في فترة قصيرة فقدت بلادنا الغالية مجموعة من نجوم العلم والثقافة والفن وهذه سُنَّة الحياة.. وقد ترك الأدباء والشعراء والفنانون كنوزاً من المؤلفات والدواوين والمسرحيات والمسلسلات التلفازية والأغاني والمؤلفات الموسيقية والتي نفتخر بها نحن - السعوديين - لأنها تمثل مرحلة هامة من مراحل بلادنا التطورية.
وحينما نتذكر هؤلاء المواطنين والتي جمعتنا بهم أواصر المواطنة والصداقة والزمالة لابد وأن نعترف أنهم تركوا فجوات مؤثِّرة في مسيرة مجالاتهم.. حاولنا أن نسد هذه الفجوات من خلال ما ورثناه منهم من احتياطات ثقافية وفنية وأدبية إلا أنَّ فقدانهم كان له أثر جسيم.
وأول هؤلاء المفقودين والذي شعرنا بهزة نفسية في رحيله هو علامتنا الشيخ المرحوم حمد الجاسر والذي تشرفت شخصيا في استضافته في أول برنامج تلفازي جماهيري هو (رواد ومواهب) والذي كنت أعدُّه وأقدِّمه من خلال قناتنا السعودية الأولى في منتصف الثمانينيات.. لقد استضفنا العلامة الشيخ جاسر ليحدثنا عن جغرافية وتاريخ الجزيرة فتحول اللقاء بين جمهور البرنامج والذين قٌدِّروا ب(ألفين) إلى حوار عائلي بين والد وأبنائه..
لقد كان شيخنا الجليل يتمتع بروح مرحة وثقافة واسعة وكان المفروض أن يدوم اللقاء ربع ساعة نظرا لوجود ضيوف آخرين.. إلا أننا قضينا في ضيافة علامة الجزيرة العربية أكثر من ساعة ونصف.
أما فناننا الراحل الأستاذ الراحل محمد العلي (أبو عبدالله) الذي قدم الفن السعودي بأعلى مستوياته في مسلسلات وبرامج متنوعة وكثيرة ويأتي في مقدمتها مسلسله الرمضاني المعروف (خليك معي) فلقد استطاع (يرحمه الله) أن يرسم الابتسامة على وجود الكثير من مواطنيه وحتى المقيمين.
وفناننا الراحل.. صوت الوطن.. وقيثارة الجزيرة العربية.. المغفور له بإذن الله.. طلال مداح فقد سجل له التاريخ السعودي والخليجي والعربي مكانة مرموقة في قلوب وأفكار الجميع.
وشاعر الكلمة.. الإنسان الذي أعطى من وقته ومن فكره ومن جهده لبناء ثقافة سعودية وعربية من خلال مجلته التي كرسها لخدمة الشعراء والأدباء والمثقفين من الجنسين مجلة (الفواصل) والتي كانت منبرا لطرح أطروحات تعالج مشاكل المجتمع وتضع الحلول لهذه المشاكل.. انه الشاعر الأديب طلال الرشيد يرحمه الله.
أخيرا.. لابد وأن تتوقف الذاكرة عند قبر فناننا الراحل الدكتور بكر الشدي رحمة الله عليه نقول له: إننا لم ننسك وستبقى في أعماق قلوبنا أنت وجميع من شاركوا في صناعة تاريخنا السعودي المجيد.
للذاكرة أيضا محطة أخرى لابد وأن تتوقف عندها بكل احترام وتقدير لهذا الإنسان الذي شارك في جميع المجالات ومثل المملكة في محافل خليجية وعربية ودولية.. انه فناننا الراحل صالح العزاز عليه ألف رحمه ومغفرة.
ولابد قبل أن نختم هذه الجولة من ذاكرتنا لابناء وطننا والذين قمنا بتوديعهم إلى مثواهم الأخير أن نترحم عليهم.. ونطلب لهم المغفرة.. ونرجو أن تكون الجنة سكنهم في الآخرة.
و{إنَّا لِلّهِ وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
|