* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
يعاني أسرى فلسطين عامة، والأطفال منهم خاصة، من قمع السجانين اليهود. إذ يعتقل الأطفال في ساعة متأخرة من الليل، حيث تقتحم قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بيوت أهليهم، وتخرجهم بلباس خفيف، ويتم تقييد أيديهم وأرجلهم بالقيود البلاستيكية وتعصيب أعينهم، ويزج بهم في أرضية جيبات عسكرية مليئة بالمسامير وصناديق الذخيرة، ويضع جنود شارون إطارات الجيبات (الاحتياط) فوق أجساد الأطفال الضعيفة، ويجلسون عليها، ويضربونهم بأعقاب البنادق.
ويعاني الأطفال الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية من سوء التغذية، فطعام سبعة أطفال (علبة لبنة ) منتهية مدة صلاحيتها، مع رغيف خبز يابس، ففي معتقل (حوارة الإسرائيلي ) يزداد وضع الأطفال سوءاً، ظروف لا إنسانية، تعذيب نفسي وجسدي، تهديد ووعيد. ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، بل إن درجة الرطوبة في الغرف التي يقبع فيها الأطفال عالية جدا، والبرودة قاتلة، وهناك نقص في الأسرّة وتنتشر في غرف الأطفال الرديئة التهوية الحشرات، وترفض إدارة السجن الإسرائيلي تزويدهم بمواد تنظيف ومبيد للحشرات، عدا عن ذلك فان إدارة السجون الإسرائيلية لا تسمح لهم بالاستحمام، حيث أكد الأطفال أن إدارة السجون منعتهم من الاستحمام لمدة شهر. . !! وزارة شئون الأسرى الفلسطينية، قالت في بيان لها، تلقت الجزيرة نسخة منه: إن محامي الأطفال الفلسطينيين، زاروا موكليهم في سجني ( مجدو وكتسيوت الإسرائيليين ) ، ونقلوا شهادات حية ومفزعة عن الأطفال الأسرى، قالوا فيها: إن جنود الاحتلال انهالوا عليهم ضرباً بأعقاب البنادق، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تجاوزه بتسليط الكلاب عليهم لحظة نقلهم من معتقل إلى آخر، حيث إن الكلاب كانت تلعق ملابسهم، مما أثار الرعب في نفوس الأطفال ويصف الطفل إبراهيم تيسير العارضة ( 16 عاماً) لمحاميه، فترة التحقيق التي مر بها في معتقل( سالم الإسرائيلي ) بالصعبة جداً، ففي زنزانة منفردة أجبره المحققون اليهود على خلع ملابسه ما عدا الداخلية، وأمروه برفع يديه والمباعدة بين ساقيه، وكلما حاول إنزال يديه لبرهة من الوقت، كانوا يضربونه بأعقاب البنادق ، ويؤكد ها الطفل أنه بقي على هذا الحال لساعات طويلة. وأضاف الطفل العارضة قائلاً: تم نقلي فيما بعد إلى زنزانة فيها ثمانية أطفال معتقلين ، وكنت مقيد اليدين والرجلين، حيث قام المحقق بوضع رجليه على الكرسي أمامي، ومن ثم وضعها على مناطق حساسة في جسمي، وكلما سألني سؤالا وأجبت بالنفي، كان يضغط عليّ أقوى واستمر لمدة أربعين دقيقة. . !! ويروي الفتى الفلسطيني، عروة قعدان (17 عاما) من مدينة طولكرم لمحاميه: انه أصيب بالرصاص الحي في يده لحظة اعتقاله، وهو ما يستغله المحققون فيقومون بضربه مكان الإصابة ، ويقوم جندي آخر بوضع رجله على رقبته لانتزاع اعترافات. . مشيراً إلى تعمد إدارة سجن ( مجدو الإسرائيلي ) إلى المماطلة في العلاج، وهي إذا وافقت عليه فان حبة الأكامول هي العلاج ، مؤكداً أنه بحاجة إلى عملية في يده نتيجة إصابته، بينما يؤكد أنه بقي لأربعة أيام يتقيأ دماً ولم يقدم له العلاج، إلا في اليوم الرابع نظراً لتفاقم حالته الصحية. وفي سياق التعديات على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين قدم عدد من الأسرى الفلسطينيين لمحامي نادي الأسير الفلسطيني شهادات عن تعرضهم لأساليب تعذيب قاسية ولا إنسانية أثناء استجوابهم على يد المحققين.
الأسيرة الفلسطينية، الفتاة روان حسن ثوابته (16 عاماً) ، من سكان أبو دي قالت في إفادة لمحامي نادي الأسير الفلسطيني: إنها تعرضت في معتقل (المسكوبية الإسرائيلي) للضرب المبرح على بطنها ووجهها من قبل أحد المحققين، وتعاني الآن من عدة أمراض ولم يتم نقلها إلى الطبيب للعلاج. من ناحيته قال الأسير الفلسطيني، الطفل مصطفى محمود حرفوش ( 15 عاما) من مدينة رام الله ، لنادي الأسير الفلسطيني: إنه تعرض لتعذيب وحشي بعد اعتقاله واقتياده إلى مستوطنة (جفعات زئيف) حيث تم استخدام الكماشة في تعذيبه بغية انتزاع اعترافات منه. وفي هذا السياق، قال محامي نادي الأسير الفلسطيني، كريم حمودة (للجزيرة)، بعد أن تمكن من زيارة مركز التوقيف في (معتقل عوفر الإسرائيلي)، الذي يطلق عليه اسم (بنيامين )، حيث يوجد به ( 18طفلاً فلسطينياً): إن الأطفال هناك يتعرضون لأساليب تحقيق قذرة وصلت إلى حد تهديدهم بالاغتصاب لإجبارهم على الاعتراف. وشكا معظم الأطفال في هذا المعتقل اللعين من أنهم وقعوا على أوراق وإفادات تحت الضرب والتهديد ، وقال الأطفال القابعون هناك : إنهم يعانون من حالة نفسية صعبة نتيجة توقيفهم وهم لا يعلمون لماذا هم معتقلون في الأصل. وفي هذا الصدد قال وزير الأسرى الفلسطيني ، هشام عبد الرازق في تصريح خاص (بالجزيرة): إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، صعدت من حملتها التعسفية بحق أطفال فلسطين ، ليصل عدد الأسرى والمعتقلين من شريحة الأطفال منذ تفجر انتفاضة الأقصى حتى وقت قريب، إلى (450 أسيراً ومعتقلاً )، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال شهر كانون ثاني - يناير الماضي أكثر من ( 40 طفلاً ) منهم الطفل, جبريل حرفوش (11 عاماً ) والطفل مصطفى محمود أبو يعقوب( 12 عاماً ) وكلاهما من مدينة رام الله.
|