Monday 1st March,200411477العددالأثنين 10 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حتى لا تتحول الرياضة إلى إصابة حتى لا تتحول الرياضة إلى إصابة
الجري ليس رياضة للجميع

  كثيراً ما ينصح الأطباء المرضى بممارسة الرياضة, لما لها من فوائد جمة لصحة الجسد والنفس, وغالباً ما تكون رياضة الجري مقترنة بهذه النصحية, حيث أنها لا تحتاج الى أماكن أو تجهيزات خاصة.. حتى قيل ان الجري هو رياضة الجميع.. لكن الحقيقة أنه ليس كذلك, وأن بعض الإصابات الناتجة عنه قد تكون خطيرة, بل إن بعض المرضى لا يجب أن يمارسوا هذه الرياضة في كثير من الأحيان.
لكن ما هي الأسباب التي تجعل الجري ليس للجميع؟
د. سعادة سعد استشاري جراحة العظام بمستشفى الحمادي بالرياض وعضو الجمعية الفرنسية لجراحة العظام يجيب عن هذه التساؤلات, فيقول:
*****
هناك عدة أسباب تجعل رياضة الجري ليست للجميع, والطبيب قد يكون مدعواً لمعاينة الكثير من الممارسين لهذه الرياضة المحبوبة بسبب الإصابات التي تنتج عنها, وأغلب هذه الإصابات تكون بسيطة (رض, تمزق), ولكن بعضها قد يكون أكثر خطورة, و60% من الذين يمارسون رياضة الجري قد يتعرضون يوماً ما لإصابة تمنعهم من الركض, ولا سيما المبتدئين المتحمسين قليلي التحضير بدنياً, حيث يتعرضون للإصابات أكثر من غيرهم إما للركض منذ البداية لوقت طويل او الركض على أرض صلبة بأحذية ذات نوعية رديئة أو غير مناسبة, أما بالنسبة لذوي الخبرة في رياضة الجري فإنهم قد يتعرضون للإصابات بسبب الإجهاد وهذه الإصابات قد تخص الأنسجة الرخوة أو العظم نفسه وخاصة عندما يحاولون زيادة المسافة التي يقطعونها بسرعة زائدة والكثير من هؤلاء يكونون في فترة تحضير للسباق, هذا بالإضافة الى كثير من الإصابات التي تحدث أثناء التمارين التي لا تتناسب مع مستوى المتسابق, وبالتالي فالجري ليس رياضة للجميع, وبعض أمراض الجهاز الحركي والقلب بشكل خاص تمنع من ممارسة هذه الرياضة ولكن بالإمكان توجيه هؤلاء المرضى إلى ممارسة أنواع أخرى من الرياضة مثل: المشي, الدراجة والسباحة.
ويضيف د. سعادة سعد قائلاً: أثبتت الدراسة العلمية ان ما يزيد على 30% من الإصابات عند ممارسي رياضة الجري تخص الركبة, وتر آشيل 20%, التهاب السمحاق الظنبوبي وكسور التعب يمثل كل منها 15% والتهاب اللفافة الأخمصية 10% المتسابق, وقد يتعرض المارس لهذه الرياضة لأكثر من إصابة في نفس الوقت أو أعراض عديدة (متلازمة الاجهاد) قبل ان يستشير الطبيب, وكثيراً ما يلجأ المتسابق الى العلاج المقترح من أصدقائه المتسابقين او أن يحاول الركض بالرغم من إصابته وهذا ما يؤدي الى تفاقم إصابته, أما بالنسبة للطبيب فيجب أن يعرف الجوانب الحيوية للسباق وأهميته في حياة المتسابق, وأغلب الإصابات تحدث بشكل رئيسي في حالتين:
إما في بداية برنامج السباق, او في مرحلة انتقاله الى مستوى أعلى, لذلك تم تصنيف ممارسي رياضة الركض الى الهاوي الذي يركض 5 الى 8 كلم (كيلو متر) في الأسبوع بسرعة 6 الى 8 دقائق/ كم, ثم الهاوي الرياضي يركض 30 الى 60 كم في الأسبوع ويشترك في سباقات ولكن كتسلية أو تجارب 5 الى 10 كم, أما المتسابق المتمرس يركض 65-100 كلم في الاسبوع وبسرعة 4 الى 5 دقائق/ كم ويستطيع أن يشترك في سباقات 10000 متر أو ماراثون 42 كم, وأخيراً الماراثوني الممتاز يستطيع أن يركض 110 الى 320 كم في الاسبوع وبسرعة 3 الى 4 دقائق/كم.
ومن الإصابات الشائعة عند جميع الممارسين التهاب الصفاق, وتلين الغضروف, والألم العضلي, والالتهابات المأبضية, وآلام أسفل الظهر وذلك بسبب نقص التدريب أو الأحذية غير المناسبة, وبعض المتسابقين المتمرسين يحصل لديهم كسور تعب, متلازمة الاجهاد عندما ينتقل المتسابق الى مستوى تدريب أعلى وذلك بزيادة مسافة السباق أو سرعته دون اعطاء الوقت الكافي لجسده كي يتأقلم على زيادة الجهد, في حين يلاحظ إصابات التهاب اللفافة الأخمصية والتهاب وتر آشيل بكثرة عند الهاوي الرياضي.
