في مثل هذا اليوم من عام 1961 أصدر الرئيس المنتخب حديثاً جون كينيدي أمراً تنفيذياً بتأسيس قوات السلام حيث اعتبر ذلك أكثر برامج الحرب الباردة ابتكاراً وشهرة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية.
فخلال حملته الانتخابية الرئاسية في عام 1960، طرح كينيدي فكرة إنشاء جيش جديد من قبل الولايات المتحدة وأنه يتعين أن تتكون هذه القوة من المدنيين الذين يتطوعون بوقتهم ومهاراتهم للسفر إلى دول العالم النامي لمساعدتها بأي طريقة ممكنة.
ولكي يعمل على تنفيذ خطته، أصدر كينيدي أمراًَ لتأسيس قوات السلام كبرنامج تجريبي، حيث أرسل رسالة إلى الكونجرس يطلب منه تأييده كما أوضح أهمية الدول النامية للولايات المتحدة.
إلا إن الكثير من أعضاء الكونجرس والشعب الأمريكي شككوا في تكاليف البرنامج وفاعلية المساعدة الأمريكية.
وبالرغم من ذلك لم يكن بالمقدور تجاهل تحذيرات كينيدي بمخاطر دول العالم النامي حيث كانت الثورات تندلع حول العالم والعديد من هذه النزاعات كما في لاجوس والكونغو، وفي مناطق أخرى كانت معرضة لكي تصبح أرض معركة للحرب الباردة, وبعد عدة أشهر صوت الكونجرس لكي يجعل هذه القوات دائمة.
وخلال حقبة الستينيات والسبعينيات، تدفق آلاف الأمريكيين وخاصة الشباب للخدمة في العديد من الدول وخاصة في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وبالعمل جنباً بجنب مع شعوب هذه الدول، ساعد متطوعو قوات السلام على بناء أنظمة صرف صحي ومياه للشرب مع بناء المدارس والتدريس فيها والمساعدة على زرع محاصيل جديدة وإدخال طرق زراعة حديثة لزيادة الإنتاج والمشاركة في العديد من المشاريع الأخرى.
وقد واجه المتطوعون الحرمان بل وأحياناً الخطر كما أن الشعوب الأجنبية لم تكن ترحب بهم دائماً حيث كانوا يشككون في الدوافع الأمريكية. وإجمالاً، تقرر أن البرنامج ناجح من حيث المساعدة على الفوز بقلوب وعقول شعوب العالم النامي, ولا يزال البرنامج يعمل مع قيام آلاف الأمريكيين كل عام بمهام إنسانية وروح المغامرة التي تصف قوات السلام.
|