* بريدة - عبدالرحمن التويجري:
في اطار انشطته المنبرية للموسم الثقافي لعام 1424-1425هـ استضاف نادي القصيم الأدبي ببريدة مساء يوم الاثنين الموافق 25- 12-1424هـ الاستاذ الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز حيث ألقى محاضرة بعنوان (تجربة المجالس البلدية من منظور تاريخي)
وقد استهل الدكتور السماري محاضرته بقوله:
يمثل صدور قرار مجلس الوزراء في 17 شعبان 1424هـ برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - خطوة مهمة في تدعيم البناء الاداري للمملكة العربية السعودية وينطلق هذا القرار من تجربة مرت بها المملكة في الاربعينيات الهجرية وماتلاها من سنوات مما يدل على ان هذه الخطوة جاءت من ذلك العمق التاريخي، وتجربة المملكة العربية السعودية في التنظيم الاداري جعلتها امتدادا لاي اصلاح او تطوير في المستقبل.
ولذا ليس غريبا ان تتجه البلاد الى تفعيل بعض ادوات تلك التجربة وهي مجالس البلدية التي كان لها الاسهام الكبير في تطوير البلاد وتوسيع المشاركة الشعبية في الادارة المحلية وبالنظر الى تلك الفترة التاريخية نجد ان تجربتها في الادارة المحلية تتسم بالنشاط والتنظيم خاصة في موضوع المجالس البلدية.
ثم أخذ الدكتور السماري يستعرض المسيرة التاريخية للمجالس البلدية قائلا:
لقد بدأت انطلاقة تأسيس المجالس البلدية في عام 1343هـ عندما اعلن الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة عن تأسيس مجلس أهلي ينظر في الشؤون المحلية، وحدد الملك عبدالعزيز في كلمته الموجهة الى عدد من الأعيان انه يريد من الهيئة التي ستقوم بانتخاب الأشخاص تحري المصلحة العامة وتقديمها على كل شيء وان ينتخبوا أهل الجدارة واللياقة الذين يغارون على المصلحة العامة ولايقدمون عليها مصالحهم الخاصة، وأن يكونوا من أهل الغيرة والحمية والتقوى.
كما خاطب الملك عبدالعزيز ذلك الجمع مشددا على المصلحة والواقع قائلا:
(لا أريد اوهاما وإنما أريد حقائق، اريد رجالا يعملون).
وفي عام 1343هـ تشكل المجلس البلدي في مكة المكرمة كأول مجلس بلدي في المملكة وحددت مسؤولياته في تنظيم الامور البلدية ووضع لوائح وتدقيق مسائل الاوقاف وتعميم التعليم الديني والنظر في حفظ الامن والنظر في المسائل المرقية للتجارة، ثم انتخاب المجلس البلدي وصادق الملك عبدالعزيز على نتيجة الانتخابات.
وعندما تأسس مجلس الشورى في عام 1346هـ اصبح يعنى بالمجالس البلدية ومتابعة انتخاباتها وتقيدها بالانظمة واللوائح ولذلك نجد ان مجلس الشورى اقر في عام 1348هـ طريقة الانتخابات ثم أصدر نظاما شاملا للانتخابات في عام 1357هـ وظهرت المجالس البلدية في عدد من المدن منها مكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، وينبع الوجه، والعلا، والخبر، وأبها، مما جعل هذه التجربة تمر بمراحل عديدة تبين من خلالها عدد من المشكلات التي تعامل معها مجلس الشورى آنذاك.. وظهر المجلس البلدي في الرياض متأخرا عام 1348هـ وجُدد المجلس بعد انتهاء مدته الأولى في عام 1387هـ.
ومن خلال النظر في انشطة هذه المجالس نجد انها كانت مفيدة جدا ومثمرة في مساعدة البلديات على العمل في العمران والتطوير وضبط الاسعار والتقليل من المخالفات وذلك نتيجة لهذه المشاركة الشعبية المنظمة وبعد ذلك بدأ انحسار المجالس البلدية الذي اثرت فيه كثير من العوامل من ابرزها إنشاء وزارة الشؤون البلدية والقروية عام 1395هـ وظهور نظام البلديات والقرى عام 1397.
واستخلص الدكتور المحاضر في نهاية حديثه الرؤية المستقبلية للمجالس البلدية بقوله: ان تجربة المجالس البلدية تعطينا دلالة واضحة على ان المملكة العربية السعودية تسير في خطواتها الاصلاحية بشكل ذاتي وتستعين بخبراتها وتجاربها السابقة كما تدل تجربة تلك المجالس على ذلك الزخم الكبير من التطور الاداري المحلي والمشاركة الشعبية الواسعة التي استمرت لفترة طويلة.
والمأمول هو أن يستفيد مشروع مجالس البلديات القادم من هذه التجربة الرائدة التي تضمنت عناصر كثيرة ونابعة من مجتمعنا المحلي وليست مفروضة علينا من الخارج وهي تجربة تستحق الاشادة والاستفادة.
هذا وقد قدم للمحاضرة الدكتور حسن بن فهد الهويمل رئيس النادي الذي قدم نبذة عن المحاضر واكد على أهمية موضوع المحاضرة ثم شكر في نهاية المحاضرة الدكتور فهد السماري الذي عالج موضوع المحاضرة بأسلوب علمي مستند على وثائق ومصادر علمية مهمة.
وقد حظيت المحاضرة باهتمام المتابعين والمعنيين في هذا المجال حيث حضرها جمهور غفير تفاعل مع الموضوع ومنهم من داخل واثنى على المحاضرة وعبر عن رؤيته تجاه الموضوع.
|