Monday 1st March,200411477العددالأثنين 10 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بمناسبة العام الهجري الجديد بمناسبة العام الهجري الجديد
استلهام عبرة الهجرة ورؤية في المستقبل
عبدالله بن حمد الحقيل

استقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إطلالة العام الجديد من القرن الهجري الخامس عشر وكلنا أمل مشرق وتفاؤل كبير ببزوغ شمس هذا العام، آملين أن يحقق الله فيه الأمنيات للمسلمين جميعاً حكومات وشعوباً، ويتحقق الصفاء والوئام والسلام والاخوة والتعاون، وان يتحول السلاح الموجه إلى صدور المسلمين إلى صدور الأعداء المعتدين والمغتصبين لثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين، وان يتحول العرب من ميدان الخصومة إلى ميدان التعاون والوفاق ومحاربة الأعداء الحقيقيين، وان يعيدوا سالف أمجادهم ويشيدوا حضارتهم ويرتفعوا إلى الذرى الرفيعة والقمم الشامخة على أساس من الإسلام ومثله النبيلة وقيمه الخالدة، فالقوة الحقيقية تكمن في المحافظة على ذلك والانطلاق من خلال تلك الأهداف نحو آفاق الغد مستفيدين من كل معطيات العلم ووسائله ومنجزاته.
وما أعظم ما تحمله الهجرة النبوية من تاريخ عظيم وعبرة وذكرى، فلكم أصلح النفوس وفتح القلوب وحفلت الهجرة بالذكريات المجيدة، والأعمال الخالدة ذات الأبعاد والمدلولات.. ومازالت تعبق في النفوس تلك الذكرى ذات الامتداد التاريخي الطويل.
حقاً إن هذه المناسبة العظيمة من أقوى الدواعي لنا إلى استذكار دروسها وعظمتها فكم من أمم وشعوب رحبت بالدعوة الإسلامية ودخلت في نطاقها فاتسعت رقعة الدعوة إلى مدى بعيد في كل مكان.
فلنستلهم أحداث الهجرة ونأخذ منها العبر في حياتنا لأن الهجرة حولت يثرب الجاهلية إلى مدينة تحكم بتعاليم الإسلام بعدما أقام بها الرسول صلى الله عليه وسلم الكيان الإسلامي.
إن علينا أن نستفيد من خبرات الماضي وتجارب الحاضر، وعلى تلك الأسس القويمة من مثل وقيم وأخلاق يقوم كل جهد وعمل في مجال التربية والإصلاح والتوجيه والبناء والتطور.
والعمل -أي عمل- لا يمكن أن يثمر بدون دوافع الإيمان والإخلاص والتضحية والإيثار.
وكم في السيرة النبوية من دروس وعظات تحتاج منا إلى التأمل والعمق فهي مصدر إشعاع فكري وعملي وتربوي يجدر بنا أن نحسن عرضها لأبناء الجيل الإسلامي الحاضر ويكون اهتمامنا بذلك شديداً لتأكيد أصالة الإسلام وقوته في مختلف مجالات الحياة والعلم.
وخلاصة القول فإن ذكريات الهجرة مازالت تملأ القلوب على الرغم من مرور أربعة عشر قرناً وتتوهج بها النفوس المؤمنة وتستبشر بها لأنها تعطي معاني جديدة تثري الحياة.
ونحن نعيش بداية العام الهجري الجديد نتمنى ان يجعله الله عاما حافلا بالخير والأمن والسلام وان نعيشه بكل جد وإخلاص وعزيمة ومثابرة في كل مجالات حياتنا العلمية والعملية وان تتحقق خطط التنمية التي تعيشها بلادنا اليوم وتتحقق الإنجازات في مختلف المجالات -بإذن الله- وان نحدد أسلوب ومنهاج عملنا وصياغة رؤية متكاملة للمستقبل تتناسب مع جسامة التحديات.. هذا وبالله التوفيق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved