي تقدم أبحاثاً ودراسات للمؤسسات الأمريكية المختصة ومن أهمها وزارة الدفاع (البنتاغون) ومجلس الأمن القومي.. وبما أن هؤلاء قد وصلوا إلى هذه المراكز والمجالس بسبب هذه الشركات فإنهم يعدون بمثابة ممثلين لشركات صنع الأسلحة حيث يعملون على تقديم أبحاث ودراسات جميعها تنصب في تقديم (النصائح) في جدوى استعمال القوة والحروب لفرض الهيبة الأمريكية وتحقيق مصالحها. وقد تفوق ريتشارد بيرل في هذا المضمار ومع أنه لم يكن من أعضاء إدارة الرئيس جورج بوش رسمياً، إلا أنه لعب دوراً كبيراً في تأليب الإدارة الأمريكية الحالية على العرب والمسلمين حتى قبل اعتداءات الحادي عشر من أيلول - سبتمبر 2001 حيث كان يدعو إلى شن هجوم وقائي ضد عدد من الدول العربية والإسلامية التي يزعم أنهم أعداء محتملون للولايات المتحدة الأمريكية، لكل هذه الصفات أطلق الأمريكيون على ريتشارد بيرل لقب (أمير الظلمات) والذي وجد أن مجرد ربط وجوده في معسكر الرئيس جورج بوش يسيء إلى حملته الانتخابية.. وهو تأكيد على سوء سمعته وفعله.
|