وصل الاستهتار الإعلامي إلى درجة (التفسخ الجسدي)؛ ففي لعبة سخيفة لست أراها سوى انحطاطاً أخلاقياً وفكرياً كاملين في برنامج (ستار أكاديمي) -حلقة يوم الأحد 24 من ذي الحجة 1424هـ الموافق 15 فبراير 2004م- حيث طلب (أحمد المصري) من زميله (أحمد التونسي) أن يخلع قميصه، وبكل بساطة استجاب لذلك وبادر بالخلع، ثم عاد الأول وطلب منه أن يخلع (بنطاله،) أكرر (بنطاله)، وقد بذل (أحمد التونسي) جهده في إظهار علامات الدهشة والحياء للمشاهدين وذلك مما تعلَّمه من تمثيل مبتذل؛ حيث شرع في خلع (البنطال) ضاحكاً. وما بعد ذلك فضيحة أخلاقية لن أستطيع أن أصفها لكم وصفاً دقيقاً. فواأسفاه على مَن فعلها وعلى الهواء مباشرة وعلى من صوّرها.. ما شاهدته أعدُّه وقاحة في الطلب والتنفيذ والتصوير. تبادل الأحضان والقُبل والسجود لبعضهم وتقليد الحيوانات هذا بعض ما يمكن أن يُقال.. ألا يكفي؟! هل فكرتم إخواني وأخواتي ما الهدف من هذا البرنامج؟! إن كان الهدف هو (تعليم فني غنائي) كما يدَّعون، فلماذا التفسخ والتصوير وهم نيام؟!
ربما أننا جهلة نتعلم منهم، وربما أننا مشاهدون نتوه وراء غرائزنا كما يتوقعون، وهم حتماً مخطئون. فنحن العرب المسلمين إلى سفوح الجبال صعدنا، وإلى سطح القمر وصلنا، ومع النهضة الحضارية بدعائم ديننا وتقاليدنا الاجتماعية تقدمنا.. نحن عقول بكتاب الله آمنا.. تعلمنا وتأدبنا.. وبأقلام حرة ليست مستعبدة كتبنا.. أتذكرون القناة (الفرنسية) الخليعة، الآن أين وجودها بين القنوات، وبالذات على تلفاز العائلات العربية المسلمة الحريصة على تنمية القيم والعادات؟! قطعاً لا وجود لها.
وخوفنا على أبنائنا من حرب وإرهاب فكري داخل بيوتنا يهدفان إلى هتك تعاليم ديننا وتقاليدنا فإن دفاعنا أن نحفر بينهم وبين أبنائنا خندقنا.. ودفاعكم أيها المسؤولون أن تبنوا بيننا وبينهم صرحاً متيناً لا يستطيعون، بل ليس من حقهم تجاوزه، وأنا والمؤيدون من الآباء والأمهات نناشد جميع المسؤولين ب(تشفير) هذه القناة القنبلة الموقوتة التي لا تهدف مجاهرة إلا لهدم الدين والأخلاق اللذين بدونهما لا كيان للإنسان.. وبدونهما لا أرض ثابتة نقف ونغرس آمالنا عليها.. وما كتبت إلا وفق ما لي من الحق في الدفاع عن أبنائنا وبناتنا، وخوفاً على أجيالنا القادمة.
|