فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة
قالت مصادر إسرائيلية إن قوات الاحتلال وضعت يدها، حتى الآن، على ما يقرب من (40 مليون شيقل) في بنوك ومصارف مدينة رام الله، التي قامت باجتياحها في ساعات ما بعد ظهر يوم، الأربعاء الماضي..
وأوضحت تلك المصادر أن المبالغ المصادرة ستودع في بنك اسرائيل المركزي، وسوف تصرف على الحاجيات الأمنية المتعلقة بتقوية الحواجز والمعابر التي يقيمها الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة..!! إضافة إلى صرف قسم آخر منها على الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين.. !!
وحسب المصادر العسكرية في اسرائيل، أنهى جيش الاحتلال في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء n فجر الخميس، عملياته في مدينة رام الله، حيث تم احتجاز (40 مليون شيقل) من بنوك مدينتي رام الله والبيرة.
وزعمت ذات المصادر أن المواطنين الفلسطينيين الذين صودرت أموالهم سيكون بمقدورهم لاحقا استرجاعها، فقط إذا ما تمكنوا من إثبات أن مدخراتهم نظيفة ولا تمت بصلة للنشاط الإرهابي.. !!
وحسب وزير الأمن الاسرائيلي، شاؤول موفاز، صادر الجيش الاسرائيلي أموالاً تقدر بملايين الدولارات تابعة ل (390 حساب مصرفي)، في البنك العربي وبنك القاهرة عمان، وفي عدة فروع بنوك تم اقتحامها يوم الأربعاء الماضي، في مدينتي رام الله والبيرة..
وكان الوزير موفاز، قال: إن قوات الجيش الإسرائيلي كشفت، خلال العمليات نحو (390 حسابًا مصرفيًا)، تابعة لمنظمات خيرية، يعتقد أن هذه الأموال معدة لتمويل العمليات التفجيرية، التي تنفذها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وبدفع مبالغ للفدائيين الفلسطينيين وعائلاتهم.. !! وكان موفاز قد أدلى بهذه التصريحات خلال لقاء مع جنود، بينما كانت العمليات في أوجها..
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية أن السلطات الاسرائيلية تشتبه بأن تكون تنظيمات فلسطينية في الخارج قد حولت هذه الأموال إلى حسابات تابعة لتنظيمات فلسطينية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أجل استخدامها في تمويل أعمال عسكرية ضد الدولة العبرية..
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة معاريف الاسرائيلية تقريرا طالعته (الجزيرة)، تضمن مزاعم حول نقل أموال من الخارج إلى فصائل فلسطينية، مضيفة: إن المواطن الإسرائيلي (شمشون شموئيل)، نقل العام الماضي ملايين الشواقل من الخليل إلى غزة دون أن يعرف أنه يقدم خدمة لحركة حماس..
وأشارت الصحيفة في تقريرها أن ذلك كان حلقة أخرى في سلسلة طويلة ومعقدة تتدفق عبرها الأموال من قيادة حركة حماس في سوريا إلى المقاتلين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة..
وجاء في التقرير: انه في الشهر الماضي اكتشفت المخابرات الاسرائيلية خلية؛ عملت على نقل الأموال من قيادة حماس في سوريا إلى قطاع غزة، وقد قدمت لائحة الاتهام التي رفعت ضد أحد المشاركين في الأمر، حيث تظهر اللائحة أن السبيل الملتوي الذي تجتازه الأموال، عبر حسابات فرعية في بنوك أجنبية، وصرافين فلسطينيين وكذا إسرائيليين استخدموا كوساطة في طريق المال إلى هدفه الفتاك..
وأشارت الصحيفة العبرية إلى المواطن الفلسطيني، (محمد عابدين 30 عاما)، وهو صراف من مدينة الخليل، تلقى قبل عام عرضا مغريا من المواطن (جابر بصل) من سكان قطاع غزة، طلب منه التوسط في نقل مبلغ (200 ألف دولار) من الأردن إلى قطاع غزة، مقابل عمولة..
وتشير الصحيفة أن المواطن عابدين جند بهذا الشأن أخاه فؤاد الذي يسكن في الأردن، وحرص على نقل المال في تحويلة بنكية.. وعندما تلقى المال، نقله إلى رجال ارتباط في مدينة غزة. .
وحسب ما جاء في الصحيفة العبرية، تفصل لائحة الاتهام ضد عابدين التي قدمت للمحكمة العسكرية كيف تحولت الصفقة لمرة واحدة إلى نهج، بعد تنفيذ التحويلة البنكية حيث اتصل بفؤاد عابدين الشخص الذي بعث المال.. وعرض نفسه (كأبو خالد) وروى بأنه يتواجد في سوريا. واقترح ابو خالد على عابدين وشقيقه الاستمرار في نقل الأموال إلى غزة.. وتتهم اسرائيل عابدين بأنه توسط بذلك في تحويل مبلغ إجمالي (1,6 مليون دولار) لحركة حماس، وان المال اتجه إلى تنفيذ عمليات تفجيرية..
وقالت معاريف في تقريرها: إن المحكمة برأت المواطن الإسرائيلي (شمشون شموئيل) الذي حققت معه المخابرات والشرطة مطولا، مضيفة: أن طاقم التحقيق برئاسة (رافي نوريئيل)، اكتشف ان شموئيل عمل على نقل الأموال دون أن يعرف على الإطلاق اين تتجه، وهذا ال (شموئيل)، سيكون شاهد ادعاء في محاكمة المواطن الفلسطيني، محمد عابدين..
وفي هذا السياق، نقلت إذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي عن مراسلها العسكري قوله: إن الجيش الاسرائيلي، وبالتعاون مع جهاز الشاباك، والشرطة الاسرائيلية ؛ داهموا مدينتي رام الله والبيرة، بعد فرض حظر التجول عليها ؛ ودهموا فرعين للبنك العربي وفرعاً لبنك القاهرة عمان لمصادرة أموال نقدية تعود للفلسطينيين..
وزعم مراسل الإذاعة العسكرية في اسرائيل أن هذه الأموال تتبع لجمعيات الصدقات والزكاة، وكانت معدة لاستخدامها في عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي..
وكانت المصادر الإسرائيلية زعمت، أن الاجتياح جاء لمتابعة تحويل أموال إلى منظمات فلسطينية، مؤكدة أن هذا الاجتياح ل مدينة رام الله، لا يستهدف المقاطعة أو الرئيس الفلسطيني ، ياسر عرفات..
وفي هذا الصدد، ذكرت (جمعية القانون)، الناشطة في مجال حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن قوات الاحتلال الاسرائيلي التي قامت بالتوغل في مدينة رام الله، وفرضت حظر التجول على بعض أحيائها، وقامت باقتحام البنك العربي الواقع في مدينة (رام الله التحتا)، وبنك القاهرة عمان، وبنك فلسطين الدولي، وكذلك فرع البنك العربي في مدينة البيرة.. بعد أن حاصرت المكان بخمس عشرة آلية عسكرية.. وحسب تقرير صادر عن جمعية القانون، تلقت الجزيرة نسخة منه: أن الجنود الاسرائيليين اصطحبوا معهم خبراء مصرفيين، وبدؤوا بطلب الكشوفات الموجودة في تلك البنوك.. وقد أجبر جنود الاحتلال الاسرائيلي الموظفين الفلسطينيين في تلك البنوك على إغلاق هواتفهم النقالة، وتم احتجازهم خارج البنوك..
|