عندما نعرف أن المجتمع يبتكر طرقاً مختلفة تفي بحاجاته طالما هي ضرورية له، فإننا لا نستغرب انتشار مفهوم التدريب بين أفراد المجمع باعتباره أسرع الطرق وأكثرها فعالية في إكساب المهارات والمعارف والاتجاهات.
التدريب -الآن- بدا قراراً اجتماعياً على وشك أن يكتمل ، أفرزته متطلبات الحياة الجديدة التي تحتاج إنساناً يملك المهارة أكثر مما يملك من المعلومات بشكل يدفعنا لتغيير كثير من استراتيجيات (التعليم والتعلم) ويكسر كثيراً من الاتجاهات التربوية التي ترى في مهارة (الحفظ) منتهى التعلم.
كان الإنسان السعودي في بدايات التنمية يتلقى تشجيعاً مالياً من أجل أن يلتحق في المؤسسات المدنية والعسكرية والتدريبية واليوم هو يدفع من ميزانيته الخاصة ليلتحق بمؤسسات التدريب المختلفة من أجل أن يطور مهاراته ويبذل في ذلك الكثير من وقته وجهده ليجعل من نفسه اليوم غير الأمس مهارة وعلماً ومعرفة..
الجميل أن الوعي بأهمية التدريب أخذ وضعاً مشجعاً عند الكثيرين فأصبحنا نرى في كل زاوية من زوايا المجتمع دورة تدريبية في: تطوير الشخصية ،التعامل مع الأطفال، إدارة الوقت، العلاقات الاجتماعية، هندسة النجاح، فن التسويق، المال والأعمال، طرائق الإدارة الحديثة..الخ.
أما الشيء غير الجميل فهو أن تبقى الجهات الحكومية المعنية بالتدريب شبه غائبة عن هذا التحول الإيجابي حول مفهوم التدريب من الأفراد، لأن ذلك يفوّت فرصة من فرص التنمية ويؤثر سلباً على مبدأ الاستثمار في الإنسان، ولا نتوقع أن حضورها الحالي المتمثل في (مسموح، ممنوع) يعزز الحركة التدريبية بشكلها الاجتماعي.
|