Tuesday 2nd March,200411478العددالثلاثاء 11 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محاكمة (رهائن الأقصى) محاكمة (رهائن الأقصى)
إجراءات تعسفية للمعتقلين ومهزلة تفضح سذاجة المحققين

  * رام الله - نائل نخلة:
في خطوة مفاجئة وبدون مبرر قررت مصلحة السجون ومنذ يوم الأربعاء 18-2- 2004 نقل الشيخ رائد صلاح وإخوانه المعتقلين الأربعة (رهائن الأقصى) إلى سجن اشمورت (بيت ليد) حيث يخضع هذا السجن لأنظمة مصلحة السجون, حيث تمّ حرمان المعتقلين من خدمة الهاتف وحتى هذه اللحظة لا يتلقون الصحف ويتم نقلهم إلى المحكمة في ساعات الليل المتأخرة ومما يلفت النظر أن الأخوة المعتقلين يتنقلون بين السجون بحافلة متنقلة على كل السجون وهم مقيدو الأيدي والأرجل.
هذا وعقّب الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني - على هذه الإجراءات قائلاً : النقل هو لإبعاد المعتقلين عن مركز الحدث وعن قلب فعاليات الحركة الإسلامية ، وهذا النقل يندرج ضمن محاولات اذلالنا وكسر إرادتنا وهو الامر الذي لن يكون بإذن الله، وأضاف الشيخ صلاح :انه وإخوانه المعتقلين لن يكونوا رهن وضحية صراعات داخلية بين رجال الأمن الإسرائيليين ولن يقبلوا بأن تنال الرتب والنياشين على حساب ملفهم، وأكمل قائلاً : إنه يرفض أن يزج هو وإخوانه في السجن عنوة وبذلك يشكلون رقماً آخر في سلسلة المعتقلين العرب الذين زُج بهم في غياهب السجون ولا تزال علامات سؤال وتعجب كبيرة حول قضاياهم مثل الشباب الذين أدينوا بقتل الطفل اليهودي داني كاتس. . . . ومثل سلمان العبيد الذي أدين بقتل واغتصاب الفتاه اليهودية المدعوة حانيت كيكوس برغم قناعة ثلاثة من قضاة التركيبة التي أدانته بأنه بريء تماماً مما نُسب إليه.
وفي السياق نفسه فإن مصلحة السجون قررت نقل المعتقلين الخمسة ( الشيخ رائد صلاح وإخوانه ) إلى سجن الجلمة فجر يوم الخميس 26-2-2004 حيث جرت لهم محاكمة يوم الأحد 29-2-2004م في المحكمة المركزية في حيفا مع العلم أنه بالإمكان إحضارهم إلى حيفا صبيحة جلسة المحكمة وبهذا تمّ حرمان الأهل من الزيارة الثانية على التوالي حيث كان من المفروض ان تتم الزيارة في اشمورت (بيت ليد) بتمام الساعة الواحدة والنصف من ظهر هذا اليوم.