ويؤكد د. سعادة أن المتسابق المتمرس يتعرض لإصابات عضلية أكثر خطورة في الفخذ والساق والظهر, وانزلاق غضروفي وتمدد في الأوتار المقربة وبشكل خاص الإصابات الحرارية أثناء السباق, كما أن اختلال التناسق الحركي وعدم التوازن في التركيب بين الأرجل والأطراف السفلي كثيراً ما يكون سبباً في حوادث المتسابق الرياضي أو الهاوي, بينما يلاحظ ان التشوبهات في التركيب لا تقل عند المتسابق المتمرس او الماراثوني والذي لم يكن قد وصل الى هذا المستوى لو كانت توجد عنده هذه التشوهات, وتعد أخطاء التمرين هي السبب الأكثر في الإصابات ومن هذه الأخطاء: قطع مسافة زائدة, تكثيف التمرين، تتالي الجري السريع والهرولة, الزيادة السريعة للمسافة المقطوعة, والتي لا تسمح للجسم بالتأقلم مع درجات الجهد الجديدة وحتى الإحماء غير الكافي يؤدي الى اصابات التعب, كذلك أرضية السباق: فالأرض الطرية مثالية ولكن أغلب الأحيان المتسابقون يستعملون الأرض المتوافرة بغض النظر عن التغطية وبذلك فإن الركض على الأرصفة أو الأسمنت يزيد الصدمات المنقولة الى الساق والأرجل والظهر, والطريق الأسفلتي يسمح بتخفيف الصدمات, أما الأرض المغطاة بالعشب تكون غير منتظمة, في حين أن الركض على أرض منحنية مثل الشاطئ او طرف الطريق تجبر الأرجل ان تكون بوضعية الكب على الجزء المرتفع من الإنحناء وهذا ما يقود الى تعب زائد في الأوتار والأربطة للأطراف السفلي والساق, كذلك الركض على أرض منحنية للأعلى يؤدي الى شد في وتر آشيل وعضلات الجزء الأسفل من الظهر, بينما الركض على أرض منحنية للأسفل يزيد صدمات كعب الرجل على الأرض.
ويحذر استشاري جراحة العظام بمستشفى الحمادي من رداءة بعض أحذية الركض والتي تؤدي الى حدوث الإصابات حيث أنها لا تسمح بتخفيف الصدمات أو الثبات الضروري لحماية الرجل والساق من الصدمات المتكررة أثناء الجري وأحذية الجري يجب أن تكون بحالة جيدة فأي اهتراء في الجزء الوحشي للكعب يؤدي الى عدم توازن أثناء تلامس كعب الرجل بالأرض وهذا ما يسبب آلاما في الجزء الوحشي للركبة, حيث ان أرجل الراكض تحتك مع الأرض 500 الى 1250 مرة/ كم او 50 الى 70 مرة بالدقيقة لكل رجل, مع قوة من 3 الى 8 مرات وزن الجسم ( حسب الأرض ووزن الراكض), وبالتالي فالتصادم بين الأرض والرجل يكون إما ممتصاً من الحذاء أو متنقلاً مباشرة الى الساق والظهر وبذلك فإن اي تشوه تشريحي أو حركي ولو بسيط وبدون أي عوارض أثناء المشي يمكن أن يتحول عند الركض الى إصابة حقيقية.
وهناك مشاكل أخرى تحدث أثناء السباق منها إصابات نتيجة الحرارة, أو التعرق الشديد لفترة طويلة مع عدم التعويض بشرب الماء والأملاح (في جو حار) قد يسبب ذلك المعص العضلي في الساق والذراع والظهر, الانهاك نتيجة الحر الشديد, ونادراً ما يكون ذلك مميتاً, وقد يصاب المتسابق بألم بالرأس, تخليط, هذيان, شعور, بالإقياء, إقياء, معص عضلي ومغطى بعرق بارد), وعندما يشعر المتسابق بالإقياء ولا يتعرق أثناء الركض يجب ايقافه بسرعة من قبل المسؤول الطبي ورفع رجليه وتخفيض حرارة جسمه بواسطة الثلج او منشفة باردة وأعطائه عن طريق الوريد المحاليل الضرورية ومن ثم نقله الى أقرب مركز طبي.
وهناك أيضاً الفقدان المفاجئ للتوزان الحراري في الجسم والذي يؤدي الى زيادة الحرارة تدريجياً والى حدوث ضربة الحر, والتي قد تكون مميتة, وتحدث غالباً عندما يكون المتسابق في حال إنهاك نتيجة للجهد الذي يفوق إمكانياته أثناء السباق الطويل.
كما يوجد إصابات نتيجة للطقس البارد مثل انخفاض الحرارة ونادراً ما يحدث ذلك عند المتسابق الهاوي ولكنه ممكن الحدوث عند المتسابق المتمرس عندما يركض في جو بارد مع وجود رياح ثلجية البرودة ورطوبة.
وحول سبل الوقاية من هذه الإصابات يقول د. سعادة: لابد أولاً من التأقلم مع الجو الحار تدريجياً لمدة من 10 أيام الى 6 أسابيع, حسب الأشخاص, وخلال هذه الفترة يجب تخفيض مسافة الركض, والتدريب يكون صباحاً أو مبكراً وفي المساء وليس في ساعات الحرارة الشديدة مع ارتداء ثياب فاتحة اللون وعدم ارتداء الثياب المطاطية, كما يجب على المتسابق ان يشرب 170 الى 220 مل ماء كل 15 دقيقة أثناء التدريب, وكل 20 دقيقة أو كل مرة يجتاز 4 كم أثناء السباق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved