شهد يوم الأحد 19 - 11 انطلاق البث التجريبي للقناة الإخبارية السعودية، وهي القناة الرابعة لتنضم إلى قنوات التلفزيون السعودي: الأولى والثانية والثالثة (الرياضية)، وهي تعتبر قناة (إخبارية) متخصصة، ويمثل انطلاقها تحديا جديدا للإعلام السعودي في ظل تواجد عدد كبير من القنوات الفضائية الإخبارية المختلفة.
ولقد بذل المسؤولون في وزارة الثقافة والإعلام جهوداً كبيرة لتهيئة انطلاق هذه القناة بالتخطيط العلمي السليم من حيث إعداد الكوادر الوطنية والخبرات الإعلامية المتخصصة في الأقسام التحريرية والفنية، وتدريب الكوادر السعودية لوصولها إلى مكانة مهنية عالية من أجل تقديم خدمة إعلامية سعودية ذات حرفية عالية لتنقل الأحداث في الداخل والخارج. إن انطلاق هذه القناة المتخصصة يمثل نقلة جديدة للإعلام السعودي المرئي في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المملكة والحملات المستمرة عليها بسبب مواقفها الداعمة لقضايا العرب والمسلمين، وفي ظل تمسكها الدائم والمستنير بثوابت وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، كما أنها تأتي في ظل التطورات والأحداث الأخيرة في المنطقة داخلياً من تعرض بعض مناطق المملكة إلى بعض العمليات الإرهابية التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء والمسلمين والمقيمين، وبدء الحوار الوطني، وخارجياً من الأحداث في الدول المحيطة بالمملكة في العراق وفلسطين.
إن من أهم الأسباب التي ستؤدي إلى نجاح هذه القناة منحها الحرية الكاملة والكافية لمناقشة الكثير من القضايا والمواضيع الخاصة والحساسة في ضوء بعض الضوابط المتعارف عليها التي ينطلق منها الإعلام السعودي، كما أن تنوع البرامج الإخبارية المختلفة من نشرات إخبارية إلى ندوات ولقاءات وحوارات إلى برامج وثائقية وتاريخية، مع الاهتمام ببرامج جديدة عن المرأة والاقتصاد والرياضة على هذه القناة ستنعكس إيجابياً. إن نجاح هذه القناة مرهون بسرعة نقل وتغطية الأحداث الداخلية والخارجية تغطية كاملة وشاملة، وعدم حجب بعض التفاصيل مما سينعكس سلبياً على المتلقي؛ لأن القناة لا يمكن أن تحجب المتلقي من مشاهدة القنوات الفضائية الأخرى العربية والأجنبية ووسائل الاتصال المتعددة، ولو فعلت فإن تأثير ذلك سينعكس على فقدان القناة مصداقيتها عند المتلقي.
لقد جاء دور وزارة الثقافة والإعلام في إطلاق القناة الإخبارية (الرابعة) من أجل طرح إعلامي سعودي نقي جديد، يواكب كافة التطورات والتغيرات التي يشهدها المجال الإعلامي، ولا شك أن القائمين على هذه القناة سيواجهون بعض الصعوبات والمعوقات في البداية، كما أنهم سيتعرضون لبعض الانتقادات، ولكن بالتخطيط السليم والاستفادة من كافة الأخطاء والبحث عن الاستقلالية والتمتع بهامش كبير من الحرية والشفافية والطرح الإعلامي الحقيقي والاستعانة بالقدرات والخبرات الإعلامية من مقدمين ومراسلين ومعدين، سينعكس بالتالي على هذه القناة ونجاحها في وقت كثرت فيه القنوات الفضائية المختلفة والمتعددة التخصصات العربية والأجنبية. وإننا إذ نقدم الشكر للقائمين على هذه القناة وعلى رأسهم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي لنتطلع إلى البدء في دراسة إنشاء قناة خاصة بالأطفال، وهذا ليس بغائب عن تطلعات وطموح معالي الوزير.
وفق الله القائمين على هذه القناة وأعانهم على أداء رسالتهم الصعبة والشاقة، وأدام الله على هذا البلد أمنه واستقراره في ظل تمسكنا بديننا الحنيف ومبادئنا الرشيدة ووحدتنا الوطنية.
| 