المحاكم أصبحت موضوعاً للنكت الشعبية
يبدو أنه لاحدود أحياناً للمهزلة التي يمكن أن تنتهجها النيابة وفي حالة اعتقال رهائن الأقصى فإنه وفي طريق البحث عن دلائل وأدلة لإدانة المعتقلين فإنه يجوز كل شيء حتى وان كانت المسائل متعلقة بفهم المقروء، في الجلسة التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي استجوب بها محامو الدفاع الضابطة ليلاخ هابر التي كانت حققت مع د. سليمان أحمد وهذه المرة مثل المرات السابقة وجه الشيخ رائد صلاح السؤال تلو الآخر الى النيابة وهو يقاطعها متسائلا حول شراء الحلوى للأطفال الأيتام كيف يصنف كإرهاب ، وحول سؤاله ما إذا كانوا قد سئموا من الكذب ام لا فقد أبقى السؤال ينتظر الإجابة ، إجابة على الأغلب لن تأتي حيث ان تفاصيل المهزلة التي تعرض في المحاكم المتواصلة باتت لا تحتمل حتى أصبحت موضوعا للنكات الشعبية. محامو الدفاع رياض أنيس ومصطفى سهيل وحسين أبو حسين وأفيغدور فلدمان وجهوا السؤال تلو الآخر للمحققة والتي تهربت بشكل واضح من الإجابة على قسم من الأسئلة فيما أجابت بشكل غير واضح على أسئلة أخرى غير أن قنبلة الجلسة تمثلت في سؤال كانت وجهته المحققة إلى د. سليمان احمد حول علاقته (بعيد ضحاضحة) ، المحققة صمّمت أن تعرف عن هذه العلاقة فيما حافظ د. سليمان احمد على صمته ولم يجب وكانت المفاجأة (هذا إن كان هناك ما يفاجئ أصلا ) حين تبيّن أن عيد ضحاضحة هذا ليس إلا عيد الأضحى المبارك ، وإذا كان بإمكان عيد الأضحى أن يتحول الى (إرهابي) وتهمة فما المانع ان تصبح الصلاة والزكاة وقيام الليل ارهابا لدى المعتقلين علاقات حميمة به ؟ وتتواصل الإحراجات للمحققين ! ومن جهة أخرى تواصلت يوم الاثنين 23-2- 2004 في المحكمة المركزية في حيفا ، جلسة أخرى من جلسات محاكمة رهائن الأقصى ، والتي امتدت على أكثر من اربع ساعات ابتدأت في التاسعة صباحا ، حيث خصصت لاستجواب المحققة ياعيل هارئيل ، وهي الضابطة التي أشرفت على التحقيق مع رهين الأقصى الأخ ناصر خالد.
وقد استجوب الشاهدة المحامي رياض أنيس من طاقم الدفاع حيث وجه لها العديد من الأسئلة التي احرجتها وطريقة التحقيق التي انتهجتها هي وزملاؤها حيث بدا واضحاً ان الكثير من المعلومات التي يتعامل معها المحققون كأنها حقائق ما هي الا احاسيس وظنون وليس اكثر من ذلك فمثلاً على سؤال الاستاذ أنيس (هل لديك أي مستند يثبت ان عبد الناصر خالد اغباريه هو رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإغاثة الإنسانية ؟) أجابت هارئيل (لا ولكن عندما نظرنا إلى دفتر يوميات عبد الناصر وجدنا انه في يوم ما قابل مراقب حسابات المؤسسة ؟) هذا السؤال تكرر مراراً وتكراراً. . . عندها تدخل القاضي (دار) قائلاً. . . . لو كانت الأدلة والاثباتات يقررها المحققون لذهبنا الى بيوتنا وتركنا وظيفتنا. . . . وحول السؤال عن استهزاء المحققين بالمعتقل منذ اول لحظة حيث كان أحدهم يغني . . . لصوص. . . لصوص. . . (أجابت هارئيل قائلة) نعم لقد سمعت احد زملائي يغني هذا الكلام مرة ما (ولكن نسيت هارئيل أنه من ادنى الواجب عليها كرئيسة للطاقم المصغر الذي حقق مع إغباريه أنه كان عليها ان توقف مثل هذا التصرف لزميلها. . . وهذا فيض من غيض مما يدور في مداولات هذا الملف الذي لم يمس أمن الدولة لا من قريب ولا من بعيد ولا زال الحديث يدور عن تقديم المعونات الإغاثة والملابس والأحذية للمحتاجين والمعوزين من الأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من الجدير بالذكر ان النيابه كانت قد عقدت اتفاقاً مع طاقم الدفاع على اطلاق سراح عبد الناصر بعد خمسة ايام من اعتقاله اي يوم 18- 5-2003 ولكنها نقضته ولا يزال معتقلاً حتى يومنا هذا.
وفي تصريح له لوسائل الإعلام قبل بداية الجلسة ، ندد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بمنع طاقم الدفاع عن رهائن الأقصى من اللقاء المباشر معه هو وإخوانه يوم الاحد الماضي في سجن (اشمورت).
وعرض الشيخ رائد امام القضاة هذا الامر المستهجن والذي وعدوا من جانبهم ببحثه مع إدارة سجن (اشمورت).
كيف أضحى عيد الأضحى (إرهابياً) يخدم الحركة الإسلامية!؟
تواصل السلطات الإسرائيلية محاكمة قادة ونشطاء الحركة الإسلامية (رهائن الأقصى) المعتقلين منذ أيار 2003، بتهم ممجوجة، قد يتضح مدى سخافتها مع قراءة هذا النص الذي زودنا به المحامي حسين أبو حسين، احد المرافعين عن المعتقلين: خلال حملة الاعتقالات التي طالت قيادة الحركة الاسلامية في شهر أيار الماضي تم اعتقال الدكتور سليمان اغبارية, رئيس بلدية أم الفحم , أياماً معدودات بعد اعتقال اخوانه الآخرين, وقد خضع مثلهم لتحقيق يومي متواصل ,الا أنه منذ بداية اعتقاله اختار الحفاظ على حقه القانوني في الصمت وعدم الرد على أسئلة المحققين من رجال الشرطة وطواقم التحقيق.
مع ذلك ثابر محققوه على طرح الأسئلة لحمله على التجاوب معهم, رغم محافظته على حقه الشرعي بعدم الرد وثنيه عن الصمت, واليكم مفارقة واحدة من المفارقات التي وردت في الافادة المسجلة يوم 29 أيار 2003:
(المحقق:) فيما يلي أقرأ لك مضمون افادتك التي سجلت يوم 18-3-96، الواقعة في صفحة 8 بخصوص لجنة الاغاثة الإسلاميه: (عادة نحن لا نتلقى التعليمات أو التوجيهات من أحد ولكن اذا كانت هناك جمعية بالخارج تود أن تقدم مساعدة في مجال محدد نقوم نحن بالمساعدة من أجل نفس الأهداف الإنسانية لهذه الجمعية وفي نفس الموضوع مثل عيد الأضحى).
المحقق: من هذا عيد ضحاضحة ولأي جمعية يتبع في الخارج؟
د. سليمان: يصمت.
المحقق: ما هي أهداف الجمعية في الخارج التي ينتمي إليها عيد ضحاضحة؟
د. سليمان: يصمت.
المحقق: هل ما زلت على اتصال مع عيد ضحاضحة؟
د. سليمان: يصمت.
المحقق: كيف تقيم معه اتصالاً؟ هل أنت على اتصال هاتفي؟ هل تلتقيه؟.
د. سليمان: يصمت.
المحقق: ما هي التوجيهات التي أمركم بها؟ هل كانت لديه أفضليات لمن تعطى الاموال؟
د. سليمان: يصمت.
المحقق: أنا أقول لك أن عيد ضحاضحة أمركم بتوزيع التبرعات لعائلات الشهداء والأسرى الامنيين, ما هو رد فعلكم؟
د. سليمان: يصمت.
نعم هكذا وبكل بساطة يصبح عيد الأضحى عيد ضحاضحة ويتحول إلى ناشط في جمعية إسلامية في الخارج يوعز إلى لجنة الاغاثة بتقديم العون لعائلات الشهداء والأسرى الأمنيين. اذن , فعيد الأضحى في مخيلة المحقق الإسرائيلي, ربما يكون ارهابيا, لا شك أنه شخص له صلة قوية على ما يبدو بالحركة الإسلامية وقيادتها ,وليس مجرد شخص عادي بل له تأثير ونفوذ إلى حد أنه يصدر تعليماته أولاً بأول لهم متى وكيف يوزعون المساعدات الإنسانية والمعونات الغذائية للعائلات الفلسطينية في مخيم جنين ومخيم البرازيل في قطاع غزة.
نعم ,هذا هو عيد الأضحى كما يراه المحقق الاسرائيلي , الذي لا يميز بين الأضحى والضحاضحة , لا لشيء إلا أنه يجهل كل الجهل بلغة وثقافة وحضارة الآخر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved